يأتي الآلاف من العاملين من مختلف البلدان مع تعدد اللغات لبلادنا بلاد الحرمين للعمل في عدة مجالات فأقل فترة يقضيها العامل بحسب مدة عقده هي سنتان وقد يجدد عقده ويبقى فترة أطول قد تصل ل20 عامًا أو أكثر وطيلة هذه السنوات يتعلم العامل اللغة العربية ولكن نسميها «لغة مكسرة» أو «كلجا» لا أعرف من اخترعها أو ابتكرها فلا هي عربية فصحى ولا هي عامية، هي لغة نحن أوجدناها لنتحدث بها ونتخاطب مع العمال الأجانب فقط «أنت في معلوم» أو «أنت في كويس» أو «أنا أنت سوا سوا» وغيرها من الجمل التي شوهت لغتنا الجميلة. لماذا نتحدث مع العمال أو الخدم بطريقة مختلفة وبلغة مختلفة؟ هل للتقليل من شأنهم؟ أو تيقنًا منا بضعف إدراكهم وعدم فهمهم؟ وهل هذه اللغة هي أسهل في الفهم لهم مما نحن نتحدث به؟ كم من عامل للأسف عاد إلى بلاده وهو يعرف العربية وقد يفخر بأنه يجيد التحدث بها ولكنه قد لا يعلم بأننا خدعناه وعلمناه لغة شبيهة بلغتنا مقلوبة الضمائر غريبة المفردات إذا بحث عن معانيها في القاموس قد لا يجدها أبدًا. قد يتبادر إلى ذهن بعضهم ليس مهمتي أن أعلمهم اللغة العربية بالطبع لا، لكن من واجب كل منا أن نتحدث معهم باحترام وبلغة عربية سليمة ليس شرطًا أن تكون لغة فصحى ولكن كما نتحدث مع أصدقائنا وأهلنا وأولادنا وإن لم يفهموا من أول مرة بإمكاننا الإعادة بأسلوب أبسط وأسهل مع إبقاء نفس اللغة واللهجة دون استخدام للكلمات المكسرة والغريبة، فأطفالنا حتى يتحدثوا لغتنا فإننا نخاطبهم بنفس اللغة ليتقنوها. لماذا لا يدهشنا عندما نرسل أولادنا للتعلم في الخارج «اللغة الانجليزية» بأنهم يرجعون ناطقين بها ليس فقط لأنهم يتحدثون بها في مدارسهم ولكن لأن كل من حولهم يتحدث معهم بنفس اللغة فليس لهم لغة خاصة بالأجانب كما نفعل نحن. فلنكن سببًا في انتشار لغتنا بطريقة صحيحة تسر من يسمعها ويستأنس بكلماتها لجمالها وروعتها..لا أن تنتشر لغة مشوهه فيتغنى العامل المسكين بها «أنا في معلوم عربي مية مية» وفي الأصل تُضحك كل من سمعها وسخر منها لغرابتها وضعف ألفاظها.