بعض القصص تمر عليك مرور الكرام وتنتهي مكانها، وبعضها تستوقفك، وتأخذك بعيدًا، لأن لها مدلولات إيجابية، أعمق بكثير من خطابات الشكر المرتبطة بها، أو تقدير الناس للشجاعة غير المتوقعة. ضربت الطالبتان (أشواق بخش) و(فاطمة حسن الصعب) المثل في الشجاعة والإقدام بعد أن أنقذتا 55 طالبة من زميلاتهن بعد تعرض سائق الحافلة لحالة إغماء أدت لانحرافها عن مسارها. والتفاصيل، أن سائق الحافلة قام بنقل الطالبات من مدرسة أبي عروة للبنات بمحافظة الجموم وهو في طريقه لمنازلهن أصيب بنوبة إغماء سكر، مما أدت لانحراف الحافلة عن مسارها واصطدامها بعمود موقف سيارات أدى لكسر زجاج النوافذ اليمنى واستمرار الحافلة في سيرها دون توقف باتجاه الطريق العام، مما اضطر الطالبتين لإدارة الموقف ومحاولاتهما إيقاف الحافلة وتحويل مسارها عن الخطر حتى تمكنتا من إيقافها وإنهاء الموقف وإنقاذ زميلاتهن. وقد قُدمت الإسعافات الأولية لسائق الباص، وإخراج الطالبات من الباص وتوفير باص بديل لنقلهن، وقدمت خطابات شكر وتقدير للطالبتين نظير شجاعتهما وحسن تصرفهما في إيقاف الباص وإنقاذ زميلاتهن. المدلولات العميقة هنا ثلاثة، أولا، حتمية معرفة البنات لأساسيات القيادة، الفرامل، البنزين، والسيطرة على المقود، وهي أهم المعلومات التي يجب أن تعرفها الطالبة، وتتدرب عليها، لاستخدامها وقت الحاجة الطارئة، وثانيا، يجب أن يرافق سائق الباص سيدة متدربة على قيادة الباص، حتى تحمل العبء عنه، عند حدوث أمر طارئ للسائق، وثالثا، وهو الأهم، أعتقد أنه قد حان الوقت ليقبل المجتمع فكرة قيادة المرأة للسيارة، بالضوابط اللازمة، وموقف الطالبتين النبيل، حفظنا من كارثة محتمة للباص، ولمن فيه، ولمن يمكن أن يصطدم فيه، لولا لطف الله، بوجود فتاتين تعرفان قيادة السيارة. #القيادة_نتائج_لا_تصريحات ثق بنفسك وبقدراتك، هناك شيء عظيم ينتظرك في الضفة الأخرى، التي تخشاها.