أعلنت موسكو أبرز حلفاء دمشق أمس الجمعة، بدء خفض قواتها في سوريا حيث تشهد الجبهات الرئيسة هدنة هشة تخللها الخميس تصعيد قوات النظام غاراتها على منطقة وادي بردى خزان مياه العاصمة. فيما أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ضرورة فرض عقوبات على منتهكي وقف إطلاق النار بسوريا للانطلاق نحو مفاوضات أستانا، بينما أعربت واشنطن عن أملها أن تسفر هذه المفاوضات عن تحقيق خطوة باتجاه السلام. خفض عسكري بدأت موسكو الجمعة خفض قواتها التي تقدم دعمًا عسكريًا وجويًا لقوات النظام منذ سبتمبر 2015. وقال قائد الجيش الروسي فاليري غيراسيموف إنه عملًا بقرارات أعلنها الرئيس بوتين في 29 ديسمبر بدأت وزارة الدفاع الروسية خفض قواتها المنتشرة ضمن العمليات في سوريا، وفق ما نقلت عنه وكالات أنباء روسية. وأمر مجموعة القطع البحرية العسكرية المنتشرة قبالة السواحل السورية بالبدء في الاستعدادات للعودة الفورية إلى مينائها الأصلي في الدائرة القطبية. وعلى رأس تلك القطع البحرية، حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيستوف» المنتشرة في شرق البحر المتوسط وهي الوحيدة المشاركة في العمليات الجوية في سوريا. أعرب أوغلو -قبيل لقائه الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في نيويورك- عن أسفه لتواصل انتهاكات وقف النار على يد مجموعات تابعة للنظام السوري. وأشار الوزير التركي إلى أن ثمة مركزيْ رصد في أنقرة وفي موسكو، وقد تم إبلاغ الروس بكل الانتهاكات التي وقعت. وشدد على أن بلاده تبحث مع روسيا نوع العقوبات التي يمكن تطبيقها بحق الجهة التي تنتهك الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ يوم 30 ديسمبر الماضي، مشيرًا إلى أن الأممالمتحدة أو مجلس الأمن يمكن أن يفعلا شيئًا حيال الانتهاكات. أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس بأن قوات النظام «صعدت الجمعة غاراتها على أنحاء عدة في وادي بردى»، مشيرًا إلى «إلقاء الطيران الحربي عشرة براميل متفجرة على الأقل على المنطقة صباحًا». ويأتي تصعيد القصف الجوي، وفق عبدالرحمن، مع «فتح قوات النظام ومقاتلين من حزب الله اللبناني جبهة معارك جديدة مع الفصائل المعارضة وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا) شمال غرب وادي بردى بعدما كانت المعارك متركزة جنوب شرق المنطقة». قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الخميس إن الولاياتالمتحدة تشجع محادثات السلام السورية التي تعد روسيا لعقدها في وقت لاحق من الشهر الجاري في أستانة عاصمة قازاخستان وتأمل أن تسفر عن تحقيق خطوة في اتجاه السلام. وقال كيري في مؤتمر صحفي «نشجع اجتماعًا في أستانة. نأمل أن يؤدي ذلك إلى تحقيق خطوة إلى الأمام.»