تُوِّج المهندس عادل عزت رئيسًا للاتِّحاد السعوديِّ لكرة القدم، إثر انتخابات حامية ومثيرة السبت الماضي.. اختيار أراه الأمثل والأفضل، وفقًا لظروف واحتياج الفترة المقبلة، وللمؤهَّلات الشخصيَّة التي يملكها عادل عزت.. سيرته الشخصيَّة رائعة، فهو بكالوريوس هندسة، وماجستير إدارة أعمال، ودكتوراة تسويق، مارس كرة القدم، عمل في مجال الإعلام الرياضي، وعمل في مجال الاستثمار الرياضي والخاص، خبرات متعددة ومميَّزة تجعله الرجل المناسب، في الموقع المناسب، وفي الوقت المناسب.. ثمَّ إنَّه أتى في مرحلة هامَّة ومفصليَّة في تاريخ الرياضة السعوديَّة، التي تشهد بداية مرحلة خصخصة الأندية، والتي لا يمكن أن تنجح إلاَّ بوجود اتِّحاد يعي ويفهم ويستطيع التعامل مع هذه المرحلة، اتِّحاد يملك المسؤولون فيه خلفيَّة علميَّة وعمليَّة في مجال الإدارة والاستثمار والتسويق الرياضي، وهو ما يتوفر في عزت.. ليس لي علاقة شخصيَّة بعادل عزت، ولكنِّي تابعته عن كثب، هو وجميع المرشَّحين، ورأيته الشخص الأميز لرئاسة اتحاد القدم، وتوقَّعت له الفوز في مقالي السابق.. وإذ أبارك له الفوز برئاسة ثاني اتحاد كرة منتخب، فإنَّني (أحيطه علمًا) أنَّ المهمَّة ليست سهلة، بل هي غاية في الصعوبة، فمسلسل التشكيك لن ينتهي، ومسرحيَّات القدح والذم ستتواصل، واتِّهامات الواتس ووسائل التَّواصل الاجتماعي ستزداد، وسيلحق به وباتِّحاده ولجانه الأذى، وسيُرمى -عمدًا- بالاتِّهام والتشكيك والذم عند كل خطأ يحدث، صغيرًا كان أم كبيرًا.. بل إنَّ المسلسل بدأ بالفعل، فبمجرد فوز عزت استجرَّ البعض تاريخه، وبدأوا بكيل الاتِّهامات الملوَّنة له دون حساب أو دليل، وبدأ القرع على الطبول قبل أن يجلس الرجل على الكرسي حتَّى، وإنِّي أتساءل: هل يوجد في وسطنا الرياضي شخصٌ بلا لون؟ (يعني شخصًا سادة)! أليس الجميع خرجوا من عباءة الأندية، وانتموا ذات يوم إلى كيان ما؟ وبالتالي هل العبرة بانتماء الشخص، أم بما يملكه من مقوِّمات، وبما يمكن أن يقدِّمه من عمل؟. عمومًا يبدو أن هذا قدر مَن يجلس على هذا الكرسيّ الذي لم يسلم من لظاه أحدٌ ممَّن سبق، ولن يسلم مَن يأتي، فهذه كرة القدم لدينا عشق وجنون وانفعال وتهوّر وإثارة وتعصب، وجمهور لا يرضيه شيء إلاَّ تحقيق البطولات، بأيِّ شكل، وبأيِّ طريقة.. وحتَّى يسلم مَن يتبوَّأ هذا المنصب من أوزاره، عليه بعدّة أمور، أولها: التحلِّي بالصبر، وثانيها: التخطيط والتنظيم الجيد، وثالثها: العمل المؤسَّسي وضبط الإجراءات، ورابعها: الاستفادة من أخطاء مَن سبق، وخامسها: إشراك الأندية في قرارات الاتحاد في كل ما يخصها، بطريقة تجعل للأندية قيمة، ووجود، ولا تعطِّل عمل الاتحاد.. أمور بديهيَّة، ولكنَّ القيام بها -على الوجه الأمثل- يحتاج جهدًا ومثابرةً وصبرًا كبيرًا جدًّا.. وكمحبٍّ لرياضة بلدي، أرجو، وأتمنَّى التوفيق والنجاح لعزت، ولمجلس إدارته، وأرجو أن يكون نتاج عملهم بقدر طموحاتنا وآمالنا، وأن يحمل إضافة لكرة القدم السعوديَّة.