(وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) هذا النداء من رب العالمين هذه الشعيرة العظيمة التي دعا المولى عباده اليها وبلغ هذا النداء الى كل ارجاء المعمورة ففتحت له الاسماع وانشدت له القلوب بالاجابة والتلبية لنداء ربهم صاروا له ملبين قطعوا المسافات والبحار لرحمته ومحبته خرجوا له طامعين في كرمه وجود احسانه آملين تركوا المال والاهل والعيال تركوا الدنيا وزخرفها وجعلوا نصب اعينهم رحمة الله ومناداته لهم بحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور، ما ضربت قدم على الارض اشرف عند الله ولا ازكى من قدم المطيع لربه ووفدت هذه الجموع وفارقت كل عزيز الا طمعاً في مرضاة الله وقدمت لبيته المعمور في مكان وزمان حددهما الله لقدوم وفوده اليه ليكون اشبه بيوم المحشر وسميت ايام الحج حتى يباهي الله ملائكته وحملة عرشه بهذه الجموع والخلائق الطائعة الطامعة في رحمته. (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك). فاغتنم واحرص ايها الحاج الكريم على ان يكون نسكك كله لوجه الله طواعية وامتثالاً لاوامره واجتناباً لنواهيه في الازمنة والامكنة المحددة واحرص على الاستفسار والسؤال والاخذ بالسنة وبحجة المصطفى عليه الصلاة والسلام بدءا من دخولك بالنسك وعليك اخي الحاج معرفة اركان الحج وواجباته ومن ترك شيئاً من اركان الحج لم يتم حجه الا به، واركانه الاحرام ونية الدخول في النسك الوقوف بعرفة وطواف الافاضة والسعي بين الصفا والمروة، اما الواجبات فهي الاحرام من الميقات والوقوف بعرفة الى الغروب والمبيت بمزدلفة والمبيت بمنى ليالي ايام التشريق ورمي الجمار وطواف الوداع والحلق او التقصير فمن ترك شيئاً من الواجبات فانه يجبره بدم يذبح في الحرم ويوزع على فقرائه قال عليه الصلاة والسلام "الحج عرفة" فاحرص اخي الحاج ان يكون وقوفك بعرفة من صبيحة طلوع فجره الى وقت غروب هذا اليوم المبارك هذا اليوم الذي يباهي به الله ملائكته بهذه الخلائق والجموع الملبية لطاعته ورضاه فيا له من كرم الهي حينما تتنزل رحماته ويقول لهم (اذهبوا مغفوراً لكم) تنطلق بعدها هذه الوفود من عرفات الله بعد الغروب الى مشعر مزدلفة وحين وصولك تصلي بها المغرب والعشاء ولا تشتغل بأي شيء حتى تنتهي من اداء الصلاة والذكر ثم تخلد للراحة والنوم حتى الفجر (فاذكروا الله عند المشعر الحرام) ثم تنطلق منها بعد صلاة الفجر الى منى وترمي جمرة العقبة بسبع حصيات حال وصولك وتذبح الهدي وتأكل منه ويوزع منه على الفقراء والذبح واجب على المتمتع والقارن ومن ثم حلق شعر الرأس والتقصير للمرأة وبذلك تتحلل التحلل الاول فتلبس ثيابك ويحل لك جميع محظورات الاحرام الا النساء لا يحل لك الا بعد الحلق او التقصير وطواف الافاضة بعد ذلك تذهب الى مكة لطواف الافاضة ثم السعي للمتمتع والقارن والمفرد اللذين لم يسعيا بعد طواف القدوم وبذلك تتحلل التحلل الكامل وعليك المبيت بمنى ايام التشريق الثلاثة "فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه" قال عليه الصلاة والسلام "من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" هذا يدل على الفضل العظيم لمنسك الحج الذي ليس له جزاء الا الجنة فهذه هي ايام الحج ومواقيته. اللهم تقبل من الحجيج حجهم واعدهم الى ديارهم وهم فرحون وقد رحمتهم.