أوضح المهندس صالح العمرو عضو اللجنة الوطنية للسلامة المرورية تحت هذا العنوان الاشارة المرورية,, المدلول الهندسي والسلوكي أن الاشارات المرورية مرت بمراحل تطور كثيرة، وهي تعكس النمط التخطيطي لشوارع المدن ، فكلما كانت الأنماط التخطيطية لشوارع المدن والتقاطعات ذات مستوى تخطيطي جيد، كان كذلك أداء الاشارات المرورية. وأضاف المهندس صالح العمرو أنه في الماضي تم الاستعانة برجل المرور الذي كان يقف في التقاطع ليعطي أوامره من خلال اشارات بيده، يفهمها السائقون، وتعني لهم إما الالتزام بالتوقف أو عبور التقاطع، وبعد ذلك تم نصب اشارة مرورية على شكل تقاطع تدور بالأخضر وهو يعني العبور, أو الأحمر ويعني التوقف. ثم يقوم جندي المرور بإدارتها وفقاً للحالة المرورية المتواجدة. * ثم تطور الأمر إلى النظام الكهربائي في اعطاء اشارات العبور أو التوقف إلا أن ذلك كان يتم أيضاً من خلال منصة يعتليها رجل المرور فيقوم بإعطاء الاشارات وفقاً لحجم الحركة المرورية على التقاطع، ثم تطور الأمر بتطور النظام التخطيطي للمدن والاحياء السكنية مما جعل وجود الاشارات المرورية ضرورة حتمية لتنظيم السير. ورغم أن كثرة التقاطعات المرورية المحكومة بإشارات مرورية غالباً ما تتسبب في الاختناقات المرورية وتؤثر على سلوك قائدي السيارات وتذمرهم, فهنا يأتي دور التقنية الحديثة في مراقبة التقاطعات المرورية وفي الأخذ بها في سبيل تطبيق نظام التتابع في العبور من خلال عدد من التقاطعات المتوالية ويكون ذلك وفق قواعد وأسس هندسية معروفة. والحقيقة أنه عندما كان رجل المرور هو الذي ينفذ عملية المرور من حيث التوقف والمسير، كان هناك تنظيم أكثر لأنه لا أحد يتجرأ على قطع الشارع, أما الآن فالكثير الكثير لا يلتزم بنظام الاشارات المرورية، والكثير يقطع الاشارة الحمراء أو يتباطأ والاشارة خضراء مما يعرقل عملية السير. والمعروف أن قطع الاشارة الحمراء هو آحد الاسباب التي تؤدي إلى الحوادث والمخالفات المرورية، كذلك لابد من توعية قائد المركبة بأن هذه الاشارات أوجدت للتنظيم ومخالفتها تعتبر اعتداءً على حقوق الآخرين وإلحاق الأذى بهم، وهذا الأمر ينهى عنه الشرع والقانون. ومني كلمة: لابد من التقيد واحترام أنظمة المرور والاشارات المرورية ولا بد من التوعية الكاملة لقائد المركبة ولابد أن نعي جميعاً أنه في العجلة الندامة وفي الصبر السلامة ولابد من مراعاة حرمة الطريق والمحافظة على أرواح الآخرين, كذلك لابد من أخذ العقاب الرادع للمتهورين,. وعلينا أن نتقي الله في أنفسنا,, وفيمن حولنا وأن نشعر بالمسؤولية لأنها إحساس نابع من الأعماق والمسؤولية ظاهرة صحية لا بد من وجودها لدى النفس الانسانية حيث يرتفع بنا هذا الشعور للأمثل ويرتقي بنا فوق جميع المخالفات, فالمسؤولية أمانة وعلينا كمواطنين ومقيمين أن نكون على قدر تلك المسؤولية وأن يصحو ضميرنا النائم وأن نبتعد عن الأنانية، وأن يعرف كل امرئ ما له وما عليه من حقوق وواجبات ومسؤوليات وأن ننفذها بأمانة وحرص من مبدأ الرقابة الذاتية ,. فالعمل أمانة، والنفس أمانة، والمال أمانة، والولد أمانة والوطن أكبر أمانة.