عندما ظهر مصطلح التعليم صناعة ظن معظم الناس أن المصطلح يحمل في طباعه شيئاً من المبالغة,, أو أنه مجرد مسايرة للعصر عصر ثورة المعلومات والتقدم التكنولوجي والصناعي,, دار في ذهني هذا المفهوم وأنا اسمع وأشاهد مشروع عبدالله بن عبدالعزيز وأبنائه الطلبة للحاسب الآلي، اسمع من معالي وزير المعارف ايضاحا حول الفكرة واشاهد شرحا من المهندس عبدالله الدبيخي مدير المشروع وفي ظني ان المشروع مفصح عن نفسه ولا يحتاج الى مزيد بيان، كما انه ليس في حاجة الى الثناء عليه والاشادة به كخيار تربوي استراتيجي لكني اردت ان اتحدث عن بعض الجوانب حول هذا المشروع العملاق، هو بدون شك يعد نقلة تربوية حضارية كمية ونوعية عملاقة، ولقد أحسن الدكتور الرشيد عندما بادر بعرض فكرة المشروع على صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز فالمشاريع الوطنية العملاقة لا يقف خلفها ولا يتبناها إلا رجال أمثال عبدالله بن عبدالعزيز لذا فأنا اعتقد ان الوزير الرشيد أحسن عندما عرض المشروع على الامير ومن هنا كان تجاوب الأمير عبدالله مع هذا المشروع العظيم أكثر من المتوقع,, عشرة ملايين لفتح باب التبرع ورعاية 300 طالب سنويا,, هذا الدعم وتلك الاستجابة السريعة من سمو ولي العهد يؤكدان ان ولاة الأمر يدعمون ويشجعون المبادرات والمشاريع الوطنية النافعة التي تسهم في صياغة واقع المواطن في جميع المجالات. والتعليم على رأس الهرم على اعتبار انه استثمار له مردوده الاقتصادي والاجتماعي, ان هذا المشروع الرائد يمثل انطلاقة كبرى لأبنائنا الطلبة في مجال التقنية والمعارف العصرية وصناعة المعلومات من خلال ربطهم بالبرنامج التعليمي حيث سينقل الطلاب الى واقع العصر ومعطياته وبالتالي يستطيع ان يجاور انماط وايقاع العصر الذي نعيش فيه والسير ضمن منظومته المتسارعة الأطوار. لقد عبر سمو الامير عن طموحاته لأبنائه الطلبة من خلال هذا المشروع التربوي الطموح على اعتبار انه سيحقق دعما عمليا للعلم بإذن الله، وسيكون مصدراً جديدا من مصادر التعليم. يتوقع من هذا المشروع أن يحلِّق بالتعليم من الوصفية التقليدية النمطية الى آفاق أرحب وأشمل، وإذا كان الحاسب الآلي اصبح من مستلزمات حياتنا اليومية فمن الأولى بنا ان يكون في التعليم,, لأن الاستثمار في التعليم هو في الحقيقة استثمار في أمة,, فهذه الأجيال متى ما اعدت اعدادا عصريا تقنيا استطاعت ان تخوض معترك الحياة بالسلاح الأقوى,, والعكس. وليسمح لي وزير المعارف ان اقول ان مشروعا ذا خصوصية وطنية وبهذا الحجم ويقف خلفه الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بل انه ارتبط باسمه الكريم ألا يستحق أن توضع له برامج تعريفية وخطط إعلامية وحملات إعلامية، فالواقع ان كثيراً من الناس بل من التربويين أنفسهم لم يستوعبوا بعد فكرة المشروع حيث يظن بعضهم أنه مجرد تفعيل لمادة الحاسب الآلي التي تدرَّس حاليا بالمدارس,, في اعتقادي أن مشروعاً بهذا الحجم ويستهدف شرائح متعددة من المجتمع بدءاً برجال الأعمال وأولياء الأمور والمعلمين والطلاب يحتاج الى متخصصين في الدراسات التسويقية وخبراء في برامج الترويج والتسويق,, لا بد من تكثيف الحملة الإعلامية والبرامج الموجهة للفئات المستهدفة بهدف شرح فلسفة هذا المشروع ودور القطاع الخاص في المساهمة في العمل الوطني الكبير كما ينبغي دراسة المكتسبات خلال كل فترة او مرحلة من مراحل المشروع, يحتاج المشروع الى حملات تعريفية بأهدافه وغاياته والنتائج المرتقبة بحيث تشمل هذه الحملات أكثر من مسار في المدارس وإذا دعت الحاجة يمكن ان يخصص بعض الحصص للحديث عن أهداف المشروع ونتائجه لتوعية الطلاب بالمشروع وفي الطرقات والأماكن العامة، والمدارس قد تؤدي الغرض بدون تكاليف تذكر فالطالب سينقل لولي أمره كل ما يدور في المدرسة، ويمكن للوزارة وضع عبارات تحث أولياء أمور الطلاب على دعم المشروع وتستفيد من الكتب والمناهج فهي وسيلة إعلامية جيدة حيث ان الفكرة ستصل الى كل بيت. وهناك ثمة اقتراح حول تسويق المشروع لماذا لا يطرح ويتم استقبال العروض بالنسبة للتسويق او تعطى كل منطقة من المناطق الكبرى لشركة متخصصة في التسويق بحيث يكون هناك تنافس بين جميع الشركات والحصيلة النهائية هي تحقيق الهدف المنشود.