صحيح ان الناس يختلفون شكلا في طريقة تعاملهم مع الاموال ومع البنوك ايضا لكن يتفقون موضوعا في انهم اما ينشدون المكان الآمن لحفظ أموالهم ومدخراتهم او يسعون جاهدين لتنمية مدخراتهم. والبعض قد لا يعلم أحد شيئا عن مدخراتهم هذه لسبب او لآخر والموت لا محالة مصير كل نفس ومآلها قال تعالى: كل نفس ذائقة الموت وصحيح ان البنوك كل البنوك تحرص كل الحرص على استكمال بيانات العملاء عند بدء التعامل كما تحرص دوما على تجديد وتحديث بياناتهم لديها، لكن متى توقفت حركة أي حساب لديها - وديعة كان او جاريا - لا يكلفون خاطرهم في البحث عن سبب هذا التوقف او عما اذا كان صاحب هذا الحساب ما زال حيا يرزق ام فارق الدنيا الى مصيره المحتوم. وحينئذ ما عساه ان يفعل البنك؟ أو الموظف المسؤول؟ فقط يتم تجميد الحساب وتدويره من سنة لأخرى حتى تثبت أحقية من يستحقه وقد لا تثبت للأبد لأن أحدا لا يعلم عن هذا الحساب شيئا، وحينئذ يكتفي البنك كما قلت بتدوير الحساب ضمن ارصدته الدائنة المعلقة وسنة بعد اخرى. وحيث ان البنوك جميعا الآن شركات مساهمة لها جمعيات تعقد سنويا بموجب النظام ويسبق عقد الجمعية اعداد جدول اعمال لمناقشته. وحيث لا يوجد ما يلزم البنوك بالتحري عن اصحاب تلك الموقوفات فحري بهذه الجمعيات - ما لم تقم ادارة مراقبة البنوك بمؤسسة النقد العربي السعودي بدور فاعل فعال في هذا الموضوع - ان تناقش وتولي هذا الموضوع ما يستحقه من عناية واهتمام ولو على الأقل بغية اعادة الحقوق المنسية لذويها فهم أحق بها وأهلها هذا من جهة ومن جهة ثانية تبرئة ذمتهم من مغبة السكوت على هذا الامر وتوجها منهم لتنقية ما يعود على المساهمين في هذه الشركات من أرباح مما قد يكون أكلا لأموال الغير بالباطل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حمدين الشحات محمد