الحمد لله واهب الحياة واليه المآب, ثم إنا لله وإنا إليه راجعون . توفى الله عبده حمد بن محمد الجاسر إلى رحمته التي وسعت كل شيء فجر يوم الخميس 16 من جمادى الآخرة من عامنا هذا 1421ه بعد عملية جراحية, وإنني أحد محبي حمد الجاسر انعيه الى امتنا المسلمة العربية والى الأهل والعشيرة في شبه جزيرة العرب على وجه الخصوص, ليس هذا نعي جزع ولا قنوط إنما نعي ألم ووجع لفقد رائد من رواد الأمة العربية المسلمة ونجم من سوامق الأعلام في الشيم والقيم الإنسانية الرفيعة وعلم بارز من أعلام الفكر والحضارة العالمية, لا اخالني أعرف بالرجل فهو جزء من تاريخ العرب في هذا القرن, عربي ألارومة نسبا ولسانا وإحساساً وشعورا ومشاعر, لقد ولدت وأجيال قبلي وبعدي وحمد الجاسر في ميدان الكفاح والنضال للذود عن لغة وتاريخ الإسلام ومادته العرب ولقد بان لنا اجيال الحفدة بوعينا الان ان حمد الجاسر قد نفل جيله وسبق زمانه مع كوكبة من فرسان الرأي والشجاعة في العلم من أمثال احمد السباعي وأحمد عطار وعبدالقدوس الانصاري ومحمد حسين نصيف ومحمد علي مغربي ومحمد حسين زيان وعبدالله بن علي بن حميد ومحمد سرور الصبان ومحمد حسن عواد الذين برزوا في زمن لم يكن فيه لهذه البلاد حظ من التعليم ومع هذا كانوا مشاعل تنوير لقيادة المجتمع لنهوض فكري يدعم ويعزز المسار السياسي الوحدوي للكيان العظيم الذي قاده باقتدار والدنا الملك عبدالعزيز رحمه الله ومعه جحافل من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. ذكر محاسن الموتى مطلب مشروع لكنني اجد من محاسن ليست من التقليدية المعتادة التي تقال عادة، من محاسن الرجل: * هرب من وظيفة القضاء خوفا وخشية الظلم. * هجر التعليم في الكليات استقلالا برأي. * ترك إدارة التعليم عمدا من اجل العمل الصحفي. * أسس يمامة صحفية صادحة رغم عشقه الرياض. * وقف دون رأيه في الحياة مجاهدا غير مجامل ولا مجايل. * تنقل في أرجاء شبه الجزيرة العربية عاملاً للدولة وبائعاً وقاضيا ومعلما وباحثا عن التاريخ. * ثم استقر في دارة العرب الرياض محتفى به من الدولة والشعب وقادة الفكر والرأي ومارس مهنته الراقية في البحث والنشر والترجمة محترفا بارتقاء خلق واخلاقي خدمة للعربية تاريخاً ولسانا ونسبا. لقد كان حمد الجاسر معدنا غاليا من معادن الرجال, كان كبيرا فوق كل الصغائر من الأفكار والرجال ووضع تحت قدميه وخلف مساره كل محتقر وصغير. نعم فيه جبروت المدافع عن الحق، توثيقا وتوثقا من حقيقة التاريخ والتراث واللسان, لكنه ابي في أبوته وحنوه على الباحثين والدارسين وكم كان حفيا بالنابهين والمتعلمين وحذرا من المتلونين باسم التراث المارقين على الشيم والقيم، والسادرين في الغي والكذب على التاريخ واللسان لا اعزي احدا في حمد الجاسر فهو فقد للأمة والوطن واجدني أغالب دمعي وحزني لأقف من آلاف الناس نتقبل العزاء من خارج ارضنا في شبه جزيرة العرب ونحتسب أبانا ووالدنا حمد الجاسر مع الخالدين في ذاكرة الأمة مع الأبطال والرواد، ونحسن الظن به ولا نزكيه على الله ونسأل الله العظيم أن يرحم حمد ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ويلهم بناته وبنيه صليبة وعشيرة الصبر والسلوان. وفي موقف العزاء أصدع بالنداء شيمة ووفاء للقادة الأخيار في دولتنا ان يتم إنشاء دارة العرب في مكةالمكرمة ارض القبلة والهداية وحيث تعلم الجاسر لتكون مركزا استراتيجيا للدراسات التاريخية والحضارة الإسلامية, ولا أخال في الأمر غضاضة ان تكون مشتركة بين الدولة والشعب, لا عزاء في الخالدين, وقيل الحمد لله رب العالمين, إنا لله وإنا إليه راجعون .