تراجعت أسعار الذهب بحدة يوم الجمعة الماضي مسجلةً أكبر خسارة في يوم واحد منذ ديسمبر 2008 وذلك بعد أن أظهرت بيانات الوظائف في الولاياتالمتحدة تراجعاً حاداً في الوظائف المفقودة فاقت توقعات المحللين؛ مما دعم الصعود القوي للدولار الأمريكي نتيجة زيادة التوقعات بأن البنك المركزي الأمريكي سيرفع أسعار الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعاً، وهذا ما يزيد من عوائد الأصول المقومة بالدولار، ويجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين.وفور صدور التقرير صعد مؤشر الدولار أمام العملات الرئيسة الست مسجلاً أكبر ارتفاع له منذ أكثر من عام؛ مما دفع المستثمرين في المعدن الأصفر للمسارعة إلى بيعه؛ فتراجع على الفور بنسبة 6% مسجلاً مستويات تقل عن 1150 دولاراً بعد أن سجل في وقت سابق من يوم الخميس الماضي مستوى قياسياً بلغ 1226 دولاراً للأونصة.ويعتقد متعاملون في المعدن النفيس أنه سيبدأ تصحيحاً نزولياً بعد صعوده الحاد مؤخراً نتيجة إقبال الصناديق الاستثمارية والمستثمرين الأفراد على شرائه بسبب قلقهم بشأن قيم العملات واحتمالات التضخم.وكان تقرير الوظائف الصادر عن وزارة العمل الأمريكية قد أظهر أن أصحاب العمل استغنوا عن 11 ألف وظيفة فقط خارج القطاع الزراعي في نوفمبر الماضي في حين كانت الأسواق تتوقع أن تصل خسائر الوظائف إلى 130 ألف وظيفة. ويعتبر هذا أقل انخفاض في الوظائف منذ بداية الركود الاقتصادي في ديسمبر 2007م؛ مما ينبئ بأن تدهور سوق العمل في مراحله الأخيرة، وهذا سينعكس بالإيجاب على أرباح الشركات ويعزز الآمال بأن الاقتصاد الأمريكي يسير في مسار مستقر نحو الانتعاش؛ مما سيخفف من الضغوط التي يتعرض لها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في جهود إدارته لتوفير فرص العمل.