أكثر من 500 ألف طالب وطالبة يعودون لمقاعد الدراسة بتعليم مكة    "تلال" تختتم مشاركتها في "سيتي سكيب الرياض" بتوقيع اتفاقيات إستراتيجية لتعزيز جودة الحياة في مشاريعها    وزير الرياضة يشهد ختام منافسات الجولة النهائية للجياد العربية (GCAT)    "المواصفات السعودية" تنظم غدًا المؤتمر الوطني التاسع للجودة    "الأرصاد"سماء صحو إلى غائمة على جازان وعسير والباحة ومكة والمدينة    المكسيكي «زوردو» يوحّد ألقاب الملاكمة للوزن الثقيل المتوسط لWBO وWBA    «الطاقة»: السعودية تؤكد دعمها لمستقبل «المستدامة»    نفاد تذاكر مواجهة إندونيسيا والسعودية    منتخب هولندا يهزم المجر برباعية ويلحق بالمتأهلين لدور الثمانية في دوري أمم أوروبا    شمال غزة يستقبل القوافل الإغاثية السعودية    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    اليوم بدء الفصل الدراسي الثاني.. على الطريق 3 إجازات    20,124 مخالفاً في 7 أيام وإحالة 13,354 إلى بعثاتهم الدبلوماسية    «إعلان جدة» لمقاومة الميكروبات: ترجمة الإرادة الدولية إلى خطوات قابلة للتنفيذ    5 فوائد صحية للزنجبيل    اختلاف التقييم في الأنظمة التعليمية    مهرجان الزهور أيقونة الجمال والبيئة في قلب القصيم    المتشدقون المتفيهقون    الإستشراق والنص الشرعي    بيني وبين زوجي قاب قوسين أو أدنى    أهم باب للسعادة والتوفيق    الفرصة المؤكدة و مغامرة الريادة في كفتي ميزان    أغرب القوانين اليابانية    «مزحة برزحة».. هل تورط ترمب ب«إيلون ماسك» ؟    البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الثاني للجنة الوزارية السعودية- الفرنسية بشأن العُلا    14% نموا في أعداد الحاويات الصادرة بالموانئ    أمن واستقرار المنطقة مرهون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة    اكتشاف تاريخ البراكين على القمر    «واتساب»يتيح حفظ مسودات الرسائل    عروض ترفيهية    محافظ محايل يتفقد المستشفى العام بالمحافظة    شارك في الطاولة المستديرة بباكو..الجاسر: 16 مليار دولار تمويلات البنك الإسلامي للمناخ والأمن الغذائي    مشاركة مميزة في "سيتي سكيب".. "المربع الجديد".. تحقيق الجودة ومفهوم "المدن الذكية"    إطلاق النسخة الرابعة من «تحدي الإلقاء للأطفال»    السخرية    المؤتمر العالمي الثالث للموهبة.. عقول مبدعة بلا حدود    وزير الدفاع ونظيره البريطاني يستعرضان الشراكة الإستراتيجية    أشبال الأخضر يجتازون الكويت في البطولة العربية الثانية    ضمن منافسات الجولة ال11.. طرح تذاكر مباراة النصر والقادسية "دورياً"    منتخبنا فوق الجميع    الابتسام يتغلّب على النصر ويتصدّر دوري ممتاز الطائرة    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    رحلة قراءة خاصة براعي غنم 2/2    الحكمة السعودية الصينية تحول الصراع إلى سلام    حكم بسجن فتوح لاعب الزمالك عاما واحدا في قضية القتل الخطأ    ابنتي التي غيّبها الموت..    ألوان الأرصفة ودلالاتها    وطنٌ ينهمر فينا    المرتزق ليس له محل من الإعراب    خطيب المسجد الحرام: احذروا أن تقع ألسنتكم في القيل والقال    أمير تبوك يطمئن على صحة الضيوفي    ختام مسابقة القرآن والسنة في غانا    المؤتمر الوزاري لمقاومة مضادات الميكروبات يتعهد بتحقيق أهدافه    الزفير يكشف سرطان الرئة    أمير الباحة يكلف " العضيلة" محافظاً لمحافظة الحجرة    تركيا.. طبيب «مزيف» يحول سيارة متنقلة ل«بوتوكس وفيلر» !    مركز عتود في الدرب يستعد لاستقبال زوار موسم جازان الشتوي    عبدالله بن بندر يبحث الاهتمامات المشتركة مع وزير الدفاع البريطاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. عبد الملك بن عبد الله الزيد الخيال
جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وتحديد أولويات البحث العلمي في السعودية
نشر في الجزيرة يوم 20 - 09 - 2009

جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية هي جامعة عالمية جديدة للأبحاث العلمية على مستوى الدراسات العليا، تمثل مركزاً للبحوث العليمة على طراز عالمي متقدم، وستُسهم في تقدم وسائل العلوم والتقنية، وفي تشجيع الابتكار وروح المبادرة في تأسيس المشاريع التي تحقق الفوائد الاقتصادية والاجتماعية، كما تكرّس جهودها للعمل على بزوغ فجر عصر جديد من الإنجاز العلمي في المملكة والمنطقة وفي أنحاء العالم.
والجامعة مختلفة عن بقية جامعاتنا، وتحظى بدعم قائد يتمتع برؤية حضارية للمستقبل، حيث عاشت لمدة إثنى عشر عاماً في فكر وطموحات قائد هذه البلاد، يتطلّع في فكره إلى المستقبل بعيون العلم والعطاء المعرفي، والتفاعل مع العالم والإسهام في الحضارة الإنسانية، هذا القائد استطاع الآن أن ينشئ مكان المعرفة التي حلم بها وأهداها لأبناء الجيل الحالي، ولأجيال المستقبل أيضاً.
وأنّ روح توجُّه الجامعة هو التميُّز في الدراسات العليا وطبيعة الموضوعات البحثية التي تمثل عطاءً مفيداً يكون أغلبه قابلاً للتوظيف في تقديم منتجات أو خدمات جديدة تسهم في تنمية بلادنا، حيث سترتبط بخططنا الوطنية للتنمية، والمجال العالمي الذي تعمل من خلاله.
كما أنها ستركِّز على استقطاب أساتذتها وطلبتها وفي استشاراتها وعلاقاتها مع المؤسسات والشخصيات العلمية عالمياً.
تقع الجامعة في ثُوَل على ساحة البحر الأحمر شمال مدينة جدة، وتتجاوز مساحتها ستة وثلاثين مليون متر مربع.
وبدأت الدراسة فيها في الخامس من سبتمبر عام 2009م، وتسعى الجامعة لتكون الميناء الجديد للمعرفة في الشرق الأوسط، من خلال الاهتمام الأكاديمي المركز على العلوم والتقنية، وتنوع طلبة الجامعة واختلاف مشاربهم الثقافية والاجتماعية.
وستمنح الجامعة درجات علمية في الدراسات العليا فقط (الماجستير والدكتوراه)، وذلك في تسعة برامج هي الهندسة الكيميائية والبيولوجية والعلوم البيلوجية وعلوم البيئة والهندسة والرياضيات التطبيقية وعلوم الكومبيوتر وعلوم وهندسة الأرض والهندسة الكهربائية وعلوم وهندسة المواد والهندسة الميكانيكية والهندسة الكيميائية والبيولوجية.
وتسعى لأن تكون جامعة عالمية رائدة متميزة تختص بالبحث العلمي والتطوير التقني والابتكار والإبداع وتستقطب نخبة من العلماء والباحثين المتميزين والطلبة الموهوبين والمبدعين بهدف دعم التنمية والاقتصاد الوطني ولتوجه الاقتصاد نحو الصناعات القائمة على المعرفة، كما أنها من المراكز العالمية المتميزة في البحوث العلمية والابتكار والإبداع.
كما ستكرّس الجامعة جهودها الأكاديمية لبناء قاعدة دراسية علمية وتقنية صلبة، كما يمكن أن تستفيد من قاعدتها العلمية والتقنية لتنويع اقتصاد المملكة، وتحويله إلى اقتصاد معرفي، حتى يمكن أن يحدث تغييراً إيجابياً في حياة الناس، سواء في المملكة أو على مستوى العالم، خاصة عبر تنوّع ثقافات الطلاب القادمين من مجتمعات ودول مختلفة.
وهناك ثلاثة أهداف استراتيجية تسعى الجامعة لتحقيقها من أجل تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وهي:
أولاً: تكريس جهودها الأكاديمية لبناء قاعدة دراسية علمية وتقنية صلبة والعمل على تطور وتقدم هذه القاعدة.
ثانياً: تسخير هذه القاعدة العلمية والتقنية لتنويع اقتصاد المملكة وتحويله إلى اقتصاد يقوم على المعرفة.
ثالثاً: إحداث التغيير الإيجابي في حياة الناس.
وتهدف الجامعة من خلال تلك الأهداف الإستراتيجية، إلى رعاية الموهوبين والمبدعين والباحثين، ودعم الصناعات الوطنية، وكذلك دعم وإنشاء صناعات جديدة تقوم على المعرفة، حيث تسعى الجامعة إلى إنشاء مجتمع أكاديمي صناعي واحد خالٍ من الحواجز التقليدية المصطنعة للعمل على زيادة سرعة حركة الابتكار وتحقيق المزيد من الإبداع، لذلك أنشأت الجامعة مدينة أبحاث ومركز للابتكار لتحقيق تعزيز التنمية الاقتصادية ونقل التقنية. ووضعت برنامجاً خاصاً يهدف إلى تحويل الاكتشافات إلى تطبيقات عملية تعود بالنفع على شعب المملكة العربية السعودية والمنطقة والعالم. ومن الأهداف أيضاً دعم الاقتصاد الوطني وزيادة الناتج الإجمالي، ودعم منظومة الإبداع والقدرة على توليد الأفكار المبتكرة وتحويلها إلى اختراعات تشكل قيمة اقتصادية مضافة والإسهام الإيجابي في التعامل مع المؤسسات البحثية والإسهام في التحول إلى مجتمع صانع للمعرفة، وتوفير البيئة المحفزة والجاذبة لاستقطاب العلماء المتميزين من مختلف أنحاء المملكة والعالم، بجانب استقطاب ورعاية الطلاب المبدعين والموهوبين في مجالات الصناعات القائمة على المعرفة من المملكة وغيرهم، وتنمية روح الإبداع والتحدي بينهم. ورعاية الأفكار الإبداعية والاختراعات وترجمتها إلى مشاريع اقتصادية وتحقيق مشاركة فاعلة ومستدامة مع القطاع الأهلي، بجانب تطوير البرامج والدراسات العليا في المجالات المرتبطة بأحدث التقنيات التي تخدم التنمية والاقتصاد الوطني، والإسهام في تنمية المعرفة في مجالات التقنية الحديثة.
وتقدم الجامعة برنامجاً للتعاون مع الشركات الصناعية، لتحويل الاكتشافات إلى تطبيقات، بالتعاون مع قطاع الصناعة والأفراد والمؤسسات والجمعيات الأهلية والحكومات.
حيث بدأت الجامعة بتنفيذ شراكات مع شركة جنرال إلكتريك في مجال الطاقة والنظم البيئية، وكذلك تطوير بحوث وتقنيات النفط والغاز.
ومع شركة آي بي إم لبناء وتشغيل كومبيوتر جامعة الملك عبد الله العملاق (شاهين) وهو نظام بلوجين - بي من آي بي إم يضم 16 إطاراً ومجهز بذاكرة 4 غيغابايت لكل محطة طرفية، وقادر على الأداء بسرعة 222 تيرافلوب - أو 222 تريليون عملية فلوتنغ بوينت في الثانية، وبذلك تصبح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية مقراً لواحد من أسرع الكومبيوترات العملاقة في العالم.
ومما لا شك فيه أنّ الجامعة، باعتبارها مؤسسة مستقلة تقوم على أساس من الجدارة، سوف تطبق الكثير من أفضل الأساليب التي تتبعها جامعات الأبحاث الرائدة، وتمكن أفضل الباحثين من جميع أنحاء العالم ومن مختلف الثقافات، من العمل سوياً لحل القضايا العلمية والتقنية الصعبة. وسوف تقدم شبكة الجامعة العالمية للأبحاث والتعليم الدعم للمواهب المتنوعة، سواء داخل الحرم الجامعي أو في الجامعات ومؤسسات الأبحاث المرموقة، من خلال اتفاقيات أبحاث تعاونية، ومنح، وبرامج منح دراسية للطلاب.
واحتضنت الجامعة أربعة مراكز بحوث علمية متخصصة تهتم بدراسة الاحتياجات الصناعية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتطوير الصناعات المستقبلية وهذه المعاهد هي:
معهد الموارد والطاقة والبيئة حيث يقوم بإجراء بحوث في مجال استخلاص الكربون من الهواء وخلايا الهيدروجين والوقود وتصميم العمليات والاحتراق والطاقة الشمسية ومجالات تحلية وترشيد المياه والزراعة المناسبة للمناخات الصحراوية.
معهد العلوم والهندسة الحيوية ويقوم بإجراء بحوث في مجالات مثل المعالجة الحيوية الميكروبية والمعالجة الحيوية للموارد البتروكيمياوية والزراعة المستدامة للأحياء والنباتات المائية والبيئة البحرية للبحر الأحمر وتقنية الصحة وسيجري المعهد بحوثاً حول الأمراض الوبائية الإقليمية والعوامل الوراثية للسكان.
معهد علم وهندسة المواد وتشمل البحوث التي يجريها مجالات البوليمرات والأغشية ومواد تقنية النانو، بما في ذلك المواد المعالجة حيوياً والمستخدمة في هذه التقنية، وموضوعات مثل الكربون والتطبيقات الكهروضوئية، كما ستشمل بحوث المعهد ميدان الكيمياء الحفزية والمواد التي تستخدم في الأوساط عالية الإجهاد.
معهد الرياضيات التطبيقية وعلم الحاسب الآلي، وتشمل البحوث التي يجريها المعهد تقنيات البرمجيات اللغوية واستخدام الحاسب في تطبيقات اللغويات كالتعرف على الأصوات واستخلاص المعاني، واستخدام الحاسب في حل المشكلات العلمية، كالمشكلات الكيميائية وإعداد النماذج الرياضية للمكامن والبيئة الإقليمية، كما ستشمل بحوث تقنية المعلومات والاتصالات بحوثاً مثل أمن المعلومات، والاتصالات الشبكية، والتعامل المعلوماتي لأغراض الرعاية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الجامعة استقطبت 10 أجهزة رنين مغناطيسي نووي في تطبيقات تقنية النانو تستخدم لأول مرة عالمياً في تحليل وتوصيف جزيئات الذرة، مما سيضع الجامعة في مصاف الجامعات المتقدمة في العالم ضمن تخصصات أبحاث النانو وتقنياته المتطورة، منها أحدث جهازي رنين مغناطيسي نووي في تطبيقات تقنية النانو يستخدمان لأول مرة عالمياً في تحليل وتوصيف جزيئات الذرة.
وللعلم فإنّ اجتماع كل هذه الأجهزة تحت سقف واحد هو أمر نادر الحدوث في جامعات العالم، وأنّ ذلك هو ما يميز جامعة الملك عبد الله عالميا، وأنه يمثل نقلة نوعية في أبحاث تقنيات النانو في مختلف المجالات العلمية والبحثية والريادية.
وللعلم فقد اختارت الجامعة 7 موضوعات رئيسية متعلقة بتقنية النانو في مجالات تكييف النبات، وتحلية المياه، والحوافز، والبتروكيماويات، وصفائح الطاقة الشمسية، والمركبات الكيميائية ذات استخدامات متقدمة، وكذلك في مجال تصفية مشتقات ثاني أوكسيد الكربون من الجو نتيجة احتراق النفط.
وهناك 3 آلاف جهاز تحليل وتوصيف وفصل تعمل بمقياس النانو في مراكز ومختبرات ومرافق الجامعة، إضافة إلى توفر أكثر من 18 جهازاً مجهرياً متقدماً وضخماً للمسح والتوصيف تقوم بخدمة مراكز الأبحاث والمرافق المركزية الأساسية.
وأنّ هذه الأجهزة هي إضافة إلى أجهزة متطورة في تقنية الرنين المغناطيسي تقوم بتوصيف وتحليل وتحديد جزيئات المواد العضوية وغير العضوية، وذلك بهدف تغطية الأبحاث البيولوجية والمواد والتحاليل الكيميائية على حد سواء.
كما وفرت الجامعة لباحثيها بمرفقها المركزي للحوسبة والتصوير مختبر التصوير(VL6) والمتيز بأعلى درجة نقاء وأسطع بيئة إلكترونية في العالم، إضافة إلى قاعة متعددة الأغراض من الطراز العالمي، وتم دعم مرفق التصوير بنظم تطويرية، مما سيتيح مرونة لم يسبق لها مثيل للباحث المطور لتصميم تطبيقات دون شغل النظم الأكبر، وزود بنظام سمعي على مستوى عالمي معزز بغرفة تسجيل، لها القدرة على تسجيل الإشارات وجلسات التسجيل من كل عرض من العروض رقمياً بوضوح شديد.
وفي الورشة المركزية أنشأت ثلاث ورش للزجاج والإلكترونيات والخراطة علاوة على المرافق المركزية للأبحاث، وأعدت هذه المرافق بهدف تقديم خدمات الدعم للجامعة كلها، وستكون متاحة لجميع الباحثين بالجامعة وتعمل على وضع التصاميم وأعمال التصنيع وفق ما يحتاجه الباحثون وتتطلّبه أعمال البحث، لا سيما غير المتاح منها تجارياً.
والتساؤل: ما هي خطة الجامعة في استمرارية تشغيل جميع الأجهزة الحساسة والاستفادة منها؟؟؟
وكذلك ما هي خطة الجامعة في استمرارية صيانة تلك الأجهزة؟؟؟؟
وما هي خطة الجامعة نحو سعودة صيانة الأجهزة؟؟؟؟
تساؤلات كلها ستكون هاجس الجامعة مستقبلاً، إذا لم يكن هناك خطة طويلة المدى نحو صيانة وتشغيل الأجهزة البالغة التعقيد، حتى يمكن المحافظة على استمرارية عمل الأبحاث بدون توقف.
كما استعانت الجامعة بخبرات ودعم عديد من الجامعات والمعاهد الرائدة للمساعدة في إعداد المقرر الدراسي في الجامعة وترشيح أعضاء هيئة التدريس المؤسسين في كل مجال من مجالات الدراسة بها.
وأبرمت عدداً من الاتفاقات مع الأقسام العلمية الشريكة في برنامج تحالف التميز الأكاديمي في كل مجال من مجالات الدراسة الأحد عشر التي ستمنح الجامعة فيها درجات علمية.
يذكر أنّ كل جامعة ومعهد من الجامعات والمعاهد الشريكة في تحالف التميز الأكاديمي، تتولى تقويم وترشيح عشرة أعضاء لهيئة التدريس في جامعة الملك عبد الله من خلال استخدام المعايير نفسها التي تطبقها على أعضاء هيئات التدريس بها. وتهيئ جامعة الملك عبد الله من خلال شراكاتها الأكاديمية الخاصة فرصاً فريدة من نوعها للأبحاث تدعم وجود بيئة بحثية قوية في الحرم الجامعي.
ومن خلال تركيزها على المؤسسات التي لها مصلحة في التعاون في مجال الأبحاث تعمل الشراكات الأكاديمية للجامعة على استكشاف مجالات البحوث ذات الاهتمام المشترك مع هذه المؤسسات، حيث دخلت الجامعة بالفعل في شراكات مع جامعات ومؤسسات علمية كبرى في أنحاء العالم. وسيعمل برنامج جامعة الملك عبد الله للتعاون مع الشركات الصناعية مع مختلف الشركاء من قطاع الصناعة والأفراد والمؤسسات والجمعيات الأهلية والحكومات ممن لهم مصلحة في ترجمة الأفكار الجديدة إلى واقع عملي لتحقيق النمو الاقتصادي.
وفي مجال التعاون مع مراكز البحث العلمي عقدت الجامعة عديداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لشراكة الأبحاث العالمية مع الجامعة، وهي عبارة عن برنامج للمشاركة في الأبحاث العالمية يساعد العلماء والباحثين العالميين في المؤسسات العلمية المرموقة على التعاون في حل المشكلات العلمية والتقنية الصعبة التي تواجه السعودية والمنطقة والعالم. وهذه الشراكة هي الآلية الرئيسية لجامعة الملك عبد الله التي ستبدأ على أساسها بتنفيذ برامج أبحاثها من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
لذلك نجد أنّ الأستراتيجية الأكاديمية للجامعة، تحظى بفروع يمثلها شركات عالميون، وينفذ برنامج شراكة الأبحاث العالمية من خلال ثلاث قنوات رئيسة هي: مراكز الأبحاث والمراكز قيد التطوير والباحثون وزملاء الأبحاث. وبما أنّ التعاون العلمي في مجال الأبحاث هو أمر ضروري ليس لتطوير الجامعات التنظيمي فقط، وإنما لتقدم العلم أيضاً؛ وهو أسلوب ممارسة العلم في القرن الحادي والعشرين.
والجامعة ستتصدى علمياً لمجموعة تحديات منها تحويل أشعة الشمس من مصدر حرارة غير مستغلة إلى مصدر وفير للطاقة المتجددة، وكذلك تعظيم الاستفادة والعائد من المياه المالحة والرمال الصحراوية والأراضي الصالحة للزراعة. وهناك أيضاً تحدي تحويل النباتات الصحراوية منخفضة الغلة إلى محاصيل غذائية عالية الغلة. هذه وغيرها تمثل فتوحات علمية جديدة، سوف نرى نتائجها في المستقبل المنظور، لذلك استقطبت الجامعة الباحثين الراغبين بإحداث أثر كبير في مجتمعاتهم ومجتمعات العالم.
فأتمنى أن يوفق كل من باحث جامعة الملك عبد الله، تيد سارجنت، من جامعة تورونتو، الذي لديه طموح كبير للاتستفادة من أشعة الشمس لمواجهة التحدي العالمي لتحقق الطاقة المستدامة. وهو يستخدم تقنية النانو لعمل خلايا شمسية منخفضة الكلفة وعالية الكفاءة وصديقة للبيئة.
وكذلك باحث جامعة الملك عبد الله، نيكولاس هاربرد، من جامعة أوكسفورد، الذي لديه طموح كبير أيضا لاستخدام الأراضي الصحراوية لإطعام الجياع عن طريق هندسة قمح الخبز ليتحمل الملوحة، مع العلم بأنّ البروفيسور هاربرد يستخدم علم إعادة الاتحاد الجيني لتطوير محاصيل غذائية ورئيسية جيدة واقتصادية تنممو في الأراضي القاحلة والحارة.
هذه الأبحاث وغيرها تمثل فتوحات علمية جديدة، سوف نرى نتائجها إن شاء الله في المستقبل المنظور.
كما اتجهت الجامعة لتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجال الأبحاث فمثلاً في 22 أكتوبر 2007م وقّعت الجامعة عقداً مع معهد وودز هول لعلوم المحيطات لتعزيز الأبحاث في مجالات الشعاب المرجانية والتيارات المائية ومصائد الأسماك في البحر الأحمر، ويتضمّن الاتفاق مشروعاً لمصائد الأسماك واستزراع الأحياء والنباتات المائية، ومشروعاً للمساحة البحرية لتقديم وصف شامل لجغرافية البحر الأحمر الفيزيائية، وإجراء دراسات للنظم البيئية الطبيعية للشعاب المرجانية تقدم أساساً لرصد البيئة الساحلية على المدى البعيد، وستعمل الجامعة مع علماء المعهد لتأسيس مركز الأبحاث البحرية في الجامعة.
ولا شك أنّ هذه الشراكة سوف تضع أساساً راسخاً للتميز في جامعة الملك عبد الله، مما سيساعدها في استقدام علماء آخرين وفي تعزيز خطتها النهائية للكشف العلمي، كما أنها سوف تثري من نطاق الأبحاث المرموق للمعهد وسمعته بأنّ مجال نشاطه يمتد فعلياً إلى جميع أنحاء العالم.
كما أنها سوف تجمع مجموعة كبيرة من الباحثين من مختلف التخصصات معاً وما يتمتع به كل منهم من نقاط قوة وخبرات، ومن خلال هذا التعاون يمكن جمع مختلف الوسائل معاً والأساليب والعقول لمعرفة المزيد عن البحر الأحمر ومنظوماته البيئية الطبيعية.
وسوف تشمل الاتفاقية التي تمتد عدة سنوات ثلاثة خطوط رئيسية للأبحاث التعاونية تتضمن:
أولاً: مشروعاً لمصائد الأسماك واستزراع الأحياء والنباتات المائية ويهدف إلى إعداد نموذج اقتصادي حيوي متكامل لساحل البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية يصف العلاقات الديناميكية بين سلالات الأسماك والمصائد التي تصيدها.
ثانياً: مشروعاً للمساحة البحرية الساحلية ودراسة التيارات المائية يقدم أول وصف شامل لجغرافية البحر الأحمر الطبيعية.
ثالثاً: مشروعاً لدراسات النظم البيئية الطبيعية للشعاب المرجانية ويقدم معلومات أساسية لمراقبة البيئة الساحلية على المدى الطويل.
وبالإضافة إلى الاتفاقية التي وقعتها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية مع معهد وودز هول لعلوم المحيطات، وقّعت الجامعة أيضاً مذكرات تفاهم لتأسيس شراكات مماثلة مع عدة معاهد أخرى هي: المعهد الفرنسي للبترول في فرنسا، وجامعة سنغافورة الوطنية؛ والمعهد الهندي للتقنية في بومباي؛ والجامعة الأمريكية في القاهرة.
أما بالنسبة للمعهد الفرنسي للبترول فقد وقّعت الجامعة مذكرة تفاهم معه في 22 يونيو 2007م بهدف التعاون في برامج الأبحاث، والتعليم العالي، والتطور التقني، وسوف تؤدي الاتفاقية إلى عقد اتفاقيات أخرى للعمل المشترك في مجال أنواع الطاقة والمواد المستخدمة في النقل، وبذل الجهود المشتركة لإيجاد حلول ابتكارية للتحول إلى استخدام أنواع من الطاقة والمواد الأكثر كفاءة واقتصاداً والأنظف احتراقاً والمستدامة، كما ستتعاون الجامعة والمعهد في قبول طلاب الدراسات العليا بشروط متفق عليها لإجراء دراسات أو أبحاث معينة في مقر المعهد الفرنسي واتفقت المؤسستان على التركيز بصفة خاصة على الأبحاث في مجال استخلاص الكربون من الهواء، وأنواع الوقود النظيف، والحفز الكيميائي، والبوليمرات، وإعداد النماذج الرياضية في مجال الهندسة الكيميائية.
وأخيراً أتمنى مع غيري أن تصبح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية سبّاقة لاستكشاف كل ما هو جديد يفيد بلادنا والعالم كله وأرجو لها كل النجاح والتقدم، وأن يكون نجاحها في المستقبل حافزاً إيجابياً لجميع جامعتنا الأخرى نحو تنمية مستقبلية متكاملة. لتصبح كلها يداً واحدة في تناول البحوث التي تفيد بلادنا في جميع المجالات وأن تنسق مجالات البحوث فيها لعدم التكرار وتجنب الهدر المالي، وأن تدعم قاعدة البيانات في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وتزود بجميع الأبحاث التي أجريت وتجرى حالياً عن بلادنا. وتزود هذه القاعدة بجميع البحوث المماثلة التي أجريت في بلدان العالم كله بجميع اللغات. لتكون رافدا لقاعدة البيانات في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وأن يبدأ في تنفيذ عملية ربط بين جميع قواعد البيانات في جميع الجامعات الخليجية وكذلك مع قاعدة البيانات في مكتبة الكونجرس، ليكون هناك شبه تكامل داخلياً وعالمياً من ناحية قواعد المعلومات.
كما أقول إنّ اليد الواحدة لا تصفق، فجامعات الملمكة ليس لها غنى عن بعضها، وبودي أن أرى مؤتمراً يقام من أجل كيفية بدء أنواع التعاون والتكامل بينها، كما أدعو إلى زيادة الإنفاق على البحث العلمي في بلادنا، كما أدعو إلى إعداد السياسة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا وإنشاء المزيد من المراكز العلمية اللازمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة والإسهام في التنمية المستدامة للبادية السعودية لتحسين مستوى معيشة سكانها.
وتذكّروا أنّ الأجيال المقبلة هي الأمانة التي يحملها الجميع ومستقبل الوطن يعنينا جميعاً، مما يستدعي تطبيق الأساليب المثلى لخدمة الصالح العام والمحافظة على المنهج التحليلي للوصول إلى الإبداع في مختلف المجالات العلمية والبحثية والفكرية، لذلك يجب تحديد أولويات البحث العلمي في السعودية للأعوام العشرة القادمة على الأقل. وتحديد أولويات البحث العلمي يجب أن يهدف إلى استقراء الآراء المتخصصة سعياً إلى إيجاد مناخ ملائم لتعزيز القدرات والمشاريع العلمية.
تلك الأولويات ستهدف إلى وضع أسس التخطيط السليم والفاعل لمسيرة البحث العلمي في المملكة العربية السعودية للسنوات العشر المقبلة على الأقل، نظراً لما ستوفره نتائجه من تحديد للمجالات البحثية والتي تحقق احتياجات القطاعات التنموية والتكنولوجية المختلفة. لذلك عبر جريدة الجزيرة أدعو جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بعقد مؤتمر لتحديد أولويات البحث العلمي في المملكة، وذلك لوقف الهدر في المال والوقت والجهد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.