بإمكان أن تكون نجماً بارزاً في كبد السماء وبإمكانك أن تكون ذلك الشخص الذي لا يأبه له في أي وادٍ هلك. ويشهد الحال بأن قيمة الإنسان تحسب بقدر عطائه للمجتمع من خير فخير أو شر فشر، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول للصحابة أنتم شهداء الله في الأرض في أعقاب مرور جنازتين أمامه إحداها ذكرت بخير وأخرى ذكرت بشر وفي ذلك دلالة على أن الإخلاص وحرص المسلم على نفع المجتمع يترتب عليه القبول في الأرض والأجر الجزيل في الآخرة. والشواهد في هذا المجال كثيرة فلنا في مصاب الأمة بنبيها أكبر دلالة على ما قدمه عليه الصلاة والسلام للأمة جمعاء من خير حمله على عاتقه بهمة وعزم ولم يثنه أو يمنعه ما عاناه من مصاعب ومصائب ولم يثنه كل ذلك عن تقديم الخير للأمة. وإذا تركنا الأنبياء وأخذنا خلفاؤهم من العلماء فلقد شاهدنا كيف سارت جنازة العلامة الشيخ الدكتور عبد الله بن جبرين ومن سار خلفها في موكب مهيب ولك أن تعلم أن إسهامات فضيلته في نفع الأمة تجلى بعضها بهذا المظهر. وبعد الأنبياء والعلماء يأتي مثال آخر يتمثل بالمصلحين من آمرين بمعروف وناهين عن منكر ومن سار في فلكهم والتي تقدم للأمة خدمات يقدرها عقلاء الأمة ولك أن تنظر كيف تقدر هذه الفئة بأشكال تجلت من خلال مواقف ومشاعر وقّادة نراها في كل محفل كلما خَطَب المجتمع خَطْب. وإن ما يقدمه الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر يتطلب منهم وضعه في قالب مهني وأخلاقي وهذا الهم ما برحت الرئاسة تسعى في توفيره فها هي تضع نظام للمتحدثين الرسميين لديها في المناطق وتحرص على وضع نواب لهم وليس ذلك فحسب بل تسعى من خلال البرامج المتخصصة لصقل مهاراتهم في التواصل مع المجتمع حرصاً على الإسهام بفاعلية في القيام بمهام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرصاً على عموم الخير في المجتمع وها هي تنظم حالياً برنامج (تنمية مهارات المتحدثين الرسميين) لمدة أسبوعين في محافظة الطائف فإلى الأمام يا رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونسأل الله لكم التوفيق في رسالتكم الخيرة.