بدأ كسوف كامل للشمس رحلته أمس الأربعاء عبر جزء ضيق من آسيا حيث راقب ملايين الناس السماء وهي تظلم على الرغم من سحب الصيف الكثيفة. وتقول وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إنه أمكن رؤية اطول كسوف كامل للشمس في القرن الحادي والعشرين على امتداد ممر يبلغ اتساعه نحو 250 كيلومترا حيث قطع مسافة نصف الكرة الأرضية ومر عبر اكبر دولتين في العالم من حيث عدد السكان وهما الهندوالصين. وشق آلاف الأشخاص طريقهم عبر الأزقة الضيقة لمدينة فاراناسي القديمة وتجمعوا ليغطسوا في نهر الجانج. وقال بهايلال شارما وهو قروي من وسط الهند جاء إلى فاراناسي مع مجموعة من نحو 100 شخص جئنا إلى هنا لأن شيوخنا أخبرونا أن هذا هو الوقت الامثل لتحسين حياتنا. ثم وصل الكسوف إلى بنجلادش ونيبال وبوتان وميانمار وفوق مدن مكتظة بالسكان على امتداد نهر يانجتسي الصيني قبل أن يتوجه إلى المحيط الهادي. وتتيح ظاهرة الكسوف للعلماء إلقاء نظرة نادرة على هالة الشمس وهي الغازات المحيطة بها. ويقول هاريش بات عميد المعهد الهندي للفيزياء الفلكية ومقره بنجالور في القرن الحادي والعشرين هذا هو الأطول.( وأضاف الحقيقة أن هذا حدث مهم للتجارب العلمية. مدته الطويلة توفر فرصة لإجراء تجارب شديدة التعقيد والتركيب. وقال بات إن العلماء في الصين يعتزمون التقاط صور ثنائية الأبعاد لهالة الشمس التي تصل حرارتها إلى مليوني درجة مؤوية بمعدل صورة واحدة في الثانية تقريبا. وقالت وكالة ناسا إن الكسوف استمر لمدة أقصاها ست دقائق و39 ثانية فوق المحيط الهادي. وفي الثقافة الصينية القديمة فإن كسوف الشمس فأل مرتبط بالكوارث الطبيعية أو الوفيات في الأسرة الإمبراطورية. وبذل المسؤولون ووسائل الإعلام الحكومية جهودا كبيرة لطمأنة الجماهير بأن خدمات المدينة ستجري بصورة طبيعية.