توصل الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف ونظيره الأمريكي باراك أوباما الذي وصل إلى موسكو أمس في زيارة عمل تستمر حتى الثامن من هذا الشهر، إلى ثمانية اتفاقات، على رأسها اتفاق إطاري لخفض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية بنسبة الثلث، وإعادة إطلاق العلاقات العسكرية بين موسكو وواشنطن عبر توقيع اتفاقية تسمح للولايات المتحدة باستخدام الأراضي الروسية لنقل سلعها العسكرية إلى أفغانستان. وأعلن أوباما أنه اتفق مع ميدفيديف على زيادة الضغط على كوريا الشماليةوإيران لوقف برامجهما النووية والصاروخية. واتفق أوباما وميدفيديف على تحديد عدد وسائل حمل وإيصال الأسلحة النووية (الصواريخ والغواصات والقاذفات الإستراتيجية) بما بين 500 و1100 وحدة بعد مرور 7 سنوات على دخول المعاهدة المزمع توقيعها حيز التنفيذ. كما اتفق الجانبان على تحديد عدد العبوات النووية المحمولة بتلك الوسائل بما بين 1500 و1675 وحدة. وأكد الجانبان الروسي والأمريكي في الوثيقة الذي صدرت في ختام لقاء ميدفيديف وأوباما في الكرملين أمس، تحت عنوان ألتفاهم المشترك في قضية تقليص وتحديد الأسلحة الإستراتيجية الهجومية في المستقبل أنهما سيوقعان قريباً المعاهدة الجديدة الخاصة بتقليص الأسلحة الإستراتيجية والتي ستبلغ فترتها 10 سنوات. وجاء في البيان المشترك بشأن الدرع الصاروخية أن خبراء روسيا والولايات المتحدة يعكفون سوية على تقييم الأخطار الصاروخية وإعداد التوصيات بهذا الشأن. واعتبر أوباما أن ربط مشروع الدرع الأمريكية المضادة للصواريخ في أوروبا والمفاوضات مع روسيا حول الحد من ترسانتها الإستراتيجية أمر غير مناسب لكنه قال إنه يعتقد أن التوصل إلى اتفاق مع موسكو بشأن هذا المشروع المثير للجدل ممكن. وكرر أوباما أن مشروع الدفاع المضاد للصواريخ ليس موجهاً ضد روسيا وإنما ضد التهديد البالستي من دول مثل إيران أو كوريا الشمالية. وقال أوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف لا يوجد من وجهة نظرنا سيناريو يقول إن هذا النظام الدفاعي المضاد للصواريخ سيقدم أي حماية من ترسانة روسية قوية. وتزامناً مع وصول أوباما إلى موسكو أطلقت روسيا أمس بنجاح ثلاثة أقمار صناعية عسكرية من قاعدة بليستسك شمال البلاد. وذكرت وكالة أنباء انترفاكس أن هذه الأقمار الصناعية للاتصالات ستوضع في المدار لحساب وزارة الدفاع الروسية. وأوضحت الوكالة أن عملية إطلاق الأقمار الصناعية هذه هي السادسة عشرة التي تجريها القوات الفضائية الروسية هذه السنة.