أصبحت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منارة أمل للتوائم السيامية في العالم بعد الإنجازات الطبية غير المسبوقة التي حققها الفريق الطبي السعودي بقيادة وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة رئيس الفريق الطبي والجراحي في عمليات فصل التوائم. * (الجزيرة) استطلعت آراء الأطباء المصريين حول عملية فصل التوأم السيامي المصري. وعبّر الأطباء المصريون عن شكرهم وتقديرهم لمواقف خادم الحرمين الشريفين الذي يتحمل التكاليف المالية الباهظة لمثل هذه العمليات، مشيدين بمهارة الفريق الطبي السعودي الذي يقوم بعمليات فصل التوائم المعقدة والتي بدأ إجراؤها في المملكة منذ التسعينيات من القرن الماضي وقاموا بعشرين عملية من هذا النوع لتوائم عرب وأجانب وتعد عملية فصل التوأم المصري رقم (21)، موضحين أن مثل هذه العمليات يعد دليلاً قوياً وواضحاً على مدى التقدم الطبي والتقني في المملكة. في البداية أكد الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء المصريين أن عملية فصل التوأم المصري حسن ومحمود هي لفتة إنسانية كريمة من خادم الحرمين الشريفين ولا يمكن إغفالها لأنه لا يغفلها إلا جاحد أو ناكر للجميل. وأضاف أن الطب في السعودية أصبح متقدماً كما أن بها مراكز طبية متقدمة وتضاهي المراكز العالمية، مشيراً إلى أن عمليات فصل التوائم يحتاج إلى أطباء ممتازين وإمكانات طبية عالية وأن إجراءها في المملكة يدل على المستوى التقني والطبي العالي الذي وصل إليه الطب في السعودية. وأن عمليات التوائم تعد من العمليات القليلة والنادرة التي لا تتم إلا في مراكز طبية كبيرة فضلاً عن أنها تحتاج إلى تكاليف مادية باهظة لا تقتصر فقط على العملية بل تمتد إلى ما بعد العملية حيث يحتاج التوأم إلى رعاية طبية كبيرة وعلاج مكلف ثم تأهيل نفسي وبدني بعد العملية حتى تكتب لها النجاح الكامل ونحن نتمنى للفريق الطبي السعودي كل التوفيق والنجاح. وأشاد الدكتور شوقي حداد وكيل نقابة الأطباء المصريين بموقف المملكة العربية السعودية وقائدها الكبير الملك عبدالله بن عبد العزيز وتبنيه مثل هذه الحالات النادرة من عمليات فصل التوائم أو عمليات أخرى مثل زراعة الكبد أو عمليات القلب المفتوح التي تستضيفها المملكة على أراضيها خصوصاً أنها تحتاج إلى تكاليف مالية باهظة لا يقدر المواطن البسيط على تحملها. وأكد أن السعودية ومصر هما بلد واحد وعلاقاتهما تمتد من قديم الأزل وأن مثل هذه الحالات تزيد العلاقات بين البلدين قوة ومتانة، مؤكداً أنه لن يستطيع أحد التأثير في العلاقات بين الشعبين الشقيقين والقيادتين اللتين تقودان الأمة العربية في هذه الظروف الصعبة التي تحتاج إلى التكاتف والتعاون، مشيراً إلى أن عملية جلد الطبيب المصري في المملكة لا تؤثر في العلاقات بين البلدين لأنه لا تعليق على أحكام القضاء كما أنه لا توجد مشكلة من معاقبة المخالفين سواء من المصريين أو السعوديين فهما بلد واحد. وأضاف حداد أن عملية فصل التوائم من العمليات المعقدة والدقيقة وتحتاج إلى فريق طبي متكامل وعلى درجة كبيرة من المهارة والتعاون لأن هذه العمليات تتطلب رعاية خاصة بالمريض قبل وأثناء وبعد العملية الجراحية والوقوف على أبسط التفاصيل. من جانب آخر يرى الدكتور مرتجي نجم مدير معهد القلب المصري أن دعوة المملكة إلى التوأم المصري لإجراء عملية الفصل التي تتكلف مبالغ مالية طائلة تعد بملايين الدولارات تعد لفتة كريمة من خادم الحرمين الشريفين كما أن ذلك يعد أكبر رد على الحملات التي تسعى إلى الاصطياد في الماء العكر والترويج لوجود خلافات بين الدولتين. وأضاف أن عملية فصل التوائم تحتاج إلى استعدادات طبية وفنية ومن قبلها إمكانات بشرية على درجة كبيرة من التأهيل والمهارة، وتعد المملكة العربية السعودية من الأماكن التي تمتلك هذه الإمكانات الكبيرة التي تؤهل الأطباء الماهرين فيها وعلى رأسهم الدكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة ورئيس الفريق الطبي والجراحي الذي يقوم بفصل التوائم السيامية سواء من دول عربية أو أجنبية منذ فترة طويلة، موضحاً أن عمليات فصل التوائم تدل بكل تأكيد على مدى التقدم الطبي والتقني في المملكة التي حجز فريقها الطبي الذي يقوم بهذه العمليات مكاناً متميزاً وسط فرق الأطباء العالميين التي تجري هذه العمليات، مشيراً إلى أن مصر أيضاً تم فيها مثل هذه العمليات. وأكد أن التعاون بين المملكة ومصر قديم جداً كما أن التعاون الطبي أيضاً قديم، حيث إن هناك طلبة من المملكة يدرسون في كليات الطب في مصر ويحصلون على الدراسات العليا في الطب ثم يعودون إلى المملكة كما أن هناك عدداً كبيراً من الأطباء المصريين يعملون في المملكة، إضافة إلى التعاون الكبير في المؤتمرات الطبية ونحن في معهد القلب يحضر إلينا أمهر الأطباء السعوديين للمشاركة في مؤتمرات جراحات القلب ونتناقش ونتواصل ونتعاون في جميع المجالات. أما الدكتور محمد فوزي منتصر عميد كلية الطب جامعة عين شمس فيوضح أن نجاح الفريق الطبي في المملكة العربية السعودية في إجراء عمليات فصل التوائم يعد نجاحاً لجميع الأطباء العرب لأن العالم عندما يعرف أن دولة عربية تقوم بمثل هذه العمليات الدقيقة والصعبة يعرف أن هناك أطباء عرباً على قدر كبير من المهارة والقدرة على إجراء مثل هذه العمليات التي لا تحتاج إلى طبيب واحد ولكنها تحتاج إلى فريق كبير من الأطباء الماهرين والمدربين والذين يعملون في فريق واحد ويتعاونون فيما بينهم لإجراء أحد أصعب العمليات في العالم. وأشاد بالمهارة التي عليها الفريق الطبي السعودي برئاسة وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة وقدم الشكر لهم على المستوى الطبي والمهني والإنساني الذي يقدمونه. وقال إن عملية فصل التوائم تحتاج إلى إمكانات عالية من ناحية التجهيز والخبرة والمهارة التي يكون عليها الفريق الطبي لأنها من العمليات الدقيقة والنادرة خصوصاً أن تكلفتها قد تتعدى 20 مليون جنيه مصري، مضيفاً أن نجاح الأطباء السعوديين يعم بالخير على الشعوب العربية كلها ويكون لدينا الثقة في أطبائنا. وعن التعاون بين البلدين في المجال الطبي قال منتصر إن هناك تعاوناً كبيراً بين الأطباء في المملكة ومصر وهو نتاج واضح للتعاون بين القيادتين والحكومتين، فهناك عدد كبير من الأطباء المصريين يعملون في المملكة كما أن هناك طلاب علم من المملكة يدرسون ويتعلمون في مصر. وطالب بمزيد من التعاون والتكامل بين البلدين وترك ما يُقال جانباً لأنه كلام يريدون به وقف مسيرة التقدم في البلدين العربيين الكبيرين القائدين في المنطقة. وأكد د. حسين مصطفى خالد عميد المعهد القومي للأورام أن عملية فصل التوائم التي يقوم بها الفريق الطبي السعودي تعكس بالدرجة الأولى مدى التقدم الطبي في المملكة العربية السعودية لأن هذه العملية من أصعب العمليات الجراحية في العالم التي تحتاج إلى دقة كبيرة ودراسات مستفيضة لحالة التوائم التي تتم فصلها وتحتاج إلى تحاليل طبية في منتهى الدقة كما أنه تحتاج إلى فريق طبي متكامل يعمل بطريقة حديثة ويستطيع التعاون فيما بينه لتحقيق النجاح، مشيراً إلى أن عملية فصل التوأم المصري عملية معقدة وشاقة وندعو الله أن تكلل بالنجاح لأن نجاح الفريق الطبي السعودي في إجراء العملية هو نجاح لنا جميعاً. وأضاف أنه سعيد جداً لوجود هذه الإمكانات البشرية والمادية الكبيرة في دولة عربية شقيقة وعزيزة على نفوسنا جميعاً هي السعودية وهو ما يدعونا إلى الفخر بالنجاحات التي تحققها المملكة في المجال الطبي وخصوصاً في عملية فصل التوائم حيث سبق لهذا الفريق إجراء 20 عملية من قبل كللت بالنجاح. وأشار إلى أن سفر التوأم المصري إلى المملكة وتحمل خادم الحرمين الشريفين تكاليف هذه العملية وتوجيهه الفريق الطبي للقيام بالعملية يعد أكبر رد على الحملات التي تشن من وقت لآخر من أعداء النجاح وأعداء التكامل المتواصل الذي يضرب في جذور التاريخ بين شعبي وقيادة البلدين، وأعرب عن سعادته بالتعاون الكبير بين مصر والسعودية في المجال الطبي ودعا إلى التعاون والتكامل في جميع المجالات الزراعية والصناعية والتجارية حتى نستطيع التعاون والوقوف صفاً واحداً في وجه أعدائنا الذين لا يريدون لنا النجاح. في الإطار نفسه أوضح الدكتور إسماعيل عبد اللطيف شبايك المشرف على المستشفيات التعليمية بجامعة الأزهر أن عمليات فصل التوائم تتكلف تكاليف باهظة جداً وهو ما يجعلها صعبة على المرضى الذي لا يقدرون على تحمل نفقاتها، مشيداً باللفتة الإنسانية الكبيرة للمملكة والملك عبد الله بن عبد العزيز لتبني مثل هذه العمليات. وأشار إلى أنه سبق للمملكة أن تبنت حالة لتوأم مصري سيامي منذ نحو خمس سنوات وتمت العملية بنجاح كما أن هناك بعض الحالات المرضية في مصر يرسلون بخطابات لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يشرحون فيها ظروفهم المرضية الصعبة وعدم قدرتهم على تحمل تكاليف العلاج من أجل أن يتبنى الملك حالتهم وتحمل تكاليف العلاج، مشيداً بما يقدمه الملك عبد الله بن عبد العزيز من تجاوب إنساني كبير لهذه الحالات، وقال إن مثل هذه العمليات التي يجريها الأطباء السعوديون للمرضى المصريين تدل على التعاون الوثيق بين البلدين العربيين والشعبين الكبيرين وهي نتاج واضح لهذا التعاون والتواصل.