لاحظ الجميع من الإخوان الرياضيين في الآونة الأخيرة حدة الانتقادات القاسية التي مُورست ضد الحكم الجروان وخصوصاً من بعض الكتَّاب الرياضيين المتعصبين لأنديتهم؛ وذلك بعد ما فاز الشباب على الهلال، في نصف النهائي من مسابقة الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله -.. تلك المباراة التي فاز فيها الليث الأبيض على الهلال بضربات الترجيح.. بعد نهاية هذه المباراة زاد صراخ هؤلاء الكتَّاب مستخدمين التهم الإعلامية والتلفظ بعبارات من شانها أن تزيد من احتقان الجماهير الرياضية التي أصبحت تعرف كل ما يدور حولها وفي محيطها الرياضي من أحداث رياضية. أقول مع الأسف الشديد لقد هرول هؤلاء الكتّاب خلف سراب العاطفة والميول وصبوا جام نقدهم السلبي على الحكم الجروان وكأنه الحكم الوحيد الذي ارتكب مثل هذه الأخطاء، ناسين أو متناسين أن الحكام مثلنا بشر لهم أخطاؤهم، وأن الخطأ وارد في كل شيء: أي نعم كل منا له ناديه الذي يشجعه وينتمي إليه وهذا حق مشروع له ليس لنا دخل فيه، ولكن هذا ليس على حساب سلب الآخرين إنجازاتهم أو خدش كرامتهم بعبارات فظّة خارجة عن الروح الرياضية، والأخلاق السامية التي حثنا عليها ديننا الحنيف. أن لم تكن معي فأنت ضدي بدون شك كلنا بشر معرضون للخطأ والإصابة.. إذاً كم كنت أتمنى لو أن أصحاب هذه المهاترات الذين صوّبوا سهامهم تجاه الحكم الجروان، أقول كنت أتمنى لو أنهم ابتعدوا عن هذا الجدل وحكّموا العقل الذي كرّمنا الله به لنعرف الصح من الخطأ وهذه نعمة من نعم الله على عباده. أيها الكتاب قليلاً من الانضباط والروية والنقد الهادف البناء الذي من خلاله نعيد الثقة لهذا الحكم أو ذاك، الذي هو ابني وابنك، صديقي وصديقك، أخي وأخوك له كرامته وعزته بنفسه التي يجب أن نحترمها. إذاً هم في حاجة إلى أن نعيد فيهم الثقة بعيداً عن استفزازهم بعبارات خارجة عن العرف الرياضي والأخلاق السامية التي علمنا إياها ديننا الحنيف. سيظل التحكيم مشكلة قائمة ورغم ذلك أقول سيظل التحكيم مشكلة قائمة بحد ذاتها ليس لدينا في الدوري السعودي فقط إنما في دول العالم المتقدمة كروياً.. إذاً لنتفق أن الأخطاء واردة في كل شيء، وأنا أجزم أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينزل هذا الحكم أو ذاك إلى أرض الملعب وهو مبيت النيَّة لهزيمة فريق على الآخر أبداً.. صحيح ربما يكون له ميول سابق ولكن لا أظن أنه سوف يعود إلى هذا الميول، لكونه ابن فطرة مسلم يخاف الله عزَّ وجلَّ.. كيف لا وهو الذي اتجه إلى هذه المهنة بدافع الرغبة وإشباع هوايته وكذلك خدمة أبناء وطنه في هذا المجال الحيوي الرياضي.. وكلامي هذا لا يعني السكوت على أخطائهم لا ما قصدت هذا، ومن حق المسؤولين الدفاع عن أنديتهم إذا لزم الأمر.. ولكن كما قال العلماء.. ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف، ونهيك عن المنكر بلا منكر.. ويكفي أن هناك دولاً مجاورة تطلب الحكم السعودي لإدارة بعض مبارياتها المهمة وهذا بحد ذاته شرف لنا كجمهور رياضي سعودي. رسالة لمذيع قناة art عبد العزيز البكر بعيداً عن التعصب والميول وبروح رياضية تسودها لغة التفاهم. نعم كم كنت أتمنى لو أنك كنت حيادياً في كلامك عندما قابلت سمو رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن عبد الرحمن بعد نهاية مباراة النصر مع الاتحاد في نصف النهائي من مسابقة الأمير فيصل بن فهد.. ولكن مع الأسف تفوّهت بعبارة تحمل في طياتها قمة التعصب المكشوف عندما قلت موجهاً كلامك لرئيس نادي النصر إن شاء الله نحتفل بالكأس: أقول لك يا عبد العزيز تذكّر أن الفريقين وطنيان: ونحن كشبابيين لو فاز النصر سوف نكون أول المهنئين له إلا أننا تعلمنا داخل أسوار نادينا احترام مشاعر الآخرين وعدم استفزازهم بعبارات خارجة عن الروح الرياضية، وقاتل الله التعصّب هذا المرض الذي وجد طريقاً ممهداً إلى تفكير البعض منا وأنت واحد منهم..