(صحفيون بلا حدود).. وليسوا - بالطبع - المنظمة العالمية.. التي تجمع أهل الرأي.. وصنَّاع الخبر.. ونبض الشارع.. وتمارس (سلطتها) المعنوية بمهنية ووعي.. وتدافع عن الحقوق الإنسانية والحريات.. هم (صحفيون بلا حدود) بالمقتضى الحرفي للجملة.. وبحسب دلالتها المباشرة.. ف(هم) بلا حدود ولا أفق.. وصفٌ.. أُنزِّله على (كائنات) يلفظها رحم صحافتنا الخصب الولاَّد.. الذي لا ينازعه على هذه (الخصوصية) المميزة إلاَّ الفضائيات وشعراؤها الشعبيون ومطربوها. ** ولذا فصحفنا تعرض لنا كلَّ يوم أسراباً من هذه العيِّنات الهشَّة والمُخرجات الهزيلة.. لا معيار مهنيا.. ولا التزام أدبيا.. ولا تأهيل علميا أو معرفيا.. يمكن أن يكون مختبراً يعطي هؤلاء شرعية كون أحدهم صحفياً. ** ليس أكثر من استلام خبر أو السماع به.. أو (لَطَشَهُ) كيفما اتفق.. ومن ثمَّ تحبير اسمه أعلاه.. ليس أكثر من وصف جاف لأي مناسبة أو منشط.. أو تسجيل لفقراتها.. ليكون صحفياً..! وخبر وراء خبر.. ليكون مثل هؤلاء العابثين، مرآة نرى في قتامتها صدى أو صورة حراكنا اليومي بجميع أنساقه. ** ومن سوء الطالع والنازل.. أن (الصحافة) من المهن التي حققت نسبة كبيرة في السَّعودة.. بلا جهود تعبوية استباقية.. وبلا رقابة وإلزام من (الجهات ذات العلاقة) كما يقول الصحفيون. ** (الفذُّ) منهم.. من يحترف النميمة والازدلاف.. أو التلصص على ما يتصوره مثيراً.. حتى لو كان رخيصاً.. ليكون (البطل).. الذي يعطّر ذكره المجالس وتسير بإنجازه الركبان. ** مخبرون.. لا أكثر.. ومراسلون بلا وعي.. - أيضاً - بالمعنى الآلي المحض للإرسال.. لا غير..! ولكنهم يجدون من يحتفي بهم وينمِّي الوهم.. ومنقصة الشعور (الكاذب) بالكمال والكفاءة في أذهانهم. ** الصحافة لدى أغلبهم بديل - جاهز مُواتٍ - عن فتح مكتب عقار.. أو البحث عن منفذ.. لتحسين المستوى المعيشي.. أو وجاء لسد فراغ الذَّات.. وهي معضلة يشترك فيها لدينا (الصحفيون) من الجنسين.. مع اختلاف نوعي (جندري) نابع من خصوصيتنا.. حيث لدينا (صحفيات) منتسبات.. أو متسببات - من المنازل.. والأمور (ماشيا معاهم). ** طموح.. من حقهم (جميعاً) اجتراح الطريق إليه.. شرط أن يكون بين يدي (أهل الحل والعقد) يمحصون ويصقلون.. ويفرزون الجيد من الرديء.. حتى لا تصبح الصحافة مهنة من لا مهنة له.. وحتى يكون أمام من يقيسون نبض الشارع واتجاهاته, ويستشعرون إشكالاته وقضاياه، (معطيات) حقيقية لا مزيفة.. يبنون عليها نتائجهم. ** وحتى يكون لسياق (ثقافة الصحافة) لدينا مسار موضوعي يُقبل ويُحترم.. ولكي نحمي وسيلة اتصال وتواصل.. ك(الصحافة) من كائنات لا تنتج إلا الكدر.