الإحصاء: إيرادات القطاع غير الربحي في السعودية بلغت 54.4 مليار ريال لعام 2023م    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    السعودية رئيسًا للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة "الأرابوساي" للفترة ( 2025 - 2028 )    الذهب يرتفع بفضل ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية    استمرار هطول أمطار رعدية على عدد من مناطق المملكة    استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية بمنطقة تبوك    استشهاد خمسة صحفيين في غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة    الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    السعودية وكأس العالم    صوت حياة    «الإحصاء»: 12.7% ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    المملكة ترحب بالعالم    رينارد: مواجهة اليمن صعبة وغريبة    حائل.. سلة غذاء بالخيرات    وطن الأفراح    حلاوةُ ولاةِ الأمر    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    مكتبة الملك عبدالعزيز وجامعة الأميرة نورة تطلقان معرض الإبل    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    نجران: «الإسعاف الجوي» ينقل مصاباً بحادث انقلاب في «سلطانة»    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    ملك البحرين: علاقاتنا بالسعودية أخوية ومميزة    حل الفصائل.. خطوة سورية على الطريق الصحيح    مليشيات حزب الله تتحول إلى قمع الفنانين بعد إخفاقاتها    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    5 علامات خطيرة في الرأس والرقبة.. لا تتجاهلها    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    وهم الاستقرار الاقتصادي!    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إقامة حدود الله على المنحرفين خير من أن تمطر السماء أربعين صباحاً
واضعاً ظاهرة الانحراف الخلقي تحت المجهر,,د, العصيمي السفر للخارج وتعاطي المخدرات من أبرز الانحرافات
نشر في الجزيرة يوم 01 - 09 - 2000

كانت مخاوفنا دائماً من انحراف الأبناء وما يجره هذا الانحراف من ويلات! فانحراف الأبناء هو الهاجس الذي يقلق الآباء والمسؤولين ورجال التربية في ظل هذا الزخم المهول من المغريات والحرب التي يحق أن نسميها حربا عالمية تواجه أبناءنا.
ويظل ذلك الحصار يطارد الأبناء وتستمر معه المخاوف والمصيبة كل المصيبة حينما نرى أبناءنا يتساقطون واحداً تلو الآخر ونحن لا نحرك ساكناً! وعبر هذا الموضوع المهم يحدثنا فضيلة الشيخ د, فهد العصيمي المدرس بكلية المعلمين في الرياض عن خطر انحراف الشباب وأسبابه وعلاجه وذلك في هذا البحث الذي أعده مشاركة خاصة منه لصفحة الرسالة:
تعريف الانحراف
وبدأ العصيمي بحثه بتعريف الانحراف في مصطلح الشرع فيقول: هو ترك تعاليم الشرع المطهر بانتهاك حرماته أو حرمات المسلمين مشيراً إلى أن هذا تقريباً تعريف مجمل وعام لأن المنحرف أحياناً ينتهك حرمات الله سبحانه وتعالى وقد ينتهك حرمات العبد, ثم يعرف الأخلاق فيقول: هي سلوك متميز يحمل صاحبه على فعل الخير والابتعاد عن الشر مستدلاً بقول الله عز وجل الذي وصف به النبي صلى الله عليه وسلم: (وإنك لعلى خلق عظيم).
ويشير فضيلته إلى أنه قد وردت الكثير من الأدلة من الكتاب والسنة والتي تشيد بالأخلاق الفاضلة مبيناً أن القرآن العظيم قد أنزل من أجل أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن أجل ان يعبد الناس ربهم ويصرفوا له جميع أنواع العبادة دون سواه, يقول الله تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين).
وقال فلهذا لا بد أن يكون المسلم مطيعاً وعابداً له من كل الوجوه ولذا كانت الأخلاق مهمة وأساسية فقد اعتنى القرآن العظيم ودعا إليها وحبب الناس فيها وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة الناس في التمسك بالقيم والأخلاق والمبادئ والسلوك والمثل العليا والتي هي التمشي مع تعاليم هذا القرآن العظيم، وقد سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها فقيل لها ماذا كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كان خلقه القرآن أي أن القرآن هو الموجه للرسول صلى الله عليه وسلم والمهذب له وفي الحقيقة ان القرآن العظيم مليء بالأدلة التي تحث الناس على الالتزام بالأخلاق الفاضلة والالتزام بما في القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم, يقول الله عز وجل: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).
الانحرافات الخلقية
بعد ذلك يتطرق د, العصيمي لبعض أمثلة الانحراف الخلقي والتي من أخطرها ترك الصلاة وهو انحراف خطير قد يؤدي بالشاب أو الشابة إلى جهنم من حيث لا يشعر.
يقول الله تعالى: (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون)، ويعرف فضيلته ويل فيقول: ويل هذا واد في جهنم لمن يؤخر الصلاة فما بالكم بمن يتركها، وعبر عن أسفه لترك بعض الشباب والشابات الصلاة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) وفي رواية فقد أشرك مضيفا كذلك من أمثلة الانحراف أيضا ممارسة المحرمات في الشرع المطهر ومقارفة الزنا أو الشذوذ أو نحو ذلك من الانحرافات الأخلاقية التي يخشى على صاحبها في الدنيا وفي الآخرة، وقد حرم الله الزنا في قوله تعالى: (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً)، ومن الأمثلة أيضاً تعاطي المخدرات وشرب الخمور وشرب الدخان، وهذا الانحراف الخطير يخشى منه أن يتلف الدنيا والآخرة، فتعاطي الشاب الدخان منذ الصغر قد يكون بسبب ما قد يراه من والده أو من إخوته أو أقاربه أو أصدقائه، والدخان مفتاح لكل شر فلا يتهاون به أولياء الأمور مع أولادهم، وكذلك المخدرات من أخطر الانحرافات، ومن يزور السجون أو بعضها يرى العجب العجاب شباب في عمر الزهور وقعوا في حبائل جلساء السوء أردوهم في هذا الداء الخطير، وهذا الداء من المصائب الكبرى التي يصعب التخلص منها، ولذلك فعلى أولياء الأمور أن يحذروا أولادهم من هذا الوباء الخطير الذي صار أعداء الإسلام يرسلونه بكميات هائلة إلى بلاد المسلمين بطرق مباشرة وغير مباشرة من أجل أن ينحرفوا أخلاقيا ومن أجل أن تتعطل هذه الطاقات التي توجد في شباب الإسلام، ويستطرد العصيمي بقوله: ومن أمثلة ذلك أيضا السفر إلى الخارج من أجل اقتراف المحرمات وإذا سئل هذا الشاب لماذا تسافر إلى الخارج قال من أجل الترفيه ومن أجل أن نأخذ حريتنا ومن أجل أن نشرب كل شيء ومن أجل أن نفعل كذا وكذا، وللأسف أن بعض الناس يتفاخر بهذا العمل مع زملائه وأصدقائه في العمل أو نحو ذلك، وإن سفر الشباب بهذه النية السيئة لمصيبة عظمى، بل إن السفر إلى الخارج من أجل الفساد قاد الشباب إلى الوقوع في الفواحش وبالتالي الإصابة بالأمراض الجنسية ثم يأتي بلاد المسلمين ليضعها في رحم امرأة مسلمة عفيفة طاهرة وهذا من أعظم المصائب، ومن أمثلة الانحراف أيضا يذكر فضيلته ممارسة الكذب والتعدي على الآخرين بضربهم أو هتك أعراضهم أو سرقة أموالهم، كذلك من أمثلة الانحراف أيضا عقوق الوالدين وعدم برهما والاستهزاء بهما وعدم أداء حقهما والتنكر لهما، فينبغي علينا التنبيه على الشاب والشابة منذ الصغر على عدم عقوق الوالدين حتى لا يتمادى ويصبح شيئاً عادياً بعد الكبر، يقول الله تعالى (ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما).
أسباب الانحراف
ومضى فضيلة د, العصيمي في بيان الأسباب المؤدية إلى الانحراف الخلقي مبيناً إياها بالتالي:
1 ضعف الوازع الديني أو انعدامه وضعف التعاليم الدينية من بعض الشباب والشابات والذي يمنع من ارتكاب المحرمات سواء كان ذلك شرب الخمر أو الزنا أو السرقة أو هتك عرض أو قذف أو سب أو نوع من الانحرافات الخلقية.
2 إهمال الوالدين لولديهما وترك الحبل على الغارب دون تربيته ودون توجيهه فبضع الآباء والأمهات لا يعتنون بأولادهم من جهة التربية ولا يعتنون إلا بأكلهم وشربهم ولباسهم وصحتهم وركوبهم ومسكنهم أما الناحية التربوية أو الناحية السلوكية فمهملة، فلا يسأل الشاب أين صليت ولا مع من جلست ولا أين ذهبت ولا,, فلا سؤال ولا متابعة، وهذا من أكبر الأخطاء وسيؤاخذ على ذلك وسيعاقب على هذا الإهمال, يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد,,) فرب الأسرة مسؤول عنهم وسيحاسبه الله يوم القيامة عن انحرافهم وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته), فالأب مسؤول عن أولاده والأم مسؤولة عن أولادها ويجب أن تتعاون الأسرة على تربية الأولاد وملاحظة انحرافهم منذ الصغر.
3 مخالطة قرناء السوء والجلوس إليهم والانسجام معهم، فجليس السوء لا يجلب لصاحبه الخير أبداً إنما يجلب له الشر فهو ينهاه عن الخير ويأمره بالشر، ويلهي عن الصلاة ويشجع على التدخين وارتكاب المحرمات، وهكذا فجليس السوء دائما يجر إلى حظيرة جهنم، ولذلك ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل الجليس الصالح كمثل بائع المسلك ومثل الجليس السوء كمثل نافخ الكير) فالجليس الصالح يحثك على فضائل الأعمال وعلى ترك المنكرات، ويحثك على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويحثك على التزود للآخرة التي ستعاد إليها.
4 الفشل في الحياة العامة التي يتعرض لها الشاب مما يجعله يفكر في البحث عن النقود بأي وسيلة ولو من طريق غير مشروع من أجل تحقيق أهدافه، ولذلك ينبغي علينا إذا رأينا الشاب يفشل في حياته أن نعينه ونساعده سواء كنت أباً أو أخاً أو قريباً أو صديقاً أو إمام مسجد أو عالماً أو مدرساً أو نحو ذلك.
5 وجود محلات الفيديو وتسجيلات الأغاني وانحراف الإعلام في كثير من العالم الإسلامي فالإعلام سواء كان مسموعا أو مرئيا أو مقروءاً لا شك أنه يؤثر على الشباب على المدى البعيد والقريب فلو تصورنا أن فلماً منحرفاً وقع في يد أحد الشباب الذي ما زال ضعيف الوازع الديني وينظر إلى ما في هذا الفلم من مناظر خليعة، أو ينظر إلى مجلة خليعة أو نحو ذلك، فما هي العواقب وما هي النتائج، هل سيتركها من أجل الصلاة أو لتأدية حق من حقوق الله,, إن أعداء الإسلام قاموا ببث هذه الوسائل من أجل هزيمة هذه الأمة الإسلامية ومن أجل تفكيكها وتحطيمها، فعلى الآباء أن يراقبوا أبناءهم وبناتهم، ويراقبوا غرفهم ماذا تحتوي هل تحتوي على مواد نافعة أم أنها تحتوي على الفسق والضلال.
6 الخلافات الزوجية وكثرتها ووجود الطلاق في مجتمعات المسلمين بكثرة دون مبرر قد يكون مشجعاً على الانحراف عند بعض الشباب بسبب عدم وجود الراعي أو ضعف الراعي أو عدم تمكنه من التوجيه في حالة الطلاق أو في حالة الخلافات الزوجية المتكررة.
7 القسوة الزائدة في التربية من قبل الأب والأم أو الأخ الأكبر مما يجعل هذا الشاب أو الشابة دائم الهروب من المنزل أو البقاء وقتاً طويلاً خارج المنزل فلهذا نقول للمربي كن شديداً من غير عنف وليناً من غير ضعف فلا تكن صلباً فتكسر ولا تكن ليناً فتعصر وخير الأمور الوسط.
8 التدليل الزائد للأبناء وتحقيق رغبة الشاب او الشابة في كل ما يحتاجونه خاصة الأمور الشكلية والثانوية من نحو زيادة الدراهم في جيبه والسيارة الفارهة وتحقيق رغباتهم دائما مما يجعلهم لا يعتمدون على أنفسهم اعتمادا كليا في يوم من الأيام، فلابد للوالد والوالدة أن يشعروا الشاب والشابة أن السماء لا تمطر ذهباً وأنه لا بد من الجد والعمل ولا بد من التوكل على الله سبحانه وتعالى.
9 سوء الأبوين أو انحرافهما أو أحدهما، فالأسرة من أهم العوامل لصلاح الشاب أو الشابة، فماذا سيكون مصير الأبناء إذا كان الوالدان أو أحدهما به انحرافا، وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه وإذا كان رب البيت بالدف مغرما فالأولاد سيكون شيمتهم الدف, إذاً هذه مسؤولية، فلابد من القدوة الحسنة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا وعلى الأب والأم أن يقتدوا به في أفعالهم وفي حركاتهم حتى يأتي الأولاد على شاكلتهم في يوم من الأيام إن شاء الله تعالى.
واجب المدرسة
ويواصل د, العصيمي ذكر الأسباب فيذكر:
10 ترك الأولاد مع الخادمة والسائق خاصة وأن نسبة كبيرة من هؤلاء الخدم والسائقين من غير المسلمين ذو مخاطر جسيمة وهذا ما تؤكده الإحصائية التي أصدرها مكتب التربية العربي للخليج والتي تناولت المربيات في البيت العربي الخليجي وتبين هذه الإحصائية أن المعتقدات الدينية للمربيات الأجنبيات هي حسب الترتيب الآتي:
الأولى المسيحية، ثانياً البوذية، ثالثاً الهندوسية، والأخيرة الإسلامية، نلاحظ أن النسبة القليلة من المسلمات والنسبة الكبيرة من الكافرات اللواتي يربين أبناء المسلمين منذ صغرهم، وتدل النسبة أن 60 بالمئة إلى 70 بالمئة من غير المسلمات وأوضحت الدراسة أن 97 بالمئة يمارسن الشعائر الدينية وفقاً لمعتقداتهن المنحرفة ومنهن من يؤدي هذه الشعائر سراً لا يلتف إليها إلا الطفل مما يؤثر على الطفل، وتشير الدراسة أن 58 بالمئة من المربيات يحبذن ممارسة الحب والعلاقة العاطفية قبل الزواج ونسبة 14 بالمائة يمارسن أو يتصلن بأصدقائهن في داخل منازل المسلمين، و9 بالمئة يقمن بزيارة أصدقائهن، و4 بالمائة يشربن الخمر و70 بالمائة يدخن السجائر، و25 بالمئة من أطفال الأسر يقلدون المربيات في اللهجة، و40 بالمئة تشوب لغتهم لكنة أجنبية، ولقد أحببت أن أورد هذه الإحصائية حتى يتبين لنا مدى الخطر الكبير الذي ينتظر الكثير من الأسر بسبب المربيات سواء كانوا ذكوراً أو إناثا، ولقد سمعنا بعض الممارسات الشاذة والحركات القبيحة التي تقوم بها هؤلاء المربيات مع الأطفال خاصة مع الإناث، وهناك أيضاً الكثير من المجتمعات الإسلامية التي لا تمانع من الاختلاط بين الذكور والإناث في المدارس والجامعات ونحو ذلك وهذا لا شك فيه خطورة على الأمة الإسلامية على المدى البعيد لأنه كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما خلا رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) فالاختلاط سبب من أسباب الانحراف.
11 عدم تطبيق شريعة الله سبحانه وتعالى في أكثر عالمنا الإسلامي وترك المجرمين يعبثون بأعراض الناس وباموالهم وبأرواحهم دون أن تقام فيهم حدود الله وأحكامه، وعدم تطبيق شريعة الله له دور كبير في انتشار الانحرافات الأخلاقية في المجتمعات الإسلامية ولهذا أمرنا الله من فوق سبع سماوات بأن نحكم شريعة الله (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) والظالمون والفاسقون ويقول الله تعالى :(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ولا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما).
12 عدم قيام المدرسة بواجبها التربوي والديني كما ينبغي، فنجد أحياناً انفلاتاً أخلاقيا في بعض المدارس وعدم تعاون البيت مع المدرسة في هذ الجانب وأحياناً نجد سوء معاملة بعض المدرسين وقسوتهم التي ليست في مكانها.
وهناك أيضا الكثير من العوامل الخارجية التي تؤدي إلى الانحراف مثل ما يسمى بالبث المباشر الذي يؤدي إلى انحراف بعض الشباب والشابات وكذلك الغزو الفكري المسلط على الشباب والشابات في هذه الأيام من المجلات الخليعة بشتى أنواعها ومنها أيضا تحريض الشباب على السفر للخارج.
نتائج الانحراف
بعد ذلك يدلف فضيلته ليذكر لنا أضرار الانحراف الأخلاقي والتي منها تفكك الأسر وانتشار العداوة بين أفرادها، وكذلك انتشار الأمراض من جراء ارتكاب الفواحش كالإيدز والهربس ومرض السيلان وبعض الأمراض الأخرى ومنها غضب الله ونقمته على هؤلاء العصاة, يقول الله تعالى: (وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) مشيرا إلى الضرر التربوي والاجتماعي والاقتصادي الذي يعود على الفرد والأسرة والمجتمع، وكذلك اختلال الأمن في المجتمعات الإسلامية فالمنحرف أخلاقيا لا يلقي بالاً للوازع الديني فلا يبالي وهو يزني ويسرق ويقتل، ولهذا نقول إن التربية والأخلاق الفاضلة تجعل المجتمعات الإسلامية في حالة استقرار دائم، مضيفاً أيضا انتشار الفقر في المجتمعات الإسلامية وذلك بسبب كثرة الذنوب والمعاصي وانتشار اللقطاء في المجتمعات الإسلامية بسبب ارتكاب الزنا وكذلك ضعف الأمة الإسلامية أمام أعدائها على المدى البعيد بسبب ضعف أفرادها.
علاج الانحراف
وفي ختام هذا الموضوع يضع د, العصيمي هذه النصائح من أجل علاج الانحراف فيقول: إن من أبرز وسائل علاج الانحراف ما يلي:
1 الزواج المبكر وتشجيعه في صفوف الشباب والشابات فينبغي على الآباء أن يتقوا الله في أبنائهم ويساعدوهم على الزواج المبكر سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً يقول الله سبحانه وتعالى: (وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
2 تشجيع الشباب على الجد والعزم والبحث عن معالي الأمور وتعويدهم على القراءة والكتابة والبحوث المفيدة واشغالهم بما يعود عليهم بالنفع وتدريبهم على الهوايات النافعة وزرع الثقة في نفوسهم بما يفيدهم.
3 إيجاد وسائل إعلامية هادفة مرئية ومسموعة ومقروءة وذلك بتكوين مكتبة إسلامية بداخل المنزل لأنها تعين على تربية أولادك وتجنبهم الانحراف الخلقي.
4 تعديل المناهج الدراسية بما يتوافق مع تعاليم الشرع المطهر لأن المناهج الدراسية لها دور كبير في إصلاح شباب الإسلام في عالمنا الإسلامي من أقصاه إلى أدناه.
5 تطبيق شريعة الله وإقامة حدوده على المنحرفين، فإن إقامة حدود الله خير من أن تمطر السماء أربعين صباحا.
6 الاهتمام بالسجون ونزلائها وإصلاحهم واغتنام فرصة وجودهم في مكان وزمان واحد لنصحهم وإرشادهم وبيان الصواب والحق لهم وتوعيتهم التوعية الإسلامية الصحيحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.