يعتبر العمل الميداني لأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عملاً ذا نوعية خاصة يحتاج معه العضو بين الحين والآخر إلى تدريب ينبني على واقع عمله الذي قد لا يتشابه فيه مع موظف آخر ومن أهم المواصفات التي ينبغي توفرها في المدرب هو إلمامه بحيثيات العمل الذي يقوم به المتدرب حتى لا تكون هناك فجوة بين الاثنين الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن العيادة رجل مارس العمل الميداني لسنوات سعى فيها إلى تنمية مهاراته التدريبية في مجالات التفكير والسلوك حتى أصبح عضواً للتدريب بفرع الرئاسة بمنطقة القصيم ينقل خبراته العملية ومعلوماته العملية لعدد من منسوبي الرئاسة بكافة فروعها ومن آخر ما صممه من الحقائب التدريبية دورة بعنوان (نحو الأفضل في الأداء) عمل على تقديمها لمنسوبي الرئاسة في أربعة فروع للدورة أسباب * ما هو سبب إعداد وتنفيذ هذه الدورة؟ - حدث ذات يوم موقف في الميدان بين أعضاء الهيئة وأحد العمالة الوافدة تبين لي من خلاله أن هناك فجوة وسوء فهم من طرفين وقد يكون الاختلاف الثقافي أحد المتهمين في نشوء هذا الإشكال بعدها انقدحت في ذهني فكرة دورة نحو الأفضل في الأداء والتي تعني بمدى العلاقة مع الجمهور وأهمية التواصل بين الطرفين بطريقة علمية تحقق الهدف من العملية الاحتسابية. وهذه الدورة هي حصيلة رصد وجمع لأفكار وتلخيص لدورات مماثلة واستشارات عشت معها قرابة خمسة عشر عاماً نفذت في قاعات مهيئة للتدريب. محاور الدورة * ما هي أبرز المرتكزات والمحاور التي تناولتها الدورة؟ - تم تقسيم المحاور التي تناولتها الدورة إلى عدة محاور محور حول التعامل مع الجمهور ومحور آخر يعني بتعامل العاملين مع بعضهم ولأهمية الجانب الذهني فقد تمت إضافة محور (المشاعر تحدد السلوك) نحاول من خلاله التقليل من الاستعداد الذهني المسبق لدى العضو حيال قضية ما فالعضو أحياناً ينزل للميدان وهو متأثر بالأحداث والمشاعر الماضية من خلال تعامله مع قضية ما هذه بدورها تؤثر على عمله في القضايا المستقبلية ونحاول من خلال هذا المحور التقليل من أثر مثل هذه الترسبات الذهنية على أداء العضو كما أن لدينا محورا آخر أسميناه (الصورة الانطباعية الأولى) نوضح من خلاله الأثر الذي يتركه الانطباع الأول في ذهن الإنسان فكثير من الصور الذهنية لدى الجمهور سواء الإيجابية منها أو السلبية هي نتيجة اللقاء الأول بمنسوبي الهيئة فقد يزور المركز مثلاً شخص له موضوع أو يريد الاستفسار عن أمر فمن الأهمية بمكان الاعتناء بلقاء هذا الزائر الذي قد لا يقابلك إلا هذه المرة ومن هذا اللقاء صورة الهيئة عنده، بل سيسقط المواقف القادمة ذلك اللقاء. وهناك قاعدة ندرب العاملين عليها نعتبرها خلاصة الدورة وتنص على أنه (إذ كان القرار مناسب في وقت مناسب يكون الإجراء مناسب). المتدربون * كم بلغ عدد المستفيدين من هذه الدورة حتى الآن؟ - بلغ عدد حضور هذه الدورة أكثر من ثلاثمائة شخص في كل من فروع الرئاسة بالقصيم وجازان وحائل ومكة وهناك خطط مستقبلية لاستحداث مجالات تدريبية تستثمر الدراسات الحديثة وتحظى بتوظيف ناجح لنوعية عمل الهيئة في سبيل التطوير المهني والإداري والشرعي. انطباعات * بعد تنفيذ هذه الدورة لهذا العدد من المتدربين ما هي الانطباعات التي خرجتم بها؟ - في الحقيقة كنت متخوفاً في بداية الأمر من عدم تفاعل الزملاء مع هذا النهج التدريبي الجديد لأنه وكما تقدم يرتكز بشكل كبير على الجانب النفسي والذهني ولكن ما حدث هو العكس تماما فقد كان التفاعل منقطع النظير من جميع الشرائح الذين شملتهم هذه الدورة يوضح هذا الأمر الكلمات التي كتبها الأعضاء في استبانة تقييم الدورة فتحت عبارة (ما الذي أضافته لك هذه الدورة؟) كان هناك شبه إجماع على الإضافة النوعية التي قدمتها لهم هذه الدورة وما أكثر ما قرأت. (لأول مرة آخذ دورة بهذا الشكل) (غيرت عندي مفاهيم كثيرة) (أعطتني أساليب جديدة في التعامل مع الناس وتحسين الصورة ونقل المعلومة).. الخ. مستقبل الدورة * كيف ترى مستقبل مثل هذه الدورة؟ - بحمد الله أشاد معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ إبراهيم الغيث وفضيلة وكيل الشيخ الدكتور إبراهيم الهويمل بالدورة وأعطوا توجيهاتهم للإدارة العامة للتطوير بالرئاسة بتعميم البرنامج لجميع فروع الرئاسة ونحن نعكف حالياً مع الأخوة في إدارة التطوير لإصدار خطة تدريبية بحيث تشمل الدورة جميع الفروع وفق جدول زمني يتماشى مع الخطة التطويرية الشاملة للرئاسة. ثمرة التدريب * هل من توجيه للزملاء المتدربين بهذا الشأن؟ - حتى تحقق الدورة نتائجها المرجوة لابد من تطبيق المفاهيم والمهارات الواردة في الدورة من قبل المتدربين حيث أسهمت بفضل الله في تكوين قناعات بهذا الأمر فلابد أن يظهرها إلى حيز التطبيق لأن هذه هي ثمرة التدريب في النهاية. العلوم الإنسانية * هل هناك مواد تدريبية مماثلة ترون أهمية العناية بها؟ - في اعتقادي أن التركيز على الجوانب النفسية والاجتماعية في التدريب من الأهمية بمكان إذ إن هذه العوامل بمجموعها تعتبر محرك أساسي للسلوك ومن خلال ما اطلعت عليه من بحوث ومن خلال الاحتكاك اليومي بالميدان لوحظ أن كثيراً من القضايا التي يقبض عليها يكون العامل النفسي والاجتماعي له دور فاعل فيها من مختلف الشرائح والأسبوع قبل الماضي كنت في الرئاسة وناقشنا مع زملائنا في التطوير الجوانب النفسية كأحد الموضوعات التي يحسن إدراجها ضمن البرامج التدريبية. * إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر