بدأ العد التنازلي لإتمام برنامج 10?10 الذي أطلقته الهيئة العامة للاستثمار لوضع المملكة ضمن أفضل عشر دول في العالم في بيئة الاستثمار وتحديد العام 2010 موعداً لإتمام البرنامج. ومع دخول العام الأكثر غموضا لمستقبل الاستثمار بعد عصف الأزمة المالية العالمية العام المنصرم تأمل هيئة الاستثمار الخروج من عنق الزجاجة من خلال منتداها الدوري الثالث الذي سينعقد في الرياض في الفترة 25-27 يناير المقبل، ولم تبتعد كثيرا عن واقع الاقتصاد العالمي حيث عنونت المنتدى ب (التنافسية المسؤولة في عالم متسارع الأحداث) لمناقشة المحددات اللازمة لكي ترفع الدول والشركات تنافسيتها بمسؤولية والتزام بقيم المنافسة الشريفة التي تخدم بلدانها والعالم في وقت يعاني فيه العالم من أزمة اقتصادية عاصفة. وأوضح محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو بن عبد الله الدباغ أن المملكة أقل الدول تأثراً بالأزمة المالية التي تجتاح العالم حالياً، وعزا ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده بمقر الهيئة أمس الأول إلى الأنظمة التي تبعتها المملكة في سياستها النقدية والمالية والاقتصادية. وبين الدباغ أنّ المنتدى يحظى بأهمية كبيرة على الصعيد الدولي بمشاركة أكثر من 100 متحدث من بينهم رؤساء دول ووزراء ورؤساء عدد من كبريات الشركات العالمية وعدد من القيادات الفكرية العالمية، إضافة إلى العديد من الشخصيات التي واجهت تحديات كبيرة في ظل المتغيرات التي طرأت على الاقتصاد العالمي وكذلك ولأول مرة استضافة عدد من الشخصيات الرياضية وكذلك كونه اكبر منتدى للتنافسية في العالم وكذلك لكونه المنتدى الأكبر بعد منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس. وأضاف أن الاهتمام العالمي بالمنتدى يأتي متوافقا مع السمعة الكبيرة التي تمثلها المملكة في منظومة الاقتصاد العالمي وما مشاركتها في قمة العشرين إلا دليل على الثقل الاقتصادي الذي تتمتع به. حيث تهدف إلى الوصول إلى مصاف أفضل عشر دول في العالم من حيث تنافسية بيئة الاستثمار بنهاية عام 2010م وأوضح أن المنتدى سيشهد الإعلان عن الفائزين بجائزة الملك خالد للتنافسية المسؤولة وجائزة أسرع 100 شركة سعودية من حيث النمو وجائزة مايكل بورتر للاستراتيجيات الإبداعية معبرا عن تقديره للعديد من الشركاء الاستراتيجيين الذين دعموا بحس وطني هذه المبادرات، مشيراً إلى أن المنتدى سيكون منصة إطلاق مبادرات جديدة تعنى بتشجيع القطاع الخاص على تبني ممارسات مبتكرة تكون أرضية لمناخ تنافسي مسؤول يتيح لهم المشاركة الفعالة في دعم التنمية على المدى البعيد. بدوره أشار عبد المحسن بن إبراهيم البدر الرئيس التنفيذي لمنتدى التنافسية أن المنتدى سيقوم على عشرين حلقة نقاش مفتوحة تتناول أهم القضايا العالمية المعاصرة ذات الصلة بتنافسية الاقتصاديات وعلى رأسها الأزمة المالية العالمية وكيفية الخروج منها، كذلك فإن المنتدى سيناقش التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي خلال العام القادم 2009 م، كما سيتطرق إلى مدى تأثير الأزمة الحالية على الاستثمارات الفردية والشركات الصغيرة المتوسطة. وأضاف البدر أن أبرز المشاركين في جلسات المنتدى، هم، شينزو ابي، رئيس وزراء اليابان الأسبق، وماري روبنسون، الرئيس الأسبق لجمهورية ايرلندا، والدكتور مهاتير محمد رئيس الوزراء الأسبق لماليزيا، وجان كريتيان، رئيس وزراء كندا الأسبق إضافة إلى عدد من القيادات السعودية على رأسهم معالي وزير التجارة والصناعة، كما أنّ رموز من قطاع الأعمال وقطاعات أخرى لها تأثيرها الاجتماعي والاقتصادي سيشاركون في أعمال المنتدى منهم، كارلوس غصن، رئيس شركة نيسان، وتوماس أندرز، رئيس شركة ايرباص، وبيتر برابك ليتمات، رئيس شركة نستله، و معالي السيد محمد عمران رئيس شركة اتصالات الإماراتية، إلى جانب العديد من الأسماء اللامعة في مجال المال والأعمال ومجالات أخرى ومتحدثين يمثلون قادة فكر اقتصادي عالمي وممثلين عن جهات استثمارية عالمية كتوماس روسو، نائب رئيس مجلس إدارة بنك ليمن برذرز الأمريكي، وبيتر كورور، رئيس مجلس إدارة بنك يو بي إس. والسيد جون تان رئيس مجلس إدارة شركة ميريل لينش. كما يحظى المنتدى أيضاً بمشاركة بعض من قادة الفكر العالمي مثل البروفيسور مايكل بورتر من جامعة هارفارد لإدارة الأعمال، وستيفان جاريلي الأستاذ في جامعة لوزان ومدير مركز التنافسية الدولي. يتميز المنتدى أيضاً بمشاركة عدد من الشخصيات الناشطة في مجال تنمية المجتمعات الدولية كرئيس مجلس إدارة الأولمبياد الرياضية المختصة بذوي الاحتياجات الخاصة الدكتور تيموثي شرايفر، والسباح الأمريكي مايكل فيليبس حاصد 8 ميداليات ذهبية في دورة الألعاب الأولمبية 2008، و العداء الأولمبي كارل لويس صاحب الأرقام القياسية في العاب القوى الأولمبية والعالمية. ونفى الرئيس التنفيذي لمنتدى التنافسية الدولي ل(الجزيرة) أن تكون استضافة الشخصيات الرياضية بهدف خلق شعبية وحضور على المستوى العالمي وانما تأتي للاستفادة منهم في نقل تجاربهم الشخصية في مجال التنافسية خاصة ان المنتدى يهتم بالتنافسية ليس على مستوى الدول والأنظمة الاقتصادية والشركات فقط وانما للأفراد كذلك.