هاتف ذكي يتوهج في الظلام    شكرًا لجمعيات حفظ النعم    خريف حائل    الدفاع المدني يحذر من المجازفة بعبور الأودية أثناء هطول الأمطار    الدبلة وخاتم بروميثيوس    صيغة تواصل    أماكن خالدة.. المختبر الإقليمي بالرياض    السل أكبر الأمراض القاتلة    نجد فهد: أول سعودية تتألق في بطولات «فيفا» العالمية    توطين قطاع الطاقة السعودي    أولويات تنموية    «الرؤية السعودية» تسبق رؤية الأمم المتحدة بمستقبل المدن الحضرية    الأنساق التاريخية والثقافية    نورا سليمان.. أيقونة سعودية في عالم الموضة العالمية    محمد البيطار.. العالم المُربي    من المقاهي إلى الأجهزة الذكية    «إسرائيل» تغتال ال«الأونروا»    هوس التربية المثالية يقود الآباء للاحتراق النفسي    رحلة في عقل الناخب الأميركي    لوران بلان: مباراتنا أمام الأهلي هي الأفضل ولم نخاطر ببنزيما    عمليات التجميل: دعوة للتأني والوعي    المواطن شريك في صناعة التنمية    الرديء يطرد الجيد... دوماً    مرحباً ألف «بريكس»..!    وبس والله هذا اللي صار.. !    لماذا مشاركة النساء لم تجعل العالم أفضل ؟    الأعمال الإنسانية.. حوكمة وأرقام    عسكرة الدبلوماسية الإسرائيلية    عن فخ نجومية المثقف    الذكاء الاصطناعي طريقة سريعة ومضمونة لحل التحديات    المرأة السعودية.. تشارك العالم قصة نجاحها    أندية الدوري الإسباني تساعد في جمع الأموال لصالح ضحايا الفيضانات    يايسله يُفسر خسارة الأهلي أمام الإتحاد    رسالة رونالدو..    النصر يلاحق العضو «المسيء» قانونياً    خادم الحرمين وولي العهد يعزيان ملك إسبانيا إثر الفيضانات التي اجتاحت جنوب شرق بلاده    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الخسارة أمام الاتحاد    وزير الإعلام يعلن إقامة ملتقى صناع التأثير «ImpaQ» ديسمبر القادم    وزير الداخلية السعودي ونظيره البحريني يقومان بزيارة تفقدية لجسر الملك فهد    «الاستثمارات العامة» وسلطة النقد في هونغ كونغ يوقعان مذكرة تفاهم استثمارية    أمانة القصيم تكثف جهودها الميدانية في إطار استعداداتها لموسم الأمطار    مدير هيئة الأمر بالمعروف في منطقة نجران يزور مدير الشرطة    أمير منطقة تبوك ونائبه يزوران الشيخ أحمد الخريصي    المرشدي يقوم بزيارات تفقدية لعدد من المراكز بالسليل    أمانة القصيم تنظم حملة التبرع بالدم بالتعاون مع جمعية دمي    أعمال الاجتماع الأول للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين تواصل أعمالها اليوم بالرياض    الأرصاد: استمرار الحالة المطرية على مناطق المملكة    خدمات صحية وثقافية ومساعدون شخصيون للمسنين    جوّي وجوّك!    لا تكذب ولا تتجمّل!    «الاحتراق الوظيفي».. تحديات جديدة وحلول متخصصة..!    برعاية الملك.. تكريم الفائزين بجائزة سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه    معرض إبداع    مهرجان البحر الأحمر يكشف عن قائمة أفلام الدورة الرابعة    أحمد الغامدي يشكر محمد جلال    إعلاميون يطمئنون على كلكتاوي    الإمارات تستحوذ على 17% من الاستثمارات الأجنبية بالمملكة    جددت دعمها وتضامنها مع الوكالة.. المملكة تدين بشدة حظر الكنيست الإسرائيلي لأنشطة (الأونروا)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أثر القوانين الطبيعية في المذاهب السياسية والاقتصادية والاجتماعية لدى الغرب
محاضرة للدكتور راشد المبارك في نادي أبها
نشر في الجزيرة يوم 19 - 08 - 2000

نص المحاضرة التي ألقاها الدكتور راشد المبارك في نادي أبها الأدبي ضمن مهرجان أبها الثقافي.
حديثي إليكم في هذه الليلة كما تعلمون عن تأثير ما كشف من قوانين طبيعية (فيزيائية) متعلقا بطبيعة المادة وسنن الكون، على المذاهب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، وعندما أتحدث عن أثر هذه الكشوف وتأثيرها فإنما أتحدث عن أثر ذلك في الغرب، وسبب قصر الحديث على هذه البقعة من أهل هذا الكوكب هو لأنها التربة التي نبتت فيها هذه القوانين وتأثرت بها، وإن كان هذا الأثر لم ينحصر فيما بعد في مجاله الذاتي، بل امتد إلى سواه بعامل الحركة والانتشار، فالحديث إذن يمثل نوعا من السفر إلى خارج الحدود، إذ إنه يتحدث عن عطاء لسنا الواهبين له، وعن قوم لسنا منهم بل لسنا على وفاق دائم معهم, والسفر خارج الحدود أمر يجد فيه بعضنا معرفة وارتيادا، فيه متعة السياحة والكشف عن مجهول، وقد يراه آخرون نوعا من العناء، فيه مشقة الرحلة وعناء السفر وخوف المجهول, وما حملني على الحديث عن ذلك والتعريف به هو أنه ينطوي على جانب من المعرفة، أحسب انه لا يجوز ان نجهله أو نتجاهله, ذلك انه صفحات من نشاط العقل البشري وعنفوانه إذا لم نكن نحن الكاتبين لهذه الصفحات فلا أقل من أن نكون قارئين لها واقفين على محتواها.
سيكون الحديث عن أثر بعض هذه القوانين التي بدا فيها هذا الأثر أكثر وضوحا ومباشرة، وهي قوانين نيوتن الثلاثة في الحركة، وقانونه في الجاذبية، وكذا القانون الثاني من قوانين الحركة الحرارية (Thermo Dynamics)، ثم ما ألقاه علم آلية الكم على هذه القوانين في دلالتها الفلسفية من أثر.
قوانين نيوتن تمثل نقلة في الفكر العلمي والفلسفي، بحيث أرخ لها بمرحلة ما قبل نيوتن ومرحلة ما بعد نيوتن، كما صار للقانون الثاني من قوانين الحركة الحرارية أثره في أغلب جوانب الحياة، ثم جاء بعد ذلك علم آلية الكم فغير كثيراً من تصورنا لطبيعة الكون وسننه.
وأحسب أنه لفهم هذا الأثر لا بد من الإلمام بالمناخ العقلي والفكري في الغرب قبل ظهور هذه القوانين، أي ما كان عليه الغرب قبل القرن السابع عشر وهو ما عرف بالقرون المظلمة التي انتهت بعصر التنوير الذي ظهرت فيه هذه القوانين.
المناخ الفكري في الغرب قبل القرن السابع عشر
صاغ الفكر الغربي وصبغه بصبغته منذ نشأة الديانة المسيحية امران هما الديانة المسيحية والفلسفة الإغريقية, وكان هذان المصدران النبع الذي يستقي منه المفكرون ورجال الكنيسة آراءهم ومن ثم يبنون على هذه الآراء سلوكهم ومواقفهم, لقد كانا المسيحية والفلسفة الإغريقية الزاد الذي غذى عقولهم وأفكارهم, أثر فيها وتأثر بها, وفي هذا الصدد ينقل جون راندل John Randal في كتابه القيم صياغة العقل الحديث عن فان روتردام أرامس V.R.Aramus قوله: إنني لا أستطيع ان أكف نفسي عن القول إن القديس سقراط يصلي لي, إن فلسفتهم يعني اليونانيين تكمن في الوصف وليس المحاجة، حياة وليست مجادلة، إلهام وليست سوطاً,, (1) وعندما انتدبت الكنيسة توماس الإكويني للرد على مدرسة الرشديين في الغرب وهم جماعة تأثروا بشروح أبي الوليد بن رشد لكتب أرسطو ورأت الكنيسة في اتباع هذه المدرسة ما يمثل خطرا عليها لم يجرؤ توماس على نسبة الخطأ إلى ارسطو بل عزا ذلك إلى خطأ ابن رشد في فهم مقاصد أرسطو.
العهد الجديد بأناجيله الأربعة لم يأت بشيء عن فيزياء الكون وكيفية تكوينه، ولم يكن في العهد القديم سوى ما جاء في الإصحاح الأول والثاني والثالث من سفر التكوين، وهو أمر لا يجوز الركون إليه أو الأخذ به، لذلك تبنت الكنيسة ما جاء في فيزياء أفلاطون وأرسطو عن مركزية الأرض للكون ودوران الأفلاك حولها، وصار هذا التصور جزءاً أساسياً في معتقد الكنيسة الكاثوليكية تؤمن به وتعلمه وتدعو إليه.
هكذا بقيت الديانة المسيحية كما حورها بولس وتبناها المجمع المسكوني الأول الذي دعا إليه القيصر في القرن الرابع الميلادي والفلسفة اليونانية ومنها فيزياء الكون الدعامتين اللتين يستند إليهماالفكر والوجدان الديني والتصور الفلسفي لدى الغرب.
وقد لفت تلك العصور والعصور التالية لها فيما عرف بالقرون المظلمة سحابة ثقيلة من سيطرة الكنيسة سيطرة مطلقة جعلتها وحدها المالكة لحق التشريع والتفسير والتوجيه, وانها وحدها المخولة بفهم كلمة الله وإبلاغها للشعب، واتخذت موقفاً يتشبث بكل قديم ويفزع من كل جديد، ويرفض ان يوضع كل موروث من الأفكار والمعتقدات موضع البحث والفكر والمساءلة من قبل أي فرد او جماعة خارج الكنيسة، وصار رجال الكنيسة يقودون حملة تدعو إلى تحقير العقل والفزع من الركون إليه او الرجوع له في أي أمر يتعلق بما تتبناه الكنيسة في التصور والاعتقاد, وقد انتشرت مواقف وأصوات الداعين إلى ذلك الحارسين له محاربين الخروج عليه أو المساس بمكانته، وقد بلغ هذا الأمر حدا جعل رجلا مثل مونتانييه Miechle de Montiagne في مكانته الفكرية والدينية والاجتماعية ما يلي: في مرافعته ضد العقل ورفع مكانة الكنيسة وتشديد قبضتها ما يلي: يخيل إليّ ان خير وسيلة لإذلال ذلك المسلك الجنوني تكمن في الحط من الأنفة البشرية، ودوسها بالأقدام، وفي انتزاع سلاح العقل من أيديهم، وإرغامه على طأطأة الرأس والتمرغ في التراب,, هناك أناس يتجرأون على إنكار حق الكنيسة الكاثوليكية في الانفراد بحق شرح النصوص المقدسة وتوجيه الرعية ويضيف أنها غطرسة، أما الخضوع التام لسلطان التوجه الكنسي او الاستغناء عنه بالمرة ، وليس من شأننا تحديد نسبة الطاعة المتوجبة علينا (2) .
عاش مونتانييه في القرن السادس عشر ولكن بقي هذا الموقف الغريب مسيطرا على نفوس وعقول أفراد يعتبرون من الأعلام البارزين في عصرهم، فرجل مثل بليز باسكال Plaese Pascal المولود عام 1632م وهو أحد قمم البلاغة في اللغة الفرنسية وواحد من أبرز ذوي الفكر آنذاك يقول: لا يسعني أن أكف نفسي عن هزة الفرح تتملكني فيما أرى العقل المتكبر يُهان لدى هذا المؤلف يعني مونتانييه وفيها أرى ثورة الإنسان الدامية ضد الإنسان,, (3) .
وإذا كان ما تقدم يحتل مناخ الفكر الديني الذي يسيطر على تلك الحقيقة، فإن المناخ الذي يسيطر على الجانب السياسي والاجتماعي من حياة المجتمعات في الغرب لا يختلف عما تقدم كثيراً, فتوماس هوبرز Thomas Hobbes وهو أحد رجال الفكر السياسي والاجتماعي في بريطانيا يقرر في كتابه Le Viathan الذي ظهر في أواسط القرن السابع عشر إن الإنسان ليس اجتماعيا بطبعه، بل هو كائن متوحش شرير حافل بالنقائص تتحكم فيه أنانيته ولا يحكمه دافع أخلاقي، إنه يحتاج إلى السوط لكي يروض، والحياة مجال للبطش والاستيلاء لمن يستطيع، والمخادعة والكذب لمن يضعف، لذلك فلابد من وجود قوة رادعة قادرة على البطش لكي تكبح الطبع المتوحش في الإنسان، هذه القوة هي الدولة التي يجب ان يكون الخضوع لها بلا حدود (4) .
أصوات ودوافع مختلفة لمدرسة واحدة هدفها الاستئثار بالسيطرة والتسلط عن طريق تكبيل الإنسان وتجريده من أثمن ما وهبه خالقه وهو العقل وذلك الوهج الفطري الذي لا يستكين للأغلال, وهذا أمر لا يجوز تجاوزه دون إطالة الوقوف عنده لتأمل دلالته على ذلك الاتجاه الذي يشل العقل لأنه يرى فيه خطرا على أي نوع من التسلط أو موروث من العادات مهما كانت جسامة الظلم في التسلط أوالفجاجة في الموروث.
على هذه الصورة ظل الفكر الغربي قروناً طويلة أصّله وغذاه حماسة القديس أوغسطين المولود في الجزائر ونماه ورواه عمل كثيرين من أمثال توماس الإكويني وألبرت الكبير، وقد بقي هذا الجو الخانق هو الهواء الذي يتنفسه الناس لا يهب عليهم سواه حتى القرن السادس عشر حيث هبت رياح التغيير، وكان من أوائل المؤثرات في هذا الاتجاه فلك كوبر نبرقوس وما كتبه فرانسيس بيكون، على أنه بقي شيء من السحابة لم ينقشع في القرن الثامن عشر كما رأينا ذلك لدى جان جاك روسو في بعض ما كتب (5) .
رياح التغيير
جدّت في أواسط القرن السادس عشر وما تلاه عوامل هي أشبه بزلزال هز الفكر الغربي وجعل المفكرين يعيدون النظر في كل أو جل مسلماتهم، وما ألفوا الاطمئنان إلى صحته وسلامته من الأفكار والممارسات، وبدء وضع كثير من الموروثات موضع البحث والمساءلة، وإذا كان من الصعب ان لم يكن من المتعذر حصر كل العوامل التي أدت إلى الانعتاق من حبس المناخ الفكري الذي مر بنا جانب منه، إلا ان الدارس لهذه الحقيقة لا يخطئ تبين علامات بارزة صنعت هذا التغير او أدت إليه، ومن هذه العوامل ما يلي:
(1) ظهور كتابي فرانسيس بيكون الأداة الجديدة Novumorganuna وإطلانطا الجديدة New Atlantis وقد قام في الكتابين بحملة مركزة على الفلسفة اليونانية ووصفها بالعقم وعدم تقديمها أي مساهمة لنفع البشر لقيامها على الحدس والتأمل وافتقارها لأي صلة بالاختبار التجريبي أو المشاهدة ورأى ان التجربة وحدها والاستقراء وليس القياس هما الطريق المأمون للوصول إلى المعرفة الحقة وفي كتابه أطلانطا الجديدة تخيل قيام نفر برحلة إلى جزيرة مهتمة بالبحث حيث أخذهم حاكم الجزيرة إلى مختبر لديه للابحاث وخاطب ضيوفه القادمين إليه بقوله: يا أبنائي لتحل بركة الله عليكم إني سأعطيكم أثمن جوهرة أمتلكها لأنني سأهبكم الصنعة التي قامت عليها مملكة سليمان، إن غاية مختبرنا هي معرفة الأسباب والحركات الخفية في الأشياء، وتوسيع حدود المملكة الإنسانية ليصل الإنسان إلى جميع المعارف الممكنة عن الكون الذي يعيش فيه,, (6) .
(2) ظهور أعمال كوبر نيقوس وجاليلي التي جاءت هزة عنيفة للدعامة الثانية وهي المعتقد الكاثوليكي فيما يتصوره ويعتقده عن الكون، وجاء تلسكوب جاليلي مؤيداً لهذا الكشف.
(3) ظهور وانتشار ما كتبه الكاتب الفرنسي ذائع الصيت فولتير Voltaire في القرن الثامن عشر وفي الأخص بعد حادثة جان كلاس التي وقعت في فرنسا، وكانت مقالاته التي كان يكتبها تحت عنوان اسحقوا العار أشبه بقذائف مدمرة لكثير من تصورات الكنيسة ومعتقداتها (7) .
(4) مفتاح رينيه ديكارت R. Descartes في الوقت الذي كانت تتردد فيه أصوات كل من بيكون وكوبر نيقوس وجاليلي ، ظهر صوت آخر من فرنسا لم يكن أقل منهم تأثيرا وهو صت رينيه ديكارت الفليسوف المعروف، وكان ديكارت في أول نشأته مهتما بالقانون والفلسفة ثم توجه إلى الرياضيات فعشقها ورأى أنها المفتاح لأسرار الكون وألغازه، وتصور انه سيوجد يوما ما قانون رياضي عام يمكن ان يغير ما استغلق من أسرار الكون، إنه يقول في كتابه Mathematics In Nature :عندما تأملت الأمر بدا لي واضحا ان كل ما استعصى فهمه يمكن ان يرجع إلى شيء واحد وان يفهم عن طريق شيء واحد، هذا الشيء هو الرياضيات، لا فرق في ذلك إذا كان ما نبحثه اعدادا أو أرقاما او نجوماً أو سوى ذلك، انني أشعر أن هناك علما واحدا يفسر كل هذه الظواهر هذا العلم هو الرياضيات طالما ان الامتداد والحركة هما الشيئان الأساسيان في الكون,, (8) .
ظهور إسحاق نيوتن
في هذا المناخ الذي مر وصفه وهو مناخ هدَّ كثيرا من الأسوار وحل موثقا من القيود بعد أن وصل العقل إلى كشوف أدت إلى معرفة أوثق لسنن الكون، ولد إسحاق نيوتن عام 1662م في إنكلترا، وبعد إجازته من الجامعة أظهر من النبوغ ما جعله في مقدمة الذين عرفهم الفكر الإنساني في تاريخه، فقد وضع علم التفاضل والتكامل بعد عامين من تخرجه، ووضع بعد ذلك بفترة وجيزة قوانينه الثلاثة في الحركة وقانونه في الجاذبية وما مع لعلم التفاضل والتكامل من اثر في الفيزياء، والكيمياء والفلك والهندسة والاقتصاد وفي مجالات أخرى في المعرفة، فإن قوانينه في الحركة وقانون الجاذبية عمل نقلة كاملة في تاريخ الفكر العلمي للإنسان.
ما هي هذه القوانين التي صنعت كل هذا الأثر وما منطوقها وماذا يدل عليه هذا المنطوق من مفهوم وما دلالات المنطوق والمفهوم؟,.
لا أحسب ان هناك من النصوص ما هو أكثر إيجازا في لفظ وأحفل بمعنى من هذه القوانين، وهي تبدو في بساطتها وإيجازها وكأنها لغو طفل.
القانون الأول: ينص علىأن كل جسم يبقى على حالته من السكون او الحركة في خط مستقيم ملتزما باتجاهه ما لم تؤثر عليه قوة خارجية تغير من حركته او اتجاهه .
القانون الثاني: ينص على معدل التغير أي العجلة في حركة الجسم أو اتجاهه يتناسب مع القوة المؤثرة ويكون في اتجاه خط عملها .
القانون الثالث: يقرر أن لكل فعل رد فعل مساوٍ للأول في المقدار ومضاد له في الاتجاه .
أما قانون الجاذبية فينص على أن بين كل جسمين قوة تجاذب تتناسب طردا مع كتلتيهما وعكسا مع مربع المسافة الفاصلة بينهما .
تلك هي قوانين نيوتن في الحركة الجاذبية، وليس هناك تلميذ مر بمرحلة التعليم العام لم يقرأ هذه القوانين ويُعطى مسائل علىتطبيقاتها ويختبر في النص والتطبيق، وقد يمر الواحد منا بهذه القوانين فلا يراها تزيد أو تختلف عن محفوظات يتلقاها التلميذ في مدرسته كأي محفوظات أخرى, إلا ان هذه المحفوظات التي لا تزيد في نصوصها عن سطور قليلة، قد أحدثت نقلة كبرى في فكر الإنسان ومواقفه، ذلك أنه إذا كان من يعرف منطوقها وتطبيقاتها الرياضية المباشرة عدد كثير ، فإن من يعرف دلالتها الفلسفية عدد قليل قليل.
المقارنة بين فيزياء أفلاطون وأرسطو ودلالتها وفيزياء نيوتن ودلالتها تلقي ضوء كاشفا علىطبيعة وفحوى كل من الفيزياء اليونانية وفيزياء نيوتن.
ركائز الفيزياء اليونانية
1 وجود محرك لكل حركة.
2 الغائية في الأشياء.
3 غائية الحركة.
4 لا حركة في الفراغ.
5 مركزية الأرض للكون.
منطوقات فيزياء نيوتن
1 إذا اكتسب الجسم سرعة ابتدائية فلا يحتاج إلى قوة جديدة لاستمرار حركته.
2 لا غائية في الحركة، والحركة والسكون يتمان بعامل القصور الذاتي.
3 الحركة التي تحدث عنها قوانين نيوتين مقتبسة في الفراغ.
4 ليست الأرض مركزالكون وبالتالي لا يجوز ان تتخذ مرجعاً للقياس.
لقد جاءت ركائز فيزياء أفلاطون وأرسطو نتيجة لنظرتهم لما تصوروه عن طبيعة الكون, فقد كان تصورهم أن الكون يتألف من عوالم سفلية وأخرى علوية، وأن العوالم العلوية تتكون من أفلاك ثمانية متحركة يحيط بها فلك تاسع محرَّك غير متحرك، وأن العالم منزل صمم للملاءمة وأن الأجسام تتحرك لغاية وهي العودة لأصلها، فجاء كشف كوبر نيقوس وقوانين نيوتن ناسخة لهذه التصورات.
لقد أسقط فلك كوبر نيقوس مركزية الأرض, كما أن القانون الأول من قوانين الحركة يعني أن الجسم إذا اكتسب سرعة ابتدائية فإنه لا يحتاج في حركته إلى محرك وأنه يبقى على حالته بسبب ما في طبيعته من عطالة أي قصور ذاتي تجعله عاجزا عن تغيير حالته، ويحدث هذا التغير عندما تؤثر عليه قوة خارجية فقط, ومن ذلك ينتج ان لا غائية لحركة الأجسام وإنما هي عمل ملزم لها, كما أن قانون الجاذبية اماط اللثام عن القوة التي تحكم الأجرام المتحركة في أفلاكها.
لقد أدهش الناس من هذه القوانين دقتها وصرامتها، وانطباقها على أصغر الأجسام على الأرض وأكبر الأجرام في السماء, كما أمكن عن طريق قانون الجاذبية التنبؤ بوجود أجرام سماوية لم تكن معروفة آنذاك فتم اكتشافها لاحقا، لذلك وجد كثير من علماء فروع المعرفة المختلفة فيما توصل إليه نيوتن دلالة على ان الكون آلة كبيرة يخضع لقوانين عامة ثابتة، وانه يمكن كشف هذه القوانين كما تنبأ بذلك ديكارت.
انعكاس قوانين نيوتن على المذاهب الإنسانية
في عالم الإنسان ما يتعلق بأفكاره ومعتقداته ومشاعره وما تصوغه هذه الأفكار والمشاعر من بناء اقتصادي أو سياسي او اجتماعي وما تقوده معتقداته إليه من نظر نحو الكون والحياة، لا يوجد قانون عام يحكم أي مجال من هذه المجالات بحيث تندرج أفراد هذه المجالات تحته ويجعل الناس متفقين على هذه القانون وملزمين به, ذلك لأن هذه الأفكار والمشاعر والمذاهب لا تدخل في أنبوبة اختبار، ولا توصل بدائرة كهربائية، ولا توزن كتلتها أو تقاس حرارتها بآلية قياس كما أنها لا تخضع لقانون رياضي معلوم، على أن الأمر يختلف في عالم المادة تمام الاختلاف فلكل معدن مقدار تمدد بالحرارة ودرجة انصهاره بها، لا تختلف أفراد هذا المعدن عنه، وكل فلز له توصيل كهربي لا يتغير، وكل سائل له درجة غليان ودرجة تجمد لا تختلف، كما أن كل الكتل تتجاذب بحسب ما تحويه من مادة، وكل الشحن الكهربائية تتجاذب أو تتنافر بحسب طبيعةشحنتها، لذلك بُهر علماء وفلاسفة المجالات الإنسانية بدقة وضبط القوانين التي تحكم المادة وأقلقهم عدم خضوع مجالاتهم لقانون أو قوانين يكون لها مثل هذا الضبط والإحكام، فلم ير أغلب هؤلاء العلماء ما يمنع من الاستفادة من قوانين المادة فيما يحكم مجالاتهم وكانت قوانين نيوتن والقانون الثاني من قوانين الحركة الحرارية كما سيأتي وما عضده من نظريات أقرب القوانين التي حاولوا الاستفادة منها بتطبيقها على مجالات العلوم الإنسانية.
قوانين نيوتن الثلاثة تتوحد في دلالتها الفلسفية، أي أنه يمكن ان يستنتج منها شيء واحد يمثل حقيقة ثابتة، إن القانون الأول ينص على ان أي جسم يبقى على حالته الطبيعية من السكون أو الحركة في خط مستقيم وأن الخروج عن هذه الحالة وهي الأكثر انتظاما واقتصاداً لا يأتي إلا بتدخل قوة خارجية، كما يؤدي القانون الثاني إلى نفس النتيجة عندما ينص على ان معدل التغير عن المسار الطبيعي الأكثر اقتصاداً يزداد أو يقل بزيادة أو نقص القوة الخارجية المؤثرة, ثم يأتي القانون الثالث وكأنه تأكيد للقانونين السابقين إذ يوحي بالتصادم كلما تعرض الجسم لمؤثر يحرفه عن مساره وقد ظهر أثر دلالات هذه القوانين في كل من دراسة التاريخ والسياسة والاجتماعي والاقتصاد، كما غير القانون الثاني من قوانين الحركة الحرارية وما عضده من كشوف نظرة العلماء إلى الكون في بدئه وصيرورته.
أ, أثر القوانين السابقة في التاريخ:
كان معظم المؤرخين إلى نهاية القرن السابع عشر تتجاذبهم نظريتان أو عقيدتان يفسرون بها حركة التاريخ، النظرية الأولى هي نظرية الدورة المتعاقبة للتاريخ وهي تعني أن التاريخ يسير في حقب متوالية تبدأ بمستوى أعلى لحضارة البشر ومستوى حياتهم ثم يصير هذا المستوى إلى الانحطاط حتى يصل إلى الدرجة الدنيا من السلم ثم يعود إلى دورته الاولى، على حين ترى النظرية الثانية ان التاريخ يتحرك في مسار منحدر ذي ميل سالب سيؤدي به إلى نهاية واحدة وكان جاك تورقو Jagues Torgot أستاذ التاريخ بجامعة السوربون ممن يدرس هاتين النظريتين ويقررهما على طلابه، وفجأة دخل على طلبته وطالبهم بأن يتخلوا عن كل ما كان يدرسهم عن حركة التاريخ لأن ذلك هراء وأن التاريخ يسير في خط مستقيم ذي ميل موجب أي صاعد وان كل حقبة من التاريخ تفضل ما قبلها (9) .
وما أظن ما كتبه هيجل F.Hegel عن فلسفة التاريخ ومسيرة العقل في التاريخ إلا تأثرا بهذه القوانين.
ب, تأثيرها في جانب السياسة والاجتماع
يظهر تأثير هذه القوانين واضحا فيما كتبه جون لوك John Locke وهو فيلسوف اجتماعي وسياسي أدرك نيوتن وتأثر به ومن سبقه مثل بيكون وديكارت ، انعكس أثرهم فيما كتبه عن السياسة نحو الفرد والمجتمع في كتابه المعروف (رسالتان في الحكومة) لقد جاء ما كتبه نقيضا مغايراً لما كتبه كاتب آخر سابق لنيوتن في هذا الشأن هو توماس هوبز المتقدم ذكره، فبينما يرى هوبز ان الإنسان شرير بطبعه وأنه لابد من سوط الدولة لترد بطشه، يرى لوك ان الإنسان خير بطبعه وان أفضل أنواع الحكم ما يكون أقل تدخلاً في نشاطه الاجتماعي والاقتصادي، إنه يقول: إذا تخلينا عن الموروثات والتقاليد التي تحكمنا فسوف نتبين أن المجتمع مكون من أفراد غايتهم زيادة وحماية نصيبهم من وسائل العيش، والمنفعة الشخصية للفرد هي التي يجب أن تكون الأساس لإقامة الدولة، فالغرض من وجود الدولة وواجبها أن تعطي الحربة للفرد لكي يستفيد من كل مواهبه تجاه الطبيعة لزيادة غناه ، وفي الإجابة على السؤال أوالاعتراض القائل: أليس إطلاق يد الفرد للتسابق على التملك والمنفعة يسبب نزاعاً بين أفراد المجتمع قد يؤدي إلى الاقتتال بينهم؟,, أجاب لوك: ان ذلك لن يؤدي البتة إلى ما ذكر لأن الفرد ليس شريرا ً بطبعه، والشيء الذي يؤدي إلى النزاع والاقتتال هو شح الموارد لعجز الفرد أو خموله في استغلال موارد الطبيعية، ولو أتحنا لكل فرد الحرية لعمل كل ما يستطيعه لما حدث نزاع او خلاف, ان الذي يستصلح أرضاً لمنفعة نفسه لن يضر بالآخرين، بل ان عمله زيادة في رصيد ثروة المجتمع, لذلك فإن أفضل الأنظمة السياسية ما كان محاكاة لقانون الطبيعة في الأشياء المادية,, (10) .
ج, أثر هذه القوانين في الاقتصاد
كما تأثر لوك بنموذج نيوتن، فتن به آدم سميث Adam Smith عالم الاقتصاد الإنجليزي التي لا تزال فلسفته الاقتصادية التي أصلها في كتابه ثروة الأمم The wealth of nation المنبع الأدبي والروحي للاقتصاد الحر الذي تتبناه معظم دول الغرب ومن يرى صواب هذه النظرة من غيرهم.
تفوم فلسفة آدم سميث الاقتصادية على المنطق التالي:
بما أن الأجرام السماوية صارت لها ديمومتها وانتظامها لأنها تتحرك بقوانين طبيعية ثابتة لا تتغير بتأثير عامل خارجي يطرأ عليها، فما الذي يمنع أن يخضع الاقتصاد لنفس الطبيعة، ان تحقيق النمو الاقتصادي لا يأتي إلا من هذا الطريق، إن كل تنظيم تضعه الدولة أو تقييد لحرية الاقتصاد هو مخالفة بل إيقاف لهذا القانون الطبيعي، ان فحصنا لطبيعة الاقتصاد ستقودنا إلى نتيجة حتمية وهي أن القاعدة المثلى للنمو الاقتصادي هي دعه يعمل Laissez Faire .
آدم سميث يعترف ان النفع الشخصي هو المحرك لكل نشاط إنساني ولكنه يضيف ان ذلك أمر طبيعي ومشروع وان ذلك في نهايته يؤدي إلى مصلحة المجموع، انه يقول: إن كل فرد يجتهد لإيجاد أفضل الوسائل لكي يفيد نفسه، فمصلحته وليست مصلحة الآخرين التي تختمر في ذهنه، ولكننا نجد بقليل من التامل ان مصلحة هذا الفرد تقوده إلى أن يفضل الطريق التي تفيد المجموع، إن أي قيد على الاقتصاد سيصادم اليد الخفية التي هي القانون الطبيعي للاقتصاد,, (11) .
د, في الجانب الاجتماعي
كتاب جان جاك روسو العقد الاجتماعي منذ صدوره وهو أحد المعالم البارزة في علم الاجتماع، ومحور رأي روسو في كتابه هو أن أفضل الأنظمة الاجتماعية هو ما قام على عقد مقبول يضعه أفراد المجتمع،وترك المجتمع بطبيعته دون تدخل جهة خارجية.
وكون هذا الرأي جاء انعكاسا لقوانين نيوتن أو تأثراً بها لا يؤكده الاشتراك في الدلالة فحسب ولكن يؤكده بجانب ذلك أن في الطبيعة الأولى لأعمال روسو لوحة تمثل الروح التي تطبع الثقافة والفكر في عصره روسو لوحة تمثل الروح التي تطبع الثقافة والفكر في عصره، هذه اللوحة هي صورة مشهد ريفي لحقول خضراء إشارة إلى الطبيعة وبجانب ذلك صورة لروسو جالسا على منضدة للكتابة وليس على هذه المنضدة سوى كتابين، الأول هو مبادئ الرياضيات ل اسحق نيوتن والثاني كتاب لوك .
ه, في الجانب الديني
سبق القول ان الدعامتين التي يقوم عليها الفكر الغربي في ما قبل ما يعرف بعصر التنوير هما الديانة المسيحية والفلسفة اليونانية، وكان للثانية ما يقرب من الأولى في التقديس, وإذا كانت هذه الصورة عن الفلسفة اليونانية قد تضعضعت وانهارت قد سبقها بما كتبه بيكون ومن جاء بعده فإن مكانة العقيدة الكاثولوكية قد اهتزت في أذهان الناس ومشاعرهم بما كشفه كوبر نيقوس وجاليلي وديكارت ثم ما أصله نيوتن بقوانينه الأربعة, لقد استنتج أغلب العلماء وذوو الفكر في الغرب من هذه الكشوف ان الكون آلة كبيرة تخضع لقوانين ثابتة لا تتغير ولا يحيد الكون عن الخضوع لها, لذلك جاء معظم المذاهب الفلسفية التي عاصرت هذه الحقبة أو تلتها انعكاسا لما فهموه من هذه القوانين على هذا الأساس.
جاء المذهب الحسي والمذهب التجريبي والمذهب الوضعي والمذهب الذرائعي ولفت الناس غمامة من الشك في الموروث من المذاهب والمعتقدات, كان للمقالات التي كتبها الكاتب ذائع الصيت فولتير في نقده لحال الكنيسة وتسلطها النصيب الأكبر كما سبق ذكره, وقد استدل بعض الطبيعيين من القانون الاول على سرمدية الكون، وانتفى البحث لما وراء المحسوس ورأوا أن البحث فيما لا يشاهد ويجرب ويحس أو ما يثبت بالاشتقاق الرياضي حدس لا يسنده أساس.
بقي هذا الشعور سائدا على كثير من العقول والمشاعر، ولم تبدأ بوادر ظهور خطأ هذا الموقف إلا مع كشف العالم الفيزيائي الألماني Rudolf Clausius قانونه المعروف بقانون الاختلال Entoyopy وهو القانون الثاني من قوانين الحركة الحرارية وقد جاء ذلك في أواسط القرن التاسع عشر, هذا القانون ينص على أن أي نظام معزول والكون في تعريف الفيزيائيين نظام معزول لابد أن يكون على درجة من الاختلال أكبر من الصفر وهذا الاختلال يتراكم ولا ينقص يستمر ولا ينقطع.
دلالة هذا القانون تخالف مخالفة تامة دلالة القانون الأول من قوانين نيوتن، فبينما يستدل من هذا القانون على سرمدية الكون ينص قانون الاختلال بأن الكون سائر إلى حالة من التبدد والاختلال حتى يصل إلى ما يعرف بالموت الحراري Heat Death .
قانون الاختلال من أقوى القوانين الطبيعية ولم يوجد حتى الآن رغم التحديات التي اعترضته ما ينقاض صحته أو شموله، بل جاءت أقوى الكشوف والنظريات التي جاءت بعده مثل كشف عالم الفيزياء الأمريكي أدوين هبل Edwin Hubble ونظرية الانفجار الكبير Big Bang التي هي إحدى حلول بعض معادلات النسبية العامة مؤيدة ومتفقة مع ذلك القانون.
وكما جاءت هذه الكشوف مشيرة بأن للكون بداية ونهاية بخلاف ما فهم من قوانين نيوتن، فإن علم آلية الكم Quantum Mechanics قد جعلت للحتمية والقطع والوثوق وما إلى ذلك مما تدل عليه قوانين نيوتن حدوداً معينة يأتي بعدها الشك والاحتمال وعدم القطع.
وهكذا نرى أنه بينما كانت الكشوف العلمية تكف نفسها في الماضي عن إظهار مايؤيد أو يعارض الدين فقد بدأ ينكشف من هذه الكشوف ما يبدو متفقاً معه.
الهوامش
(1) John Randal. the making of modrn mind p.134
(2) اندريه كرسون: تيارات الفكر الفلسفي، ترجمة نهاد رضا منشورات عويدات 1982 صفحة 27.
(3) آندريه كرسون صفحة 89.
(4) يكاد يكون هذا النص شرحا سياسيا لقول الشاعر العربي:
إذا لم تكن ذئبا على الأرض أطلسا
كثير الأذى بالت عليك الثعالب
أو قول حكيم العرب المتنبي:
ومن عرف الأيام معرفتي بها
وبالناس روّى رمحه غير راحم
(5) جاء ذلك في بحث كتبه روسو استجابة لمسابقة دعت إليها مؤسسة ديجون الفرنسية للإجابة على سؤال هو : هل تقدم العلوم والفنون أدى لنفع البشرية ام كان عليها وبالا، فكان جواب روسو: إن هذا التقدم وبال عليها وليس نفعا لها .
(6) J.Randal p.204
(7) في كتاب تيارات الفكر الفلسفي تفصيل لهذه الكتابات.
(8) J.Rifkin, Emtropy, Paladin Books 1985 P.30
(9) J. Rifkin,the Emtropy, p.25
(10) J. Rifkin,the Emtropy, p.25-26
(11) Adam Smith, am inquity into the nature and couser of the wealth of nations, Edwin Camon, 1961, 475


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.