تعهد المستشار الألماني جيرهارد شرويدر بشن حملة ترمي إلى منع تشويه صورة ألمانيا دوليا بسبب أعمال العنف التي يدبرها متطرفون في البلاد. وجاءت تصريحات شرويدر ردا على تصاعد اعمال عنف النازيين الجدد في ألمانيا مؤخرا. وقال شرويدر غالبية الألمان رافضون تمام للتطرف اليميني وهم متسامحون ومنفتحون وسنتصرف بمنتهى القسوة ضد من يناقضون صورة ألمانيا هذه . وجاءت تحذيرات المستشار الألماني في مقابلة بثتها قناة إن تي في التلفزيونية الأسبانية حيث يقضي عطلته حاليا في اسبانيا. وأوضح شرويدر ان هذا لا يعني فقط تطبيق الشرطة والجهاز القضائي إجراءات صارمة، بل العمل على إبعاد الشباب عن حركات حليقي الرؤوس. وناشد العالم عدم الخلط بين صورة ألمانيا المعروفة مع انطباعات تعكسها أقلية متطرفة، وقال هذا أمر خاطئ تماماً . وتفيد إحصاءات وكالة الأمن المحلية الألمانية بأن هناك 51000 متطرف يميني في البلاد منهم 9000 متطرف مستعد لاستخدام العنف, يذكر ان تعداد ألمانيا يصل إلى 82 مليون نسمة. وفي غضون ذلك عقد مسؤولون ألمان على المستوى الفدرالي ومستوى الولاياتالمتحدة اجتماعا في برلين أمس الجمعة بحثوا إمكانية حظر الحزب الديمقراطي القومي الألماني اليميني المتطرف, وتسود مخاوف من وجود علاقات بين أعضاء في الحزب وجماعات عنف من حليقي الرؤوس والنازيين الجدد. كما يعقد وزراء داخلية الولاياتالمتحدة والفدرالية الألمانية اجتماعا في 18 آب/ اغسطس الجاري بهدف الاتفاق على تطبيق سياسات صارمة لمكافحة الجرائم التي ترتكب على خلفية عنصرية او انطلاقا من معاداة السامية. وتشير إحصاءات رسمية إلى تصاعد هذه الجرائم في ألمانيا منذ بداية العام الجاري. وكان اعتداء بقنبلة يدوية قد وقع في مدينة دوسلدورف بغربي ألمانيا الشهر الماضي مما أسفر عن جرح عشرة مهاجرين من الاتحاد السوفيتي السابق, وكان من بين الجرحى ستة يهود. وفي مطلع الأسبوع الجاري، أبطل خبراء مفرقعات مفعول قنبلة اسطوانية زرعت امام منزل تعيش فيه اسرة قيادي يهودي راحل في مدينة بامبرج التابعة لبافاريا. ولم تتوصل الشرطة الألمانية حتى الآن إلى مدبري العمليتين. وصرحت عضو في البرلمان الألماني الأسبوع الجاري بان اعتداءات النازيين الجدد أودت بحياة 19 شخصا منذ بداية العام. وقالت اولا يلبكه عضو حزب الاشتراكية الديمقراطية الشيوعي السابق ان حكومة شرويدر تسعى إلى التقليل من شأن حصيلة ضحايا هذه الاعتداءات. وأوضحت ان التقرير السنوي الصادر عن الحكومة الألمانية يشير إلى مقتل شخص واحد في عام 1999 بسبب اعتداء يميني ولم تعقب وزارة الداخلية الألمانية على الرقم الذي أعلنته عضو البرلمان. وفضلا عن الاتجاهات الراهنة لحظر الحزب الديمقراطي القومي اليميني المتطرف، فمن المنتظر ان يبحث وزراء الداخلية خلال اجتماعهم أمس الجمعة وضع كاميرات مراقبة تلفزيونية في المناطق التي يخشى من وقوع اعتداءات فيها بولاية براندنبرج في شرقي المانيا. وقالت صحيفة برلينر مورجينبوست في هذا الصدد حكومة براندنبرج لا تستعرض عضلاتها فحسب، بل إنها جاهزة لاستخدامها . وقد وقع احدث اعتداء يشتبه في تورط النازيين الجدد فيه بكشك يملكه مهاجر تركي لبيع الوجبات السريعة في مدينة ايسناخ بشرقي ألمانيا. وأدى الاعتداء إلى وقوع أضرار مادية طفيفة لم تسفر عن سقوط قتلى أو جرحى. وأعلنت الشرطة عن القبض على شاب عمره 19 عاما من أعضاء الحزب الديمقراطي القومي للاشتباه في تنفيذ الاعتداء. وفي بداية الشهر الجاري، أوسعت جماعة من الشبان قوامها 20 شابا شخصين من توجو والسودان ضربا وبصقا وقاموا بمطاردتهم في شوارع ايسناخ. وفي مدينة فوبرتال بغربي ألمانيا أيضا، قضت محكمة محلية يوم الخميس بسجن ثلاثة شبان لمدة سبعة أشهر بعد إدانتهم بالتورط في هجوم وحشي وقع في التاسع من تموز (يوليو) الماضي ضد حشد من المواطنين كانوا يحضرون مراسم تأبين أقيمت في موقع معسكر اعتقال سابق يعود إلى عصر النازي. واستخدم المهاجمون مضارب لعبة البيسبول خلال الاعتداء.