أجمل ما تحمله عروض وفعاليات عيد الفطر المبارك التي اعتادت أمانة مدينة الرياض تنظيمها كل عام بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.. أجمل ما تتضمنه هذه العروض هو النشاط المسرحي؛ فأمانة الرياض بإدخالها هذا النشاط الثقافي والاجتماعي تساهم في توسيع مساحة التنوير والتثقيف الاجتماعي والثقافي. ويحسب لأمانة مدينة الرياض أنها اهتمت بهذا الجانب وشجعت الفرق المسرحية على تقديم عروض مسرحية ذات مستوى راق يتوافق مع ثقافة وعادات المجتمع. هذا العام ستقدم تسع مسرحيات للرجال في تسعة مواقع مختلفة تتوزع على جغرافية مدينة الرياض في الشمال والوسط والشرق والجنوب والغرب، أما المسرحيات المقدمة للنساء التي يقوم بتقديمها وتمثيلها فنانات ونجمات سعوديات وخليجيات فالمشاركة فيها مقصورة فقط على النسوة والفتيات، وستقدم ثلاث مسرحيات؛ ففي مدينة الحكير لاند الترفيهية تعرض مسرحية (مسيار كوووم)، وعلى مسرح مركز الملك فهد الثقافي تعرض مسرحية (ليلة فرح)، وعلى مسرح مركز الأمير سلمان الاجتماعي تقدم نخبة طيبة من الفتيات السعوديات الموهوبات من مدارس المملكة وجامعة الملك سعود مسرحية لطوف في عيد المدينة. كما ستقدم مسرحيتان للأطفال الأولى مسرحية كوميدية تربوية تعرض على مسرح مركز الملك فهد الثقافي، والأخرى على مسرح مركز الأمير سلمان الاجتماعي وتحمل عنوان (سندريلا والأقزام السبعة) وهي مسرحية فكاهية هادفة للأطفال بمشاركة طاقم نسائي وأطفال فرقة مواهب المرح. كما تشهد أيام عيد الفطر المبارك عدداً من العروض السينمائية الترفيهية الهادفة المخصصة للأطفال في مركز الملك فهد الثقافي. هذه الأنشطة الثقافية المسرحية والسينمائية التي تقدم للرجال والشباب والنساء والشابات والأطفال لا بدَّ أن تساهم في زيادة مساحات التثقيف والتنوير في المجتمع، خصوصاً إذا ما أُحسن اختيار النصوص والتزم الممثلون بالتقاليد المسرحية العريقة التي تفرض الالتزام بالنص وعدم الخروج على ما يكتب لهم مثلما حدث في مسلسلات رمضان؛ فكل أهل الرياض وجميع من يحلم باتساع دائرة التنوير والتثقيف في بلادنا يأمل أن يعي المسرحيون واجبهم الثقافي والتنويري، وأن يوظفوا المسرح لنشر القيم الإنسانية والأخلاق السامية، بالابتعاد عن المشاهد والألفاظ النابية التي يعتقدون أنها تستدر الضحك بينما هي في الواقع تجد الاستهجان مثلما واجهت تجاوزات (مهرجي) مسلسلات رمضان. عموماً.. حسناً فعلت أمانة الرياض بالاهتمام بالعروض المسرحية والسينمائية الثقافية ودعمها مادياً وأدبياً في خطوة يعدها المثقفون دعماً لمسيرة الإصلاح والتنوير التي تشهدها البلاد. [email protected]