المتابع لصحفنا المحلية في هذه الفترة من العام يلحظ حملة إعلانية مكثفة من قبل معاهد تعليم اللغة الإنجليزية المحلية رغبة منها في استقطاب الراغبين في استغلال فترة الصيف في تعلُّم اللغة الإنجليزية محلياً، كما أن وكالات السفر والسياحة تقوم بذات الدور.. .. ولكن بتقديم عروض لدورات لغوية بالتنسيق مع بعض معاهد اللغة الخارجية التي تأتي بريطانيا على رأس القائمة برسوم تصل إلى ما يقارب الخمسة آلاف دولار لمدة تقترب من الثلاثة أشهر، ثم تأتي تباعاً دول أخرى مثل كندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، وماليزيا وغيرها من الدول. وهذا التوجه - بحكم أننا نمثل سلسلة في حلقة عالم اليوم المترامي الأطراف - ليس بمستغرب إذا ما علمنا ان هناك حوالي بليون طالب يقومون بتعلم اللغة الإنجليزية في جميع أنحاء العالم، وأن شخصاً من بين كل أربعة أشخاص في العالم يستطيع التواصل باللغة الإنجليزية. وهنا تكثر التساؤلات والاستفسارات من قبل الراغبين عن المقارنة والجدوى بين تعلمها محلياً وخارجياً. وقبل مناقشة الموضوع بنوع من الاستفاضة يحسن الإشارة إلى أمر جوهري يغيب عمّن لديه الرغبة في الإقدام على خوض تجربة دراسة اللغة الإنجليزية خلال فترة الصيف إذ يظن المُقدمون على خوض هذه التجربة سواء في معاهد تعليم اللغة المنتشرة في أرجاء مختلفة من المملكة، أو تلك المتناثرة في أنحاء شتى من بقاع العالم، وبخاصة في تلك الدول التي تمثل اللغة الإنجليزية لغتها الأم ان تلك التجربة القصيرة ستمكنهم حتماً من إتقان اللغة، أو لنقل تكوين محصول لغوي جيد، وهو اعتقاد ينقصه الدقة، لأن عملية تعلم اللغة الأجنبية عملية تراكمية معقدة يتطلب إتقانها الكثير من الجهد والوقت، فالمعروف علمياً أن عملية تعلُّم اللغة الأجنبية يستغرق وقتاً طويلاً أطول مما يتخيله المرء الذي هو على أبواب الإقدام على تجربة من ذلك النوع، وهذا مردُّه إلى أن اللغة في الواقع عبارة عن نظام صوتي، ونظام مفردي، ونظام تراكيبي شديد التعقيد، وكلُّ واحد من هذه الأنظمة يختلف عن الآخر، ويتطلَّب إتقانه إدراكاً ذهنياً، وتعرضاً لغوياً مكثفاً، والكثير الكثير من الممارسة اللغوية، والشرط الوحيد لتعلُّم هذه الأنظمة مستقلة ومجتمعة يكمن في إعطاء الوقت الكافي للمتعلم حتى يتمكن المتعلم من عملية هضم النظام اللغوي الجديد بصورة فاعلة. وذلك كله لا يمكن تحققه من خلال دراسة لا تتجاوز الشهرين على أقصى حد. ومن يقرأ هذا الكلام يظن انه مدعاة لتثبيط الهمم، وربما تجاوز ذلك ورآه على انه دعوة صريحة لإلغاء فكرة الإقدام على خوض تجربة اللغة الإنجليزية برمتها. والرد على ذلك أنه يجب ألا يُنظر له من هذه الزاوية الضيقة، وإنما هي دعوة لوضع الأمور في نصابها الصحيح، وموقعها الواقعي الطبيعي، فالمقدم على خوض تجربة تعلم اللغة الإنجليزية عليه ألا يعلق آمالاً عريضة على تجربة قصيرة سواء تمت في الداخل، أو الخارج. وهنا يأتي السؤال المهم بعد إزالة اللبس أيهما أجدى وأنفع دراسة اللغة الإنجليزية في المعاهد المحلية، أو الخارجية؟ وكذلك ما هي المعايير التي ينبغي أخذها في الحسبان عند القيام باختيار معهد محلي أو خارجي؟ الفيصل في المفاضلة في الاختيار بين الالتحاق ببرامج ودورات لغة تقدمها معاهد اللغات المحلية، أو الخارجية يكمن في المستوى اللغوي الذي يمتلكه المقدم على خوض هذه التجربة، والمدة التي ينوي امضاءها في دراسة اللغة الإنجليزية، فمن لا يتوافر له الحد الأدنى بمعرفة اللغة الإنجليزية يُعد إقدامه على دراستها في الخارج هدرا لجهد بشري ومالي، ويقود في أغلبه إلى تجربة فاشلة، أو غير ذات جدوى حقيقية ملموسة. ففقدان الحد الأدنى من لغة التواصل داخل قاعات فصول تعليم اللغة الإنجليزية وخارج محيط معهد اللغة ينعكس سلباً على المتعلم ويفقده الرغبة في مواصلة مشوار تعلمها؛ لأنه سيقع عرضة لضغوطات متعددة المصادر تشمل الغربة، ومحاولة التأقلم في فترة قياسية مع البيئة الجديدة التي حل فيها للتو، وفي الوقت نفسه محاولته تعلم لغة جديدة. ومن هنا فالمنطق يفرض أن يقوم من يود تعلم اللغة الإنجليزية بدراسة أساسياتها في مراكز ومعاهد محلية، ومن ثم ينشد عملية التطور، أو الإتقان اللغوي في المعاهد الخارجية وفي مدة لا تقل عن سنة كاملة متواصلة لمن هدفه تعلمها لهدف عام غير أكاديمي؛ كالقدرة على التعامل اليومي مع أهل اللغة المتعلمة، أو لنقل من أجل تكوين محصول لغوي يمكن المتعلم من إتمام تعاملات يومية معيشية يومية كالتسوق، وتبادل التحايا، والسؤال عن مكان ما، وغيرها من مجالات استخدام اللغات ضمن إطار التعاملات اليومية. والتوصية بذلك مبنية على استقراء للواقع المعاش للمستوى اللغوي الذي نمتلكه، وكذلك لواقع معاهد اللغة الإنجليزية الخارجية. هناك ضعف لغوي عام باللغة الإنجليزية والذي هو ناتج طبيعي للمناخ التعليمي اللغوي الذي تقدمه مدارسنا، بل وحتى كلياتنا وجامعاتنا وهو الضعف الذي يترجم بعدم امتلاك الكثير منا لأساسيات اللغة الإنجليزية، وعدم القدرة على إجراء حوار قصير بها، وكذلك عدم المقدرة على فهم نص قرائي قصير، وأيضاً عدم القدرة على كتابة مقالة قصيرة، وعدم معرفة أساسيات قواعد اللغة، وأساسيات المحادثة، وعدم القدرة على تركيب جمل قواعدية بسيطة بصورة صحيحة، وكيفية التعامل مع الأزمنة البسيطة في قواعد اللغة وتطبيقها في المحادثة، والتحدث عن نفسه، وعن الآخرين، وعن الأشياء من حوله، وهذه المشكلة تتفاقم حين تعلم أن معظم معاهد اللغة الإنجليزية الخارجية تفترض في المقدمين على الدراسة فيها امتلاكهم أساسيات اللغة الإنجليزية، ومن هنا بنت برامجها وخططها الأكاديمية اللغوية على أساس تطوير لغة المتقدمين فيها وليس مساعدتهم على معرفة أساسياتها، ومن هنا فالإعداد اللغوي المكثف في مراكز لغة محلية يُمكن أن يُعين على تحقيق تقدم لغوي ملموس في زمن معقول، ويقلل لاحقاً من فرص الاخفاق عند الرغبة في مواصلة تعلمها في معاهد تعليم اللغة الإنجليزية الخارجية، كما أنه يمكن أن يحد من تنامي فرص الإحباط التي يشعر معها من يقدم مباشرة - من غير امتلاك أساسيات اللغة - على تعلمها في المعاهد الخارجية الناتجة من كون مستواه أقل بكثير من أقرانه متعلمي اللغة الإنجليزية في تلك المعاهد الذين ينضمون إليها ولديهم من المحصول اللغوي ما يجعلهم بحاجة إلى تطويره وتنميته، وليس كما هي حال متعلمين. وأما فيما يتعلق بالشق الثاني من السؤال عن المعايير والأسس التي يجب وضعها في الحسبان عند اختيار معهد لغة إنجليزية محلي أو خارجي فهناك العديد من الجوانب التي يشترك فيها كلا النوعين من معاهد اللغة الإنجليزية المحلية ونظيراتها الدولية والتي تدور حولها محاور رئيسة تتعلق في البيئة المكانية للمعهد، وإدارته، ومنهجه وفلسفته التعليمية، وكيفية إدارة العملية التعليمية فيه، وإمكانياته البشرية، والفنية، والتعليمية، بالإضافة إلى قضايا أخرى ذات علاقة. فمن أولى الخطوات التي يحسن بالدارس القيام بها السؤال عن سمعة المعهد العلمية، فهل هو معهد قائم بذاته من غير ارتباط بمؤسسة تعليمية مرموقة، أو جامعة معروفة؟ فهذا النوع من الارتباط أو التبعية هما ما ينبغي اأ يبحث عنه الدارس عند قيامه بعملية البحث عن معهد لغة، وما لم يكن له تلك الصفة فيجب تجنبه. فالمعاهد المعتمدة من جهات تعليمية لغوية عالمية تسعى لأن تتوافق برامجها، وإمكاناتها، وطرق التدريس فيها مع مواصفات محددة وضعتها تلك المؤسسات التعليمية اللغوية ذات السمعة العالية، والحال نفسه مع معاهد اللغة التابعة للجامعات أو تلك التي تحت إشرافها المباشر، فهي تسير بنفس الاتجاه وتتوافر لديها في الغالب إمكانات بشرية ومادية قد لا يجدها الدارس في المعاهد الخاصة مثل المكتبات، والمعامل الحاسوبية المتقدمة، والملاعب الرياضية التي تُثري تجربة تعلم اللغة الإنجليزية. وهذا يقود إلى الإشارة إلى معيار آخر ذي صلة مباشرة بسمعة المعهد والمتمثل بموقع معهد اللغة الذي ينوي الدارس الالتحاق به. فيحسن أن يتواجد المعهد في مدينة صغيرة، أو متوسطة الحجم، وألا يكون في مدينة كبيرة صاخبة لأنها لا توفر للدارس فرصة معايشة والاحتكاك بأهلها اللاهثين وراء أعمالهم. والخيار الأفضل أن تكون المدينة التي يتواجد فيها المعهد مدينة جامعية، أو يوجد فيها الكثير من معاهد اللغة لأن ذلك يمنح الدارس فرصة التعرف على طلاب من دول أخرى مما يعني مزيداً من الاحتكاك، والممارسة اللغوية، وربما الاطلاع والتعرف على ثقافات شعوب أخرى. وصفة أخرى يحسن أن تتوفر في المدينة التي يوجد فيها المعهد وهي أن تكون مدينة ذات طبيعة جميلة، ويوجد بها العديد من الأماكن السياحية، وتقام فيها بعض الفعاليات والمهرجانات الثقافية لتضفي متعة فكرية وثقافية مصاحبة لعملية تعلم اللغة الإنجليزية. الناحية الإدارية أمر حيوي في معاهد اللغة ذلك لأنها متى ما عملت إدارة المعهد على إدارته بشكل تربوي علمي احترافي انعكس ذلك على كفاءة العملية التعليمية. ولذا عند اختيار المعهد يجب التأكد من أن من يدير المعهد تربويون في المقام الأول وليس رجال أعمال همهم الأول التحصيل المادي على حساب عملية تدريس اللغة الإنجليزية، وذلك يمكن معرفته من خلال قياس حجم وقدر المرونة التي تبديها إدارة المعهد، ورغبتها في تفهم احتياجات ورغبات الطلاب، والعمل على تلبية ما له مساس مباشر في العملية التعليمية، ومدى تبنيها ودعمها لطرق التعلم الحديثة في تعليم وتدريس اللغة الإنجليزية، وتنظيمها للأنشطة اللامنهجية المتنوعة، ومقدار الجدية والمتابعة التي تبديها، وتوفيرها للإرشاد الأكاديمي، وإمدادها لمن يريد الالتحاق بالمعهد بمعلومات كاملة وصادقة، واستخدامها طرقاً علمية في تقييم الطلاب وبالذات في الاختبارات التحصيلية والنهائية، واقتنائها المواد والكتب التعليمية ذات الفائدة الكبيرة، وان يكون للمعهد فلسفة تربوية معلنة وواضحة، وفي الوقت نفسه هناك آلية ومجالات لتنفيذ تلك السياسات والأهداف المعلنة على أرض الواقع. بما أن المعلم يمثل أحد أركان عملية تعلم اللغة فلابد من التأكد من أن من يقومون بالتدريس في المعهد هم في الواقع متخصصون في تدريس اللغة الإنجليزية وليسوا فقط متحدثين بها. كما أنه يشترط أن يكونوا ذوي تأهيل عال في مجال تعليم اللغة الإنجليزية، ولهم خبرة ميدانية عريضة في مجال تعليمها وتدريسها. ومن هنا يجب أن يكون القائمون على التدريس على اطلاع ومعرفة بطرائق واستراتيجيات تدريس اللغة الثانية الحديثة، وأن يكونوا كذلك قادرين على استخدامها بشكل فاعل ومؤثر داخل الصفوف الدراسية، وقادرين كذلك على إعداد دروس لغوية تتماشى مع قدرات، وحاجات متعلمي اللغة الإنجليزية. ولذا فيجب التأكد من كفاءة وتأهيل معلمي اللغة الإنجليزية في تلك المعاهد، وبخاصة أثناء فترة الصيف التي تقوم الكثير من المعاهد بإجازة معلميها المتخصصين والمتميزين وتستعيض عوضاً عن ذلك بمعلمين أقل خبرة وكفاءة من أجل سد العجز. ويأتي معيار التحقق من عدد الطلاب المسموح به داخل الفصول الدراسية اللغوية، ومتوسط أعمارهم، وجنسياتهم. إذ من المفترض ألا يتجاوز عدد الطلاب 15 طالباً، ويفضل أن يكون عددهم فقط 10 طلاب. فكلما قل عدد الطلاب ساهم ذلك في زيادة فرصة الطالب بالمشاركة، والتفاعل مع الأنشطة الصفية التي يقوم بها الأستاذ، وكلما قلّ عدد الطلاب كان بإمكان المعلم الاستجابة لقدرات ورغبات كل متعلم على حدة، ومما ينبغي التأكد منه أيضاً المتوسط العمري للملتحقين بالمعهد؛ إذ يفضل أن يدرس الطالب مع مجموعة يتساوى متوسط أعمارها مع عمر الطالب لأن ذلك يخلق فرصة أكبر للتفاعل والاندماج معهم نظراً لتقارب الخبرة، والمقدرة الذهنية، والتطلع. ثم يأتي أيضاً السؤال عن جنسيات الملتحقين بالمعهد فكلما زاد عدد الملتحقين به من متحدثي اللغة العربية كان ذلك أدعى للتقليل من فرص الاستفادة، وتحقيق تقدم ملموس وسريع في عملية تعلم اللغة الإنجليزية. وهكذا كلما قلّ عدد الطلاب داخل الفصول اللغوية، وتنوعت جنسياتهم، وتقاربت أعمارهم، كان ذلك مؤشراً على نجاح معهد اللغة وقوته العلمية. الإمكانيات الفنية معيار آخر مهم: إذ لابد أن يوظف المعهد استخدام التقنية الحديثة في تعليم وتدريس اللغة الإنجليزية المتمثلة بالتجهيزات التعليمية والفنية، والمعامل اللغوية التي يمكن أن تُتيح للطالب الاستماع إلى اللغة الإنجليزية من خلال أشرطة تسجيل، أو مشاهدة مواد تعليمية لغوية يمكن أن تعرض عن طريق أشرطة فيديو، وأن يكون المعهد مجهزاً بمكتبة تحتوي على كتب، ومجلات، وصحف، وقصص قصيرة مشوقة تعمل على تشجيع الطالب على القراءة باللغة الإنجليزية، وأن يكون هناك برامج تعليمية لغوية حاسوبية، ووسائط متعددة بما في ذلك الأقراص المدمجة، والبرمجيات اللغوية، والإنترنت يمكن أن تستخدم داخل الصف أو خارجه وتعطي الطالب فرصة أكبر لإجراء تدريبات لغوية معززة، وغيرها من الوسائل التعليمية المساعدة، والمصادر الإثرائية، والتقنية الحديثة التي تسهم بقدر كبير في تعليم اللغة الإنجليزية بطرائق، ووسائل أكثر كفاءة، ويفضل ذلك النوع من المعاهد الذي يمد الدارسين فيه بمصادر تعليمية ذاتية تتيح للمتعلم استخدامها بشكل مستقل في لمنزل أنه حتى عند عودته إلى المملكة لمن يدرسون في معاهد خارجية، وكذلك ذلك النوع من المعاهد التي توفر إمكانية مواصلة الدراسة عن طريق التواصل من خلال شبكة الإنترنت بعد إنهاء فترة الدراسة الصيفية. هناك الكثير من المعاهد الخارجية من تقدم فرصة الإقامة مع عائلة أثناء فترة الدراسة والتي يعوّل عليها الدارسون كثيراً، ولكن عدم دراسة هذا الجانب بعناية كافية قلل كثيراً من فرصة الاستفادة من الإقامة مع عائلة. وهي ميزة تغري المقبلين على دراسة اللغة في تلك المعاهد، ولكن واقع الحال يشير إلى أن تلك العوائل تقوم فقط بتوفير أو لنقل تأجير غرفة للدارس، وتنأى بنفسها عن كل ما له مساس بتجربة تعلم اللغة الإنجليزية التي يمر بها الدارس. فالكثير من الأسر لا تلتقي المتعلمين إلا في فترات بسيطة يغلب أن تكون أثناء فترة العشاء التي تمتد في أغلب الأحوال إلى حوالي الساعة، ومن هنا يجب التأكد من مجموعة من الأمور والتي على رأسها: أن يكون للدارس غرفة مستقلة به، وألا يكون مقيماً مع العائلة متعلم آخر، وأن تخصص العائلة جزءا من وقتها لك حتى تتاح له ممارسة اللغة، وأن تكون العائلة على معرفة مسبقة ببعض قيمنا وعاداتنا، وأن يكون أفراد العائلة متحدثين باللغة الإنجليزية كلغة أم، وألا يكون مقر إقامة العائلة في أطراف المدينة لأن ذلك يجعل الطالب بعيداً عن وسط المدينة، وأسواقها، ومتنزهاتها التي تشكل إضافة مهمة أثناء فترة الدراسة، وكذلك ينبغي أن يكون لدى العائلة اهتمامات وهوايات تتوافق إلى حد ما مع تلك التي للطالب الملتحق بالمعهد. وإلى جانب هذه المعايير الأساسية هناك بعض المسائل التي ينبغي التأكد منها قبل مغادرة أرض الوطن التي منها: هل المعهد يقوم بتزويد أولياء الأمور بتقارير دورية عن مستوى ابنهم اللغوي، ومدى انتظامه والتزامه بالحضور والدراسة في المعهد؟، وهل يتولى المعهد عملية استقبال الطالب، واصطحابه لمقر إقامته، وتزويده بالمعلومات الضرورية بما في ذلك المقررات، والمعهد الذي سيدرس فيه، والمنطقة التي يتواجد فيها المعهد؟، وهل يوفر المعهد العناية الطبية عند الحاجة لذلك؟ وهل يمنح المعهد شهادات معترف بها، ولها قبول في أنحاء العالم؟ وهل يمنح المعهد تقريراً مفصلاً يتحدث بإسهاب عن المستوى اللغوي الذي وصل إليه الطالب مشفوعاً بنتيجة تبرز الدرجات التي حصل عليها الطالب ومقارنتها بدرجات الاختبارات اللغوية الدولية من أجل الوقوف على مستوى الطالب بالمقارنة مع المعايير العالمية. وهكذا يتضح أن قرار إمضاء فترة الصيف في دراسة اللغة الإنجليزية سواء في معاهد اللغة المحلية أو الخارجية يجب أن يخضع لقدر كبير من الرؤية والتأمل، وأن يكون مبنياً على دراسة وافية لكل العناصر ذات العلاقة، وذلك من خلال الاطلاع على كل المعلومات المتاحة عن المعهد، وإخضاع ذلك الكم من المعلومات للفحص للتأكد من مصداقيته، ومدى تطبيقه على أرض الواقع.