السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، يعتبر الدكتور ياسر بن سعيد الغامدي (مدير عام الشؤون الصحية بالقصيم) أحد الكفاءات الشابة والنشطة في المنطقة وعرف عنه اهتمامه الدؤوب بالمتابعة اليومية لكل مسارات ونشاطات وزارة الصحة بالقصيم,, وهي مسؤولية جسيمة وعظيمة أعانه الله عليها، حيث ان النشاطات الصحية من أصعب المسؤوليات وأكثرها تعقيداً وطلبات لا يستغني عنها أي بشر,, فمن الممكن الاستغناء عن أي منشأة أخرى مثل المكاتب التعليمية أو الزراعية أو الاجتماعية أو غيرها ولكن من غير الممكن الاستغناء عن المستشفيات أوالمستوصفات إطلاقاً فكل البشر يحتاجونها حاجة ضرورية قصوى,, وبالطبع لن يرضى عن أداء المستشفيات أحد وهي الوحيدة التي لا يمكن أن يرضى عنها أحد، فهي متصلة بآلام الناس الجسدية ولا يمكن الرضى عنها مهما بلغت من حدود الكمال. ولقد قرأت الرد الذي كتبه سعادة المدير العام في العدد (10130) رداً على ما كتبه الأخ صالح العريني تحت عنوان (رفع مستشفى البدائع إلى مائة سرير هو الحل) ولي عدد من الملاحظات التي ربما غابت عن الكثيرين: 1 أوضح سعادة المدير العام في رده أن مستشفى محافظة البدائع يقوم بخدمات طبية ممتازة لأهالي محافظة البدائع (وما جاورها),, ولكننا نتمنى أن يطلق على هذه الخدمات صفة (ممتازة) في الوقت الذي تم فيه تقليص كثير من خدمات هذا المستوصف الخيري الذي أنشأته جمعية البدائع الخيرية ويطلق عليه (مستشفى البدائع) حيث أن وضعه لا يسر أبداً وألغيت منه كثير من العيادات ونقل منه بعض الأجهزة وبقي الآخر معطلا في كثيرمن الأحيان فكيف تكون هذه الخدمات (ممتازة). 2 ثم التطرق في الرد إلى المستشفيات التي (تحيط بهذا المستشفى) في البكيرية وعنيزة والرس التي تقدم خدمات طبية (جيدة) ومعلوم أن المستشفيات في هذه المحافظات انشئت خدمة لهذه المحافظات فقط عند دراسة إنشائها ودراسة كثافتها السكانية ومراجعيها، ولم يؤخد بالحسبان خدمة (محافظة البدائع أيضاً)، بخدمات هذه المستشفيات التي هي أيضا تعاني من كثرة المراجعين وقلة الإمكانات مثل مستشفى الحرس القديم الذي يشتكي منه الأهالي وينادون بسرعة إنهاء المبنى الجديد له وقد استبشرنا أخيراً بتوقيع عقد إكماله من معالي وزير الصحة, وإذا كانت هذه النظرية صحيحة في التخطيط الصحي فلماذا لا يتم تأسيس مستشفى البدائع الجديد أيضاً لخدمة المناطق المجاورة له مستقبلاً؟. 3 إن محافظة البدائع ليست قرية صغيرة يمكن خدمتها بالمستشفيات المجاورة وإنما هي محافظة كبرى تبلغ الترتيب (3) في منطقة القصيم حسب احصائيات وزارة التخطيط (1413ه) إذ يبلغ تعداد سكانها أكثر من 30000 نسمة ونسبة النمو السكاني فيها من أعلى النسب إذ تبلغ (1% تقريبا) نظراً لموقع البدائع وجذبها السكاني لأنها منطقة واعدة وذات تطور اقتصادي وزراعي مستمر, ويبلغ عدد مراجعي مستشفى البدائع حسب احصائيات المديرية العامة للشؤون الصحية بالقصيم (أكثر من 120000 مراجع سنوياً) وهذه معلومة ربما غابت عن بال المخططين في وزارة الصحة ويجب الاعتماد عليها, ومؤخراً تم افتتاح مركز صحي في حي الوسطى بالبدائع يبلغ عدد مراجعيه أكثر من 22000 مراجع سنوياً في حين يبلغ تعداد أكبر عدد من المراجعين لأي مستوصف أو مركز صحي بالقصيم 16000 مراجع سنوياً وهو المركز الصحي بالفايزية ببريدة وربما يرجع السبب في ذلك إلى قلة إمكانات (مستشفى البدائع). كما أن جنوب البدائع الذي يشمل منطقة ريفية وزراعية هائلة وعدداً من القرى والهجر منها القبعية، الأحمدية، الأبرق، علباء والنعايم، دهيماء غير مخدوم بأي نقطة صحية. في احدى المرات كنت راكباً في الطائرة وشاهدت في الليل أن أكبر منطقة ذات امتداد ريفي وقروي من بين محافظاتالقصيم هي جنوب البدائع. 4 إن المطالبة بزيادة سعة مستشفى البدائع إلى 100 سرير يعني زيادة خدمات المستشفى المقدمة كيفاً وكماً وخدمة هذا العدد الهائل من المراجعين الذي سوف يزداد حتماً في السنوات القادمة وتصبح خدمات المستشفى بسعة (50 سريرا) قليلة وضئيلة أمامه فلماذا لا يتم الإنشاء بتخطيط سليم من الأساس. هذه بعض الرؤى التي لا تغيب عن المخططين في وزارة الصحة وعن مديرية الشؤون الصحية بالقصيم التي تعمل بتوجيهات من سمو أمير المنطقة الذي يهتم بكل شيء يتعلق بصحة الأهالي ويقود مجلس المنطقة الذي يدرس كل صغيرة وكبيرة في هذه المنطقة. المهندس عبدالعزيز بن محمد السحيباني البدائع