بعد عامين من حرب دامية تبادلت إسرائيل وحزب الله أمس الأربعاء خمسة أسرى لبنانيين مقابل رفات جنديين إسرائيليين أدى اختطافهما في يوليو عام 2006 في عملية عبر الحدود إلى إشعال حرب استمرت نحو 33 يوما. ووصل إلى لبنان مساء أمس سمير القنطار وهو عضو في جبهة التحرير الفلسطينية يرافقه أربعة سجناء من حزب الله أسروا أثناء حرب يوليو 2006م. وهم إضافة إلى سمير القنطار، العضو في جبهة التحرير الفلسطينية خضر زيدان وماهر كوراني ومحمد سرور وحسين سليمان. وقال القنطار أقدم أسير لبناني في سجون إسرائيل في بيان مقتضب لدى دخوله الأراضي اللبنانية إنه سعيد بالعودة إلى الوطن. وقبل ذلك بدقائق نقلت شاحنات خفيفة مغلقة (فان) تابعة للشرطة الإسرائيلية السجناء الخمسة من قاعدة عسكرية تقع على مسافة عدة كيلومترات جنوب حدود إسرائيل مع لبنان إلى الجانب الإسرائيلي من معبر الناقورة الحدودي، وانتظر السجناء بالقاعدة العسكرية معظم ساعات النهار بعد أن أتم مسؤولو الجيش الإسرائيلي التعرف على هوية رفات الجنديين الإسرائيليين. وبموجب اتفاق تم التوصل إليه من خلال وسيط ألماني اختارته الأممالمتحدة سلمت إسرائيل من جانبها جثث 199 مقاتلا من حزب الله وكذلك رفات مقاتلين عرب كانوا دفنوا في مقبرة تطلق عليها السلطات الإسرائيلية اسم مقبرة (قتلى الأعداء) في شمال إسرائيل. وتم تسليم 12 منهم على الفور بعد تسلم إسرائيل رفات جندييها إيلداد ريجيف وإيهود جولدفاسر بالإضافة إلى رفات دلال المغربي وهي فلسطينية قامت باختطاف حافلة إسرائيلية داخل إسرائيل في مارس 1978م. وفرض حزب الله سرية شديدة على مصير الجنديين حتى اللحظة الأخيرة، رغم ما راج من تكهنات على نطاق واسع بأنهما فارقا الحياة. ولم يحسم مصير الجنديين الإسرائيليين سوى عندما أخرج مسؤولو حزب الله تابوتين أسودي اللون من سيارة تابعة للحزب وسلماهما إلى مسؤولي الصليب الأحمر الدولي على مرأى من الصحفيين ومراسلي المحطات التليفزيونية على الجانب اللبناني من الحدود. وقال وفيق صفا، وهو مسؤول رفيع المستوى في حزب الله يتولى التنسيق بشأن صفقة التبادل، في تصريحات للصحفيين على الجانب اللبناني من الحدود إن جثتي الجنديين الإسرائيليين في (حالة سيئة)، مشيرا إلى أن (عملية فحص الحمض النووي على الجانب الإسرائيلي ستأخذ بعض الوقت). وبحسب مصدر في حزب الله، فإن الجنديين إيلداد ريجيف وإيهود جولدفاسر أصيبا بحروق خطيرة خلال عملية أسرهما. وفي وقت لاحق أمس قام حزب الله بتسليمهم تابوت خشبيا ثالثا إلى الصليب الأحمر يحوي بعضا من رفات جندي إسرائيلي قتل في حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله. وحضر الآلاف حفلا في مدينة الناقورة على الحدود اللبنانية أعده حزب الله للاحتفال بإتمام صفقة التبادل باعتبارها نصرا حققته هذه الحركة الشيعية وذلك في مراسم رمزية حضرها الرئيس اللبناني ميشال سليمان وشخصيات سياسية ودينية أعقبه استقبال رسمي رفيع المستوى في مطار بيروت وحفل جماهيري حاشد في ملعب رياضي بالضاحية الجنوبيةلبيروت والتي تشكل معقلا لحزب الله، وفي ظهور نادر حضر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله شخصيا لدقائق معدودة لمصافحة الأسرى المحررين. وامتدت الاحتفالات من الحدود اللبنانية إلى قطاع غزة الذي قام مواطنوه بتوزيع الحلوى وكذلك في مدينة رام الله في الضفة الغربية. لكن الإسرائيليين الذين يعتبرون القنطار (قاتلا وحشي) أعربوا عن غضبهم لاستقبال الأبطال الذي أعد له في لبنان.