يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والذي ما أصيبت أمة الإسلام أشد من خروج روحه الطاهرة من جسده العطر يا أيها الناس أيما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعزى بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري فإن أحد من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي. وبقدر قيمة الراحل ومحبة القلوب له يكون عادة وقع الخبر على النفس أشد والمصيبة أوجع بغض النظر عن المعرفة الشخصية بالفقيد أو قربه أو بعده أو صلته بمن خيم الحزن على قلوبهم ولذا فقد اعتلت الدهشة وخيم الحزن على وجوه كل من نمى إليه خبر وفاة الأخ الغالي سعود بن محمد الزهراني عضو استشاري لمنتدى الجمهور الهلالي بشبكة الزعيم وعائلته المكونة من أبنائه زياد ومحمد وابنه الرضيع ذو الأربعة أشهر وزوجته وابن أخيه. * لم يسبق أن التقيت بالفقيد سعود أو حادثته عن قرب وكل ما يجمعني به أخوة بالله ومن ثم تواصل عن بعد شرفني لأكثر من مرة بمداخلات قيمة وعبارات غاية بالروعة والجمال والمثالية والرقي عند طرح رؤية أو مقالة يشيد باعتدال وينتقد بأدب جم ويخالفك الرأي بأسلوب شيق لا يصادر حقوق الآخرين بالتعبير عن ما يرونه للصالح العام ولا يسلبهم حرية الطرح ولا يفضي معه عليه رحمة الله الحوار وإن وصل لدرجة الجدل لعناد ومكابرة. * أحببت أن أرثي الفقيد بكلمات خرجت بصعوبة وبعد جهد جهيد فهول الخبر شل القدرة على التفكير وحبس الانفاس وكبل الأيادي وجعل الفكر حائرا ومشوشا لفراق أخ عزيز انتقل وأسرته بأكملها وولد أخيه لدار المقام والخلود مودعاً أهله وأحباءه وزملاءه وذويه وأصدقاءه. * الفقيد سعود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته له بسويداء قلوب مرتادي وأعضاء شبكة الزعيم على وجه الخصوص مكانه لا يعلم رفعتها إلا من أوجدها ونماها ورسخها وما مبادرة سمو الأمير بندر بن ثامر رئيس مجلس إدارة الشبكة بتقديم العزاء فور سماعه الحادثة المؤلمة والكم الهائل من المواضيع التي نثرت عبارات الرثاء بأقلام أعضاء منتدى الجمهور الهلالي والتفاعل الإيجابي بكلمات وجمل وعبارات حزينة والإعلان رسمياً عن تبني الزعماء لفكرة إنشاء مشروع خيري باسم الفقيد سعود الزهراني إلا صورة من صور الوفاء المعتاد عليها الهلاليون وترجمة لما منحه المولى عز وجل للفقيد من نعمة محبة الجميع بلا استثناء. * واجب الجميع الدعاء لسعود وأسرته بالمغفرة والرحمة وأن يتقبلهم رب العباد بقبول حسن ويجمعهم مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. * خالص العزاء لأشقائه وشقيقاته ولجل من تفاخر بمعرفته والتقرب منه من ذي صلة قربى أو زمالة فقد كان يرحمه الله من الجميع بمثابة الأخ الكبير بقربه من كل مسعى خير ومجاورة كل مسار بر تميز بعزة النفس والبشاشة وحسن التعامل سيبقى إلى ما شاء الله ذكرى جميلة عند أهله ومحبيه له عليهم حق الدعاء له ولزوجته وأبنائه وابن أخيه بعد رحيلهم من حياة فانية ليستقبلوا حياة باقية فما عند الله خير وأبقى. اللهم.. تقبل من أهلهم صبرهم على البلاء، وامنحهم درجة الصابرين، الذين يوفون أجورهم بغير حساب، فأنت القائل: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. وختاما لا نقول إلا كما قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام عندما علم بوفاة ابنه إبراهيم (إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الله).