يوم السادس والعشرين من جمادى الآخرة من هذا العام 1429ه يوم عزيز على قلوب أبناء شعب المملكة العربية السعودية إنه يوم تجديد العهد لمن أوفى بالعهد فسار على دروب الخير بقيادة أبوية حكيمة منتهجاً نهج ملوك هذه الدولة المباركة منذ تأسيسها إنه ملك القلوب خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - الذي تولى مقاليد الحكم في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة أعوام مضت فكانت تباشير الخير لنشوء عهد جديد من المشاريع المتنوعة والمتعددة والتي تنتظم لتشكيل عقد فريد من حيث الكم والكيف بميزانيات غير مسبوقة هدفها النهائي تحقيق الخير للوطن والمواطن ولكل وافد لهذا البلد المعطاء، فبدا من علاج مشكلة الجمرات والمسعى من خلال مشاريع التوسع والتطوير في المشاعر تأتي المشاريع الاقتصادية المتمثلة في المدن الاقتصادية ومنها مشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بجدة بمبلغ (130) مليار ريال ومدن أخرى اقتصادية في بعض مدن المملكة، ومجال التعليم له نصيب من هذا العطاء فهو يشهد تطوراً شاملاً من خلال مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم بمبلغ 11 ملياراً ومشروع استراتيجية تطوير التعليم العالي فضلاً عن التوسع في افتتاح الجامعات وإرسال البعثات الطلابية من خلال إطلاق مشروع الملك عبدالله للابتعاث، مع اهتمام خاص بذوي المواهب والقدرات فكان مشروع إنشاء مدينة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بميزانية عشرة مليارات فضلاً عن (15) ملياراً تم وقفها على الجامعة، وغيرها كثير من مشاريع البنى التحتية في مختلف المجالات التي تلامس حاجة المواطن من ماء وكهرباء وطرق ومواصلات كل ذلك دون إغفال عن الدعم المباشر من خلال مشروع استراتيجية مكافحة الفقر وتعزيز مخصصات الضمان الاجتماعي مع حرصه حفظه الله على أمن الوطن والمواطن فكانت توجيهاته تؤكد على محاربة المفسدين من إرهابيين وعابثين بأمن الوطن والمواطن ووقوفه بحزم في وجه الظلم وأهله فكان مشروعه حفظه الله في تطوير نظام القضاء ليس هذا فحسب، بل تعدى العطاء ليشمل بني الإنسان أينما كان في هذا العالم فكان توجيهه بدعم المنظمة الدولية بمبلغ (500) مليون دولار كمساعدات ومبادرته - حفظه الله - لتأسيس صندوق الطاقة للفقراء بمبلغ مليار دولار والتي أعلن عنها قبل أيام من خلال كلمته في افتتاح منتدى الطاقة بجدة، ليكون ذلك الخير أنموذجاً معبراً عن صورة الإسلام الحقيقي والقائمين عليه. ولأن تعدد هذه المشاريع وتنوعها في كل ميدان لتقف شاهدة على العمل فإن حرصه - حفظه الله - على بناء علاقات مع الغير من خلال الحوار الهادف البناء والتعاون المشترك ركيزة ظاهرة في سياسته فكانت مبادرته حفظه الله في هذا الجانب من خلال مشروع حوار الحضارات وحوار النفط. إن من كلماته وتوجيهاته قوله حفظه الله: ( إننا لا نستطيع أن نبقى جامدين والعالم من حولنا يتغير ومن هنا سوف نستمر - بإذن الله - في عملية التطوير وتعميق الحوار الوطني وتحرير الاقتصاد ومحاربة الفساد والقضاء على الروتين ورفع كفاءة العمل الحكومي والاستعانة بجهود كل المخلصين العاملين من رجال ونساء وهذا كله في إطار التدرج المعتدل المتمشي مع رغبات المجتمع المنسجم مع الشريعة الإسلامية) وها هي أعماله شاهدة على قوله فحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وبارك في عمريهما على نور منه وهدى إنه قريب مجيب. عبدالرحمن بن سلمان الحلافي