لاعب من طراز نادر، يلعب بأداء رجولي وإخلاص منقطع، يعتمد عليه المدربون كثيراً في إقفال المناطق الخلفية للفريق؛ حيث يمتاز بإجادة اللعب في مركز المحور، وإذا استدعى الأمر فإنه يلعب في مركز قلب الدفاع. تدرج في فريق هجر من الهفوف من الناشئين حتى وصل الفريق الأول، ومثّله ما يقارب خمسة مواسم. ضيفنا هو اللاعب محمد العبدالله اللاعب المتألق في صفوف فريق هجر، صاحب الأربعة والعشرين ربيعاً، أصبح حديث الجماهير الهجراوية خلال هذه الأيام بعد العروض المتواصلة التي وصلته من عدة أندية تلعب في الدوري الممتاز للانتقال إليها؛ حيث كان أفضلها عرض فريق الوحدة؛ حيث ما زال يدرس العرض جيداً من أجل القرار النهائي الذي سيتخذه والمتعلق بمصيره الكروي. لا ننسى أن نقول إنه يعشق فريق هجر، فكيف لا وهو البيت الذي تربى فيه منذ أن كان ناشئاً، وما زال يفضل الاستمرار فيه فيما لو حققت له إدارة هجر الحالية متطلباته.. ولكنه زمن الاحتراف وتأمين المستقبل، فلا بد أن يفاضل بين ما يصله من عروض وبين البقاء في البيت الهجراوي. استضفناه في هذا اللقاء الذي تحدث من خلاله حول الكثير من الأمور حول مستقبله الكروي ووضع فريقه هجر وأشياء أخرى.. فنترك القارئ يقرأ ما بين السطور: * في البداية نود أن تعرفنا كيف تدار المفاوضات في العروض التي تلقيتها؟ - جميع المفاوضات التي تجري حالياً من أجل الانتقال من فريق هجر تتم عن طريق مدير أعمالي الكابتن محمد عبدالجواد الذي يمتلك الكثير من الخبرة والدراية في مثل هذه الأمور؛ فخلال ستة أشهر مضت كانت هناك ثلاثة عروض مقدمة من قبله، وهي من أندية الاتفاق والنصر وأخيراً الوحدة، وهذا يدل على جديته وخبرته الكافية في إدارة المفاوضات. * وما أفضل العروض وأقربها حتى الآن؟ - أعتبر عرض فريق الوحدة من مكةالمكرمة هو الأفضل حتى الآن بين هذه العروض؛ فإدارة فريق الوحدة عرضت خمسمائة ألف ريال وراتباً شهرياً 11 ألف ريال، إضافة إلى السكن والسيارة، ولمدة ثلاث سنوات. ونحن طلبنا ستمائة ألف ريال، وما زالت المفاوضات جارية في هذا الشأن، ولكنها لم تستكمل بشكل نهائي. * وماذا عن عرض نادي النصر؟ - النصر قدم ستمائة ألف ريال، ولكن لمدة أربع سنوات، وكما تعلم أنا أبحث عن الأفضل من حيث القيمة والمميزات من أجل تأمين مستقبلي، وكل الأندية سواسية من ناحية الاختيار، ولكن من يقدم العرض الأفضل والأنسب فلن أتردد في التوقيع له. * وماذا عن فريق هجر؟ ألم يشعرك برغبته في بقائك في صفوفه؟ - كما تعلم أنا ترعرعت في هذا الكيان الكبير، وفريق هجر هو بيتي الثاني، وقد مثلته شبلاً وشاباً، وهاأنا أمثله في الفريق الأول لمدة خمسة مواسم، وحتى الآن لم تفاوضني إدارة نادي هجر بهذا الشأن، وصدقني أنا لدي الرغبة الأكيدة في البقاء في فريق هجر في حالة إعطائي ما أريد، وتأمين وظيفة رسمية بلا شك سيبقيني في فريق هجر، وأنا أشعرتهم برغبتي هذه وتأخري في توقيع عقد احترافي هو من أجل ألا يلومني أحد في حالة انتقالي لأي ناد آخر؛ فأنا أعشق هجر، ولكن لا أحد يلومني من أجل تأمين مستقبلي، وأنا أثق بإدارة فريق هجر أنها تبحث عن مصلحة نادي هجر في المقام الأول ومصلحتي ثانياً، وأعتقد أنه في حالة عدم تحقيق مطالبي فإن الهجراويين لن يقفوا في طريق انتقالي؛ حيث إن مصلحتي تقتضي انتقالي لناد آخر. * ولكن كيف ترى مستوى هجر في الموسم المنقضي؟ - أعتقد أن بداية الفريق كانت جيدة في دوري الدرجة الأولى، ولكن تراجع مستوى الفريق كثيراً في الدور الثاني وتحديداً بعد مباراة ديربي الأحساء التي جمعتنا مع أشقائنا في فريق الفتح، وأعتقد أن الأسباب عديدة في هذا المجال، ويأتي في المقام الأول أن اللاعبين ليست لديهم الثقة الكاملة في مدرب الفريق البرازيلي ماريليو الذي أتى كمدرب لياقة ووجد نفسه يمسك بالأمور الفنية والخططية، والذي لم يكن موفقاً بشكل كبير ولا يمكن الاعتماد عليه في الجانب التكتيكي، إضافة إلى أننا كلاعبين لم نكن نثق في قدراته، وهذا ما خلق فجوة فيما بيننا.. وحقيقة فريقنا يملك عناصر مؤثرة، وكان بالإمكان الصعود لدوري الأضواء هذا الموسم. * وفي اعتقادك من هم أفضل اللاعبين في دوري الدرجة الأولى هذا الموسم؟ - أفرز دوري الدرجة الأولى هذا الموسم عدداً من اللاعبين المميزين، والجميع شاهد تألق بندر العنزي وأحمد الحضرمي، بالإضافة إلى هداف دوري الدرجة الأولى خالد الرجيب من الجانب الهجراوي، بالإضافة إلى عدد من اللاعبين في الفرق الأخرى، يأتي من أبرزهم حسن الراهب من الخليج وعبدالله العبدالله وهاني الدبيني وأحمد البوعبيد من الفتح ومحمد الحلو من سدوس ومعاذ علي من أحد وآخرون؛ حيث كان دوري هذا الموسم مميزاً بالفعل. * هل تعتقد أن هجر لو كان يمتلك مدرباً جيداً كان بإمكانه الصعود للممتاز؟ - لا أعتقد ذلك بل أجزم؛ ففريق هجر لا تنقص لاعبيه الإمكانيات الفنية والمهارية، ولكن الثقة في المدرب لم تكن كافية، وحقيقةً إدارة نادي هجر وخصوصاً الرجل الفعّال المهندس عبدالعزيز القرينيس وفروا الكثير للفريق وجهودهم كانت واضحة من أجل إيجاد عناصر إدارية وفنية تساهم في خلق فريق يستطيع الصعود إلى الممتاز، وقد وفقت إدارة هجر في الجانب الإداري هذا الموسم، ولكن استمرار المدرب ماريليو في الإشراف على الجانب الفني لم يكن موفقاً. * ومن أفضل جيل من اللاعبين مرّ على فريق هجر؟ - صدقني فريق هجر فريق عريق، وقدم للكرة السعودية عدداً من اللاعبين البارزين، وعبر جميع الأجيال، ولكن أعتقد أن الجيل الذي صعد بالفريق للدوري الممتاز ووصل إلى دور الأربعة في كأس سمو ولي العهد هو من أفضل الأجيال التي مرت على فريق هجر، وأذكر منهم محمد الخليفة (الصيني) وعيسى المفتاح وعبدالعزيز الضويحي وفهد العيسى وعلي القرين (علاوي) وأحمد الملحم.. والأسماء التي خدمت فريق هجر كثيرة، وأعتقد أن الجيل الحالي إذا ما استمر فإنه قادر على مواصلة المسيرة واستعادة أمجاد فريق هجر. * وما أفضل المواسم التي لعبتها مع الفريق الهجراوي الأول؟ - هناك موسم 1425ه؛ حيث لعب الفريق الهجراوي بصورة جيدة في كأس الأمير فيصل بن فهد، وحقق الفريق اللقب الوحيد، ولكن في ذلك الموسم لم يكن الفريق جيداً في دوري الدرجة الأولى، وفي هذا الموسم قدم الفريق مستوى جيداً في دوري الدرجة الأولى ونافس على المراكز المتقدمة وكان قريباً من الصعود، ولكن لعدة عوامل لم نستطع أن نحقق آمال جماهيرنا في الصعود لدوري الأضواء. * كلمة أخيرة تود إضافتها؟ - أود أن أشكر جريدة الجزيرة على إتاحتها لي هذه الفرصة للتحدث إلى الجماهير الرياضية، كما أود أن أشكر الإدارة الهجراوية على جهودها هذا الموسم في تذليل كافة الصعوبات في مسيرة الفريق من أجل الظفر بالصعود لدوري الأضواء، ولكن لم يتحقق ذلك، وأعتقد أنه بمواصلة العمل الجاد سوف تسعد جماهير هجر بفريقها في دوري الأضواء، كما آمل أن تعذرني جماهير هجر في حالة انتقالي من نادي هجر فنحن في عصر الاحتراف وتأمين مستقبلي يهمني كثيراً وأتمنى التوفيق للجميع.