الثآليل حبوب جلدية قاسية وصغيرة ذات سطح خشن يشبه زهرة القنبيط. ذات ألوان مختلفة (أبيض، زهري، بني). وقد تصيب أي مكان في الجسم، لكن أكثر ما تظهر على الأصابع واليدين والقدمين. وهي في العادة غير مؤلمة إلا في حالات إصابة أخمص القدم وعند إصابة الكفين أو باطن القدم تصبح مسطحة وغير بارزة. قد تؤدي الثآليل إلى حكة أو نزف كما قد تصبح حمراء ومؤلمة نتيجة التهابات جرثومية مرافقة. تنشأ الثآليل من التهابات فيروسية من عائلة HPV وهناك حالياً أكثر من 100 نوع من تلك الفيروسات وكلّ منها يصيب عادة مكاناً ما من الجسم. وتفيد الإحصاءات أن حوالي 25% من الناس قد أصيبوا بها في وقت من الأوقات ويتأثر الأطفال بها أكثر من الكبار كما أنها قد تصيب المناطق التناسلية. وتنتقل العدوى الفيروسية من شخص لآخر عن طريق التماس المباشر أو التماس مع مواد أصيبت بتلك الفيروسات، ولا تعرف فترة حضانة الفيروس بالضبط ولكنها قد تكون عدة أسابيع إلى أشهر في بعض الحالات. ومن الجدير ذكره أن هناك بعض الحالات من العدوى الفيروسية لا تتظاهر العدوى فيها بشكل سريري وتدعى عدوى تحت سريرية أي أن الإنسان مصاب بالفيروس دون ظهور ثآليل مرئية على سطح جلده. تختفي الثآليل في 20% من الأطفال تلقائياً خلال شهر واحد بدون علاج وفي المجموعة الباقية قد تبقى لغاية 2-3 سنوات إذا لم تُعالج. إذا كان الثؤلول صغيراً وعلى الأصبع لدى طفلك يمكنك إزالته بإحدى الأدوية التي لا تحتاج وصفة والتي يمكن شراؤها من الصيدلية. وتأتي هذه الأدوية على شكل محلول أو مرهم أو لاصق وتعمل على إزالة الجلد المصاب بالفيروس كيميائياً. وعادة ما تحتوي هذه المواد على حمض الصفصاف وحمض اللبن بتراكيز محددة. وهنا من الضروري أن نذكر أن استخدام هذه الأدوية يجب أن يكون بحذر لأنها مركزة وقد تؤذي مناطق الجلد الملاصقة للثؤلول. ويجب وضعها في مكان بعيد عن متناول الأطفال. كما أنها قد تؤذي العين لدى احتكاكها بها ويجب تغطية الإصبع بعد وضعها. يُذكر أنه لا يجب استخدام هذه الأدوية في البيت إذا كان الطفل مصاباً بالثؤلول على الوجه أو المناطق التناسلية ويجب استشارة الطبيب لذلك. أما العلاجات التي تُطبّق في العيادة وتشتمل على أدوية ذات تركيز أكبر من تلك الموجودة في الصيدليات، وأهم تلك العلاجات هو التبريد بالآزوت السائل، أو الكي الكهربائي أو استخدام الليزر. ويعتبر الليزر هو الوسيلة المفضلة للثآليل المستعصية والمعندة على العلاجات التقليدية. ويطبق الليزر (ليزر الأوعية الدموية) لعلاج أنواع خاصة من الثآليل كتلك التي تظهر في باطن القدمين (المسامير اللحمية) وعلى ظهر وباطن اليدين ونتائجه جيدة في معظم الأحوال. وخلال أيام من علاجها تسقط الثآليل الصغيرة من نفسها وفي بعض الأحيان قد يكون هناك حاجة لإعادة العلاج ثانية. ويبقى القول إن استخدام الليزر في تلك الثآليل المعندة على العلاجات التقليدية لا يكون عادة الخيار الأول للطبيب إلا إذا استنفذ كل الوسائل والطرق المعروفة في علاج الثآليل. ولا ريب أن استخدام الليزر أعطى نتائج فعّالة جداً والحمد الله.