تميز جناح المنطقة الشرقية بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة بحضور كثيف منذ افتتاح القرية الشعبية بالجنادرية للنساء فالفرقة الشعبية تحيي التراث القديم في منطقة الأحساء بزفة العروس يتقدمها جهازها من أثاث وملابس وفراش على أنغام الدفوف ثم الحناء والزفة. عن جناح المنطقة الشرقية تتحدث د. إقبال العرفج فتقول: قمنا بعمل العريش الذي يضم الفرقة الشعبية وأحضر الخوص من المنطقة الشرقية وقام الحرفيون ببناء العريش وهو طابع مميز لجلسات الأحساء وأعطى صورة تراثية للزائرات، كما توجد الحرفيات اللاتي حضرن من المنطقة الشرقية ولهن باع طويل في الحرف وكذلك الأكلات الشعبية كالهريس والمغلق والمرفوف والجريش والضيافة وهي الملتوت، المهروس وقرص عمر وتقدم للزائرات كما يوجد معرض يضم جميع الأدوات التراثية الزراعية وأدوات الطهي قديماً وأدوات جلب الماء والبيت الحساوي والعديد من الأدوات التراثية كما أن للأطفال مشاركة في مهرجان الجنادرية حيث يتم يومياً عرض المطبوعة التي تعلم الأطفال القراءة والقرقيعان. وتضيف رئيسة الجناح النسائي في المنطقة الشرقية د. إقبال أنه في العام القادم بإذن الله سيكون هناك مبنى خاص بجناح المنطقة الشرقية وأنها سعيدة بالعروض الشعبية وبما يقدمه الجناح للتعريف بتراث وحضارة المنطقة الشرقية، حيث تم عرض نماذج مجسمة لأهم المعالم التاريخية والأثرية في المنطقة الشرقية، كما شكرت جميع المشاركات في الجناح على تعاونهن من أجل إظهار الصورة المشرقة لتراث وحضارة المنطقة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 23، كما شكرت جريدة (الجزيرة) على تغطيتها لنشاط الجناح. الحرف النسائية الفتالة - النجارة - والخوصية - والخبازة - صانعة الطواقي وصانعة المداد حرف جديدة في المهرجان من المنطقة الشرقية، فقد أطلت هذا العام على المهرجان حرفيات لحرف متنوعة من المنطقة الشرقية وفي جناحها عن هذه الحرف التقت (الجزيرة) بأهم الموجودات منها الفتالة: هي حرفة فتل الحبال تقوم بها أم خالد من المنطقة الشرقية في الأحساء حيث تقول: تعلمت هذه الحرفة وعمري 5 سنوات كنت أجلس بجانب أمي وهي تقوم بها حيث نأخذ ليف النخل ثم نفله (أي يفكك) ثم ينقع في الماء مدة بسيطة كي يلين ثم نفتله لنجعله كخيوط ونصنع منه الحبال التي تدخل في عدة أشياء منها الكر الذي يصعد به النخل والمحافر وغيرها. النجارة: وهي التي تقوم بنشر الخشب بالمنشار قديماً وتصنع منه أقفاصاً للطيور والدجاج كما تقوم بصنع الصناديق الخشبية وبعض أجهزة المنزل وقد عرضت النجارة في الجناح نماذج من الألعاب الخشبية والأقفاص. الخوّاصة: تقول أم سعد تعلمت سف الخوص منذ كنت طفلة صغيرة من والدتي وأنا أزاول هذه المهنة منذ 30 سنة وعلمتها لأولادي وأهل بيتي جميعاً وأشارك هذه في الجنادرية بعرض لطريقة سف وعرض المنتوجات كسفر (سفرة الطعام) والمخارف (مفردها مخرف) وعاء لوضع التمر فيه والأغراض الأخرى من الخوص والسلال وأوعية التمر الصغيرة وغيرها. الطواقي: اشتهرت الأحساء بالطواقي الحساوية (المخرمة) وهي حرفة قديمة شاركت فيها أم حسين حيث تقول تعلمت هذه الحرفة من والدتي منذ 18 سنة وكانت في البداية صعبة ثم ما لبثت أن أجدتها وهي حياكة الطواقي بسنارة واحدة والآن أصبحت أقوم بحياكة بيوت الجوال بالإضافة إلى الطواقي الرجالية وللأطفال وغيرها. المداد والحصر: هذه الصنعة شاقة جداً تستعمل فيها أعواد الأسل تقول فضيلة أحمد الجعدون من الأحساء تعلمنا هذه الصنعة من أهلنا آبائنا وأجدادنا وأمي وأبي لأكثر من 30 سنة وهي صعبة نسبياً وتصنع الحصر من أعواد الأسل ثم ينشر ويختار الجيد منه ويصف على آلة خشبية ويثبت بواسطة الحبل، ويشير إلى هذه الصنعة أيضاً من الحرفين صالح حسن الحميدي وصبحي حسين الراشد ثم تورثوا هذه الصنعة من آبائهم وهذه الحرفة لا بد من شخصين يقومان بها حيث يؤخذ الأسل وهو يزرع بمزارع المنطقة الشرقية . وقد اشتهرت بهذه الصنعة منطقة (الجرن الشمالية) ويقول الحميدي نأخذ الأسل ونشره ونجعله مقاسات على حسب الحصر ونواسيه ثم نقوم بصفه على الآلة الخاصة ونصنع منه فرش المساجد والمنازل وهو يقاوم المطر وجميع الظروف ويمكث عدة سنين.الخبازة: من الحرف في جناح المنطقة الشرقية هذا العام الخبازة أم هاشم حيث تقول تعلمت صنع الخبز بأنواعه من والدتي منذ عدة سنوات وأقوم بخبز جميع الأنواع منها خبز المسح والرقاق والفطير على تاوة ويسمى خبز التاوة وأقوم بلف خبز المسح على العصي وهي عبارة عن عجين مكون من ماء وسكر والعجينة طرية تمسح فوق التاوة ويجد إقبالاً كبيراً من الزائرات. الأكلات الحساوية: الأكلات الشعبية من أكثر الأركان إقبالاً في المهرجان وفي جناح المنطقة الشرقية تتحدث عنها الطاهية مريم سعد العمر حيث تقول: تعلمت هذه الأكلات الملتوت والممروس وقرص عمر وغيرها من والدتي منذ 26 سنة من تشجيع والدتي التي كنت ملازمة لها في إعداد الأكلات، والملتوت عبارة عن دقيق وحليب وسكر وزعفران وسمنة تعجن وكذا أقوم بصنع المغلق وهي أكلة مشهورة في الأحساء من الحب ولي مشاركات في كليات الأحساء في المهرجانات وأقوم بتجهيز ضيافة جناح الأحساء في هذا المهرجان،. وتقول الزائرة كارول من فرنسا التي تعمل في المدرسة الفرنسية بالرياض بعد أن تذوقت الممروس: إنه طيب جداً ولذيذ وهذه هي المرة الأولى التي أتذوق الأكل الشعبي السعودي لم أكن أعلم شيئاً عن المهرجان وكنت أتوقع أنه مجرد سوق ولكن دهشت بالمباني التراثية وبالعروض الشعبية وبالحرف التي تؤديها السيدات السعوديات. وأنا سعيدة جداً برؤية هذا العمل النسائي السعودي الغريب وعلمت عن المهرجان بلوحة في المطار عن مهرجان الجنادرية أشكر جميع المساهمات في هذا المهرجان الرائع.