بعيداً عن التعصب والعاطفة والميول والتسرّع وبروح رياضية تسودها لغة التفاهم وهذا الشيء تعلمناه داخل أسوار نادينا الليث الأبيض، حيث إن وجودنا داخل أسواره لا يقتصر على مشاهدة التمارين فقط وإنما نتعلّم أشياء كثيرة ومن ضمنها احترام مشاعر الآخرين وعدم التدخل في شؤون الغير أو استفزازهم بعبارات خارجة عن الروح الرياضية إدراكاً منا بأن الرياضة تعارف ومحبة، ولكن مع الأسف الشديد المعلّق عيسى الحربين خرج عن المألوف، وكم كنت أتمنى لو أنه كان حيادياً في تعليقه على مباراة الذهاب بين الهلال والشباب ضمن بطولة كأس ولي العهد، حيث انجرف خلف سراب التعصب والميول المكشوف، ناسياً أو متناسياً أن الفريقين شقيقان، إلا إذا كان يعتقد أن فريق الشباب قادم من بلاد واق الواق!! وأقول له: أحب أن أذكّرك أن الشباب أحد أعرق أندية المملكة.. وناديا الهلال والشباب فيهما من الرجال الواعين الأكفاء الذين يسعون دائماً إلى إيجاد مجتمع رياضي تسوده المحبة والاحترام المتبادل بين الأطراف وإيجاد فكر رياضي بعيد عن استفزاز الآخرين والهرولة خلف سراب التعصب.. نعم كل منا له ناديه الذي يشجّعه وهذا حق مشروع للجميع ولكن ليس على حساب خدش كرامة الآخرين أو سلبهم مكتسبات أنديتهم. إذاً أذكّرك يا عيسى الحربين أنك وغيرك من المعلّقين الرياضيين عندما تجلسون خلف الميكرفون للتعليق على مباراة ما في كرة القدم تذكّر أنك لست ملكاً لنفسك ولا بد أن توزن عباراتك ولا تطلق الكلام على عواهنه.. وهنا تبادر إلى ذهني هذا السؤال أطرحه عليك: ما الداعي الذي جعلك أثناء تعليقك على المباراة تقول: لا تصدقوا أن عمره 22 سنة وتقصد بذلك لاعب نادي الشباب مارتنيز، ومن طلب منك هذا لو أنك قلت لا أظن أن عمره كذا ربما يكون أهون لكن لا تصدقوا هذا يعني أن نادي الشباب ورجاله كذابون في نظرك. يا عيسى الحربين أذكّرك أن (لسانك حصانك)، فقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن بداية الإيمان هي استقامة اللسان، حيث قال لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه. (رواه أحمد).