بلادنا الحبيبة المملكة العربية السعودية مأرز الإيمان، وحاملة لواء الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة، ومهوى أفئدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وكانت ومازالت بفضل الله تعالى ثم بفضل ولاة الأمر حفظهم الله مضرب المثل في التمسك بهدي الكتاب والسنة نصاً وروحاً، وقدوة حسنة في تطبيق الحدود الشرعية، والتمسك بالعقيدة الإسلامية الصافية فغدت هذه البلاد المقدسة بحمد الله سبحانه آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، وتوفرت فيها سبل العيش الكريمة للمواطن والمقيم على حد سواء، وحين يحل موسم الاجازة الدراسية في كل عام، وتلتهب رمضاء الصحارى بحرارة الصيف المشتعلة ، تفد قوافل المصطافين براً وجواً من شتى مناطق المملكة مترامية الأطراف، ومن دول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة إلى مناطق الاصطياف في بلادنا الغالية، ومنها منطقة عسير التي تمتاز بمناظرها الطبيعية الخلابة، ونسيمها العليل، وما هيأته دولتنا الرشيدة فيها من مشاريع عملاقة، ومنجزات سياحية رائعة والتي يدير دفتها مهندس السياحة في عسير، أميرها الشاعر المبدع صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بن عبدالعزيز حفظه الله حتى أصبحت منطقة عسير بفضل جهوده العظيمة واشرافه الدقيق ومتابعته المستمرة منطقة جذب سياحي ليس لابناء المملكة العربية السعودية بل لكل زائر ومصطاف من جميع دول العالم، واستطاع بالجهد والصبر أن يغير المفهوم السيىء للسياحة الذي كان سائداً قبل عشرات السنين عند بعض الناس إلى مفهوم مشرق بناء ، بحيث أصبحت السياحة في منطقة عسير وغيرها مصدر رزق، وصناعة دقيقة تقوم على حسن التخطيط، وسمو الهدف، وسلامة المقصد، وأصبحت المراكز السكنية والشقق المفروشة تدر على أصحابها مئات الآلاف من الريالات سنوياً, ومن هذا المنطلق فإن منطقة عسير تشهد تطوراً ملموساً لمفهوم السياحة عاماً بعد عام وكان شعار السياحة في صيف هذا العام 1421ه ابها البهية للسياحة النقية حيث دشن سموه الكريم في بداية فعاليات برامج لجنة التنشيط السياحي حملة تنظيف الأودية والتي شاركت فيها جميع الأجهزة الحكومية في منطقة عسير، فاكتست مدن وأودية منطقة عسير حلة جميلة بهية ظهرت آثارها في خلو الشوارع والأودية والشعاب من المخلفات والنفايات، ثم رعى سموه حفظه الله بدء الموسم الثقافي الدعوي بزيارته الكريمة لمخيم الدعوة الصيفي ودعوة الجاليات بمنطقة القرعاء عصر يوم الجمعة الموافق 12/4/1421ه حيث افتتح فعاليات ذلك المخيم الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد فرع الوزارة بمنطقة عسير، وكان في شرف استقباله جمع حاشد من العلماء وطلبة العلم والدعاة إلى الله تعالى وعلى رأسهم معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، وفضيلة مدير عام فرع الوزارة بمنطقة عسير الشيخ مداوي بن علي آل جابر فكان لتفضل سموه الكريم برعاية افتتاح هذا المخيم، أثر بالغ في نفوس طلبة العلم والدعاة إلى الله تعالى حيث غمرتهم الفرحة، والسعادة، وقد أجاد الزميل الشيخ سعيد بن متعب القحطاني عريف الحفل في تقديمه الرائع وربطه بين الفقرات بعبارات جميلة تدل على موهبة أدبية واختيار دقيق للجمل، وقد بدأ ذلك الحفل المهيب بتلاوة آيات كريمات من كتاب الله تعالى بصوت الشيخ القارىء عبدالعزيز بن مداوي آل جابر ذلك الشاب المهذب التقي الذي وهبه الله تعالى جمالاً في الصوت واتقاناً في التلاوة حتى لقد تمنيت لو أنه أطال في تلك التلاوة الجميلة التي ملكت الأسماع والقلوب زاده الله توفيقاً وفلاحاً ونجاحاً، ثم ألقى فضيلة مدير عام فرع الوزارة بمنطقة عسير الشيخ مداوي بن علي آل جابر كلمة شكر فيها سمو أمير منطقة عسير على تفضله بافتتاح المخيم وعلى دعمه وتشجيعه لطلبة العلم، وموافقته الكريمة على اقامة أول مخيم صيفي للدعوة في منطقة عسير، ثم ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ كلمة بين فيها أهمية الدعوة إلى الله تعالى وضرورة تحلي الداعي إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأوضح جهود امام الدعوة المجدد الشيخ محمد بن عبدالواهب رحمه الله في ازالة كثير من البدع والخرافات في الجزيرة العربية بمناصرة مؤسس الدولة السعودية الأولى الامام محمد بن سعود رحمه الله، وكيف أن ذلك التآزر بين ولاة الأمر من آل سعود الميامين والعلماء المصلحين قد ظل موصولاً ووثيقاً حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله جميعاً وأيدهم بنصره وتوفيقه، وقد كان لي شرف القاء قصيدة بهذه المناسبة الطيبة بين يدي سموه الكريم ومعالي الوزير الجليل وعلى مسمع من الدعاة وطلبة العمل بعنوان مخيم النور نالت بحمد الله استحسان الجميع، وتفضلت جريدتنا الجزيرة الغراء بنشر هذه القصيدة في عددها ذي الرقم 101058 والصادرة يوم الجمعة الموافق 19 من ربيع الآخر 1421ه وإني لأشكر الشيخ سلمان العُمري مدير المكتب الخاص لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد والذي كان له الفضل بعد الله في نشرها. وكانت مسك الختام الكلمة الرائعة التي تفضل بإلقائها راعي الاحتفال صاحب السمو الملكي الأمير الأديب خالد الفيصل بن عبدالعزيز حفظه الله أمير البيان وفارس الكلمة، ولقد كانت كلمة جامعة مانعة رفع فيها الشكر لله سبحانه على أن أنعم علينا بنعمة الإسلام والإيمان وجعلنا خير أمة للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله وعلى أن هيأ لنا قيادة صالحة وولاة أمر صالحين مصلحين يطبقون هدي الكتاب الكريم والسنة النبوية الغراء في كل صغيرة وكبيرة، ويعينون على الخير ويؤازرون العلماء والدعاة إلى الله على بصيرة وطلبة العلم بالدعم المادي والمعنوي ثم اشار حفظه الله إلى ما تنعم به هذه البلاد المقدسة من نعمة الأمن والايمان ورغد العيش، وما كان ذلك ليحصل لولا التمسك بالعقيدة الإسلامية نصاً وروحاً من قبل هذه الدولة الرشيدة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. واختتم سموه الكريم كلمته الضافية هذه ببيان أن هذا المخيم الدعوي وما سيلقى فيه من محاضرات وندوات ما هو إلا رافد مهم من روافد برامج التنشيط السياحي بمنطقة عسير من أجل بث الوعي الإسلامي في نفوس الشباب، وأن على الدعاة ان يسلكوا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله سبحانه بالحكمة والموعظة الحسنة,ولقد كان لكلمة سموه الكريم أثرها البالغ في نفوس طلبة العلم والدعاة إلى الله حيث أعطتهم دفعة قوية لممارسة العمل الدعوي بحكمة وجدال بالتي هي أحسن، فشكراً لسموه الكريم على كلمته الرائعة، ورعايته الكريمة للمخيم وأنشطته الدعوية فلقد كانت تلك الرعاية الكريمة استهلالاً مباركاً لفعاليات المخيم والتي سوف تستمر حتى نهاية الصيف, والشكر موصول كذلك لإدارة فرع الوزارة بمنطقة عسير ممثلة في مديرها العام فضيلة الشيخ مداوي بن علي آل جابر الذي بذل جهوداً عظيمة في التنسيق مع الدعاة إلى الله تعالى من هيئة كبار العلماء وعدد من الدعاة المعروفين لتفعيل هذه الأنشطة الدعوية والمشاركة فيها بإلقاء المحاضرات والندوات فجزاه الله خيراً وأجزل له المثوبة. وبرامج المخيم تبدأ يومياً بعد صلاة العصر مباشرة وتتخللها مسابقات ثقافية وفتاوى على الهاتف ومحاضرات وندوات ومسامرات أدبية، وبفضل الله تعالى فقد شهد هذا المخيم من أول يوم لافتتاحه اقبالاً طيباً يفوق الوصف من المصطافين والمقيمين شيباً وشباباً نساءً وأطفالاً، فالحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، وهكذا فلتكن السياحة النقية قوة في دين الله تعالى واستمتاعاً بمظاهر الطبيعة الخلابة، واستفادة من الأوقاف للشباب فيما يفيدهم وينفعهم في الدنيا والآخرة من البرامج العلمية والترفيهية والرياضية ومع أن هذا المخيم الدعوي بفضل الله تعالى كان ناجحاً بجميع المقاييس مع ما بذل في إعداده من التعب والنصب على الرغم من أنه يقام لأول مرة على مستوى منطقة عسير وبرعاية كريمة من المسؤولين إلا أننا نتطلع أن يكون في الأعوام القادمة بإذن الله أكثر نشاطاً، وأوفر إعداداً، وأكثف برامج وفقرات. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وحفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمرنا وأيدهم بنصره وتوفيقه، ويسرني أن أختم مقالي هذا بإيراد مقطع قصير من قصيدتي التي ألقيتها في افتتاح هذا المخيم المبارك حيث أقول: نور أشع على ربى القرعاء يهدي القلوب لشرعة سمحاء بمخيم قد زينت أرجاؤه بقرائح العلماء والبلغاء يحوي العلوم مع الفضائل والنهى في فتية الايمان والعلياء يجنون من شهد المعارف أكؤساً تثري العقول بصائب الآراء وتشنف الاسماع من نبع الهدى آيا كريماً عاطر الأنداء وبسنة المختار تشرح حكمة تصل النفوس بطاعة ونقاء فالشكر موصول لمن قد شاركوا بجهودهم في همة ومضاء عملوا النهار وأسهروا أجفانهم من أجل نجح مخيم القرعاء وأخص بالتذكار فرع وزارة بعسيرَ ذات القمة الشماء والحمد للرحمن حمداً طيباً إذ قد افاء بصحبة ولقاء ودعاة خير للشباب تفرغوا لزكاء توجيهٍ وحسن بناء في ظل دولتنا الرشيدة إنها لم تدخر وسعاً لفيض عطاء بالدعم مدراراً فليس له مدى تلكم وربي شيمة الكرماء فهي التي حملت لواء عقيدة فيها الهدى والنور للعقلاء يحمي حماها فهدنا بحسامه لتظل شامخة بكل سماء وشهادة التوحيد نور ساطع متلألىء في الراية الخضراء د, عبدالله بن محمد الحميد خطيب جامع الملك فهد بأبها وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد