لكِ عبق التحايا وبعد: جَعَلتُ الورق خميلتي لأسجل عليه موجاً من امواج أفكاري والذي عاد للتو إلى مرفئي حاملاً معهُ موضوعاً حبذا لو وضع في عين الاعتبار ألا وهو موضوع الصداقة, إنّ الحديث عن الصداقة أمر يحلو للجميع لاسيّما وأنها الثمرة الشهية للحياة كما أنها تجلب السعادة الحقيقية متى ما أحسن استخدامها بل إنها روح في أجساد متفرقة, ما أجمل أن تُضاء قناديل الصداقة وتُشعل شموعها وتُمد جسورها لتكوين الألفة في المجتمع فالإنسان بحاجة ماسة إلى صديق يشاطره همومه وافراحه وأتراحه, إن كتابتي وخوضي في هذا الموضوع نابع من ايماني الحقيقي بأهمية الصديق أولاً وحاجتنا الماسة لذلك الصديق ثانياً فالإنسان اجتماعي بطبعه ولايمكن ان يعيش بمعزل عن الآخرين, إنّ المجتمع من حولنا مليء بالبشر، مكتظ بالناس,, مزدحم بالخلق وما بقي إلاّ أن نقوم بعملية الفرز لاختيار الصديق الكفء الذي نفخر به بل نجعله عقداً لؤلؤياً يزين نحورنا خصوصاً ونحن نعلم ان الصديق أصبح عملة نادرة جداً فمتى نجد صديقاً مخلصاً، وفياً، أميناً، كتوماً للسر، صداقته ليست مبنية على مصالح شخصية ولا مطامع فردية؟ ما أكثر الإخوان حين تعدهم لكنهم في النائبات قليل فالبحث عن الصديق يحتاج إلى مشقة وعناء، وتمحيص وتدقيق، حتى نصل إلى ما نطمح إليه وحتى لانقع في شراك صديق ضرره أكثر من نفعه, إننا بحاجة إلى صديق نعلق عليه الآمال نزرع صداقته في أرض ترفض أن ينال منها الجدب نلمح في عينيه بريق الذكاء، وفي شخصيته جدّية الأخذ والعطاء وفي حديثه عذوبة الصفاء صادقاً في حديثه منفذاً لوعده ينطبق عليه قول الشاعر: فلاخير في الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفاً هذا هو الصديق الصادق الصدوق الذي نعتبره الرئة التي نتنفس بها والعين التي نبصر بها والأذن التي نسمع بها, متى ماوجدنا من ينطبق عليه قول شاعرنا فيجب ان نعض عليه بالنواجد لأنه نادر الوجود وصدق الشاعر حين قال: أمّا الصديق إذا أدركت معدنه فاحرص عليه فذاك العطر والذهب يقول كمال عثمان حسين )الصداقة كابريق شاي فضّي قد نهمله طويلاً فيتبقع ويبهت ولكن حين نصقله يعود الى بريقه كما لو كان جديداً(, فعلاً الصداقة يجب ألا تهمل فصقلها لإعادة تجديدها مطلب هام لتستمر ابد الدهر, إذن للصداقة حلاوة ولتألف القلوب أحاسيس خلابة ويكفينا من الصداقة ان نرى صفاء هذا الصديق مع اشراقة الشمس البهية وانتشار اشعتها النورانية فذلك يزيد من تفاؤلنا بالحياة فترتسم البسمة والبهجة على محيانا لأننا نشعر ان هناك من يحبنا، من يقف بجانبنا، من نفضفض له غمّا بداخلنا، من نبحر نحن وإياه في سفينة الحياة واثقين بأننا سنصل إلى شاطئنا بأمن وسلام, وأخيراً: ليس في الحياة أجمل وأحلى وأرق من الصداقة الحقة فما علينا إلاّ أن نحافظ على اصدقائنا كمحافظتنا على انفسنا ونختارهم من خير الأنام ناهجين قول الشاعر: فاختر صديقك واصطفيه تفاخراً إن القرين بالمقارن يقتدي وللعزيزة الجزيرة خالص تحياتي طيف أحمد الوشم / ثرمداء