لقد تابعت عبر وسائل الاعلام سواء المرئية منها أو المقروءة تصريح سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل حفظه الله حول توقعات سموه أنه سيأتي يوم من الأيام يعادل فيه دخل السياحة دخل البترول, وقد جاءت تصريحات سموه الكريم من ثقته الكبيرة وبعد نظره المملوء بالتفاؤل والعمل الدؤوب, ولو نظرنا قليلا إلى الوراء، لرأينا أن لسموه اليد الطولى في هذا المجال, لقد كنا قبل مجيء سموه إلى منطقة عسير لا نعرف الا القليل عنها واليوم أصبحت عسير بسبب مجهودات سموه المستمرة تحت إشراف مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني حفظهم الله واحدة من أجمل المصائف ووصلت شهرتها إلى العالم كله, وأقرب مثال على ذلك المعرض الذي أقيم في لندن والذي شارك سموه فيه بلوحات من عسير بالتعاون مع ولي عهد بريطانيا. إننا إذ نحيي هذه الثقة الكبيرة في سموه الكريم، فإننا ننظر إلى أعماله نظرة اعتزاز وإجلال ونحيي وطنيته المتمثلة في محبته لحكومته ووطنه ومواطنيه, إننا ونحن نتحدث عن النداء الخالد من الأمير الخالد، وعن السياحة، فواجبنا أولا أن نهنىء سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان على هذه الثقة الملكية بتعيينه أمينا عاما للسياحة وهذا ليس بغريب على سموه الكريم الذي حقق ما لم يحققه أي عربي ومسلم من إنجاز، فهو أول رائد فضاء عربي مسلم يحمل راية التوحيد, فهل نرى بصمات سموه تظهر على السياحة، وهل نرى دم البناء وحيويته تتدفق إلى السياحة لكي تكون ذات صدى وشهرة عالمية كما فعل سموه من قبل؟ وهذا ما نأمله من سموه الكريم. * * ونحن إذ نرفع الأكف إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء أن يوفق الرجال المخلصين في هذا البلد الطيب، نتوجه بهذا النداء الخالد إلى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الشيخ صالح آل الشيخ سلمه الله وقد عرفنا معاليه سباقا إلى الخير وداعيا له منذ أن كان على منبره حتى تولى قيادة هذا الصرح الدعوي الكبير. إن أبناء هذا الوطن الطيب مستهدفون كثيرا لأنهم في نعمة يفتقر إليها الكثيرون، وهي نعمة تحكيم شرع الله في هذا البلد الذي انعكس على تمسكهم بمبادىء دينهم، فإذا ذهبوا للسياحة خارج الوطن يكونون عرضة للمتربصين بهم من أعداء الإسلام والمسلمين, وإننا من هذا المنطلق نأمل من معاليه توجيه أئمة وخطباء المساجد للحث على السياحة داخل هذا البلد في أوقات مختلفة بحيث لا تنقطع عن مسامع مرتادي المساجد، وإنني على ثقة بإذن الله أن يكون لذلك الأثر الفعال في نفوس أبناء هذا الوطن. * * وإننا كذلك نتقدم بهذا النداء الخالد إلى معالي وزير الإعلام الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي، وفي الوقت نفسه لا ننكر ما يقدمه التلفزيون السعودي من برامج عن السياحة، والبرنامج السياحي الذي يقدمه أصدق دليل على ذلك، ولكن يا معالي الوزير ان التفعيل الاعلامي ونقله إلى المشاهد سواء في المملكة أو من يشاهد هذه القناة عبر القنوات الفضائية على اعتبار أنها القنوات الإعلامية يُعدّ الأكثر جذبا من الناحية السياحية، لقد ذهب أحد الزملاء إلى جنوب المملكة وتخيل بعد مشاهدته للمناظر الخضراء الخلابة والشلالات الطبيعية أنه في خارج المملكة. وكذلك لو نظرنا إلى الطائف على سبيل المثال، فهي لا تقل عن الجنوب من حيث جمال الطبيعة وما تشتهر به من سواحل جميلة ومناظر خلابة, وإننا إذ نتحدث عن مقومات السياحة في هذا البلد الطيب، فمن الواجب علينا الإشادة بمشروع سياحي عظيم افتتح مؤخرا في العاصمة، الرياض، ألا وهو برج الفيصلية الذي يعد من أحد روافد السياحة في هذا البلد لما يتمتع به من عناصر الجذب السياحي نظرا لشموله على مختلف أنواع الترفيه والتسلية لجميع فئات مرتاديه وهو بكل صراحة بحاجة إلى تنشيط وتفعيل إعلامي يليق بمستوى هذا الصرح العظيم. إذن يا معالي الوزير، إن السياحة في هذا البلد الطيب بحاجة إلى تفعيل إعلامي لكي يتمكن الناس داخل المملكة وخارجها من الاطلاع على النهضة السياحية التي تشهدها بلادنا، فهل نرى تفعيلا إعلاميا يواكب هذه النهضة؟ * * ثم نتوجه بهذا النداء إلى كل رجل أعمال غيور محب لحكومته ووطنه ومواطنيه ونقول لهم جميعا إن الثروات التي حصلتم عليها هي من ثروات هذا البلد الطيب برعاية حكومته حفظها الله التي وفرت لكم التسهيلات وأتاحت لكم الفرص وحرية العمل التجاري التي لم تتح إلى غيركم في كثير من البلدان، فمن واجبكم الإسهام في هذا المجال كرد للجميل، وإنني أحيي كل رجل أعمال أسهم في هذا المجال. وكلمة أوجهها إلى أبناء هذا الوطن وهي أن بلدكم ولله الحمد يزخر بالأماكن السياحية المختلفة في جميع أرجائه، فهل يوجد مبرر إلى السياحة خارج الوطن؟ آمل من كل مواطن التفكير في ذلك قبل أن يشد الرحال إلى خارج الوطن في الإجازة، وأشكر كل مواطن آثر الترفيه عن نفسه وعائلته داخل وطنه. * * وأخيرا، هل يتحقق هذا النداء الخالد لسيدي الأمير خالد الفيصل ويعادل دخل السياحة دخل البترول؟ أقول نعم وإذا تكاتفت الجهود التي ذكرتها فسوف نرى بإذن الله سياحة يشار إليها بالبنان وتصبح ذات شهرة عالمية في ظل القيادة الفتية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني حفظهم الله جميعا,.