سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مخاطر السرطان تتجاوز الأطعمة والمشروبات وتلاحق مستخدمي الأشمغة كبار المورِّدين : منتجاتنا سليمة.. والتجار: ما يجري استمرار للحملة على المنتج الصيني المنافس
ليست الأطعمة والمشروبات رديئة الصنع و(المغشوشة) وحدها المتهم في الإصابة بأمراض خطيرة، بل حتى الملبوسات دخلت هي الأخرى قفص الاتهام بعد ما تردد مؤخراً احتواء بعض المستورد مواد تتسبب في أمراض جلدية وأخرى سرطانية. البطل المثير بين الملبوسات؛ (الشماغ) الذي اعتقلته وزارة التجارة والصناعة مؤخراً في ميناء جدة الإسلامي وتحديداً في إحدى مختبراتها، واتضح بعد فحصه أنه يحتوي على نسب عالية من مادة (راتنجات الفورمالدهيد) التي تسبب أمراضاً من بينها (السرطان). الوزارة كشفت ذلك عبر عينتين من إحدى (الماركات)، ومع ذلك فإنّ السوق السعودي يعج بعشرات الأنواع من الأشمغة المقلدة الجاذبة لكثير من المستهلكين متوسطي الدخل لتدني أسعارها التي تعد الأقرب للخطر بحسب بعض المختصين. (الجزيرة) ووسط الموجة التي يعيشها سوق الشماغ، حاولت فك طلاسم القضية ومعرفة أبعادها ومدى خطرها لتخرج بهذا التحقيق: * ما هي (راتنجات الفورمالدهايد) المسببة للسرطان ..؟ - هي مادة تستعمل في القماش لتثبيت الأنسجة وتستخدم في التجهيز الكيميائي للأقمشة وخاصة القطني منها، حيث تعتمد الأشمغة على مثبتات حتى تظهر بصورة أفضل أمام الزبون والمكون الرئيس لهذه المواد الضارة (النشأ). وتصنف مادة الفورمالدهيد على أنها خطرة على الصحة لتسببها في حدوث التهابات جلدية وحساسية متأخرة لدى المريض، وأثبتت التجارب التي أجريت على الفئران إصابتها بسرطان في الأنف بعد استنشاقها لتلك المادة. وهناك أعراض سريرية للمرضى المتعرضين لتلك المادة بإفراط، ومنها ظهور الحساسية على المنطقة المغطاة بالملابس وتتحسن الأعراض عند خلعها .. وينصح أطباء بأهمية غسل الشماغ جيداً قبل لبسه للتخلص من بقايا المواد الكيميائية والمثبتة. وبحسب الدكتور محمد حسين استشاري الأمراض الجلدية، فإن مادة الفورمالدهيد إذا لم يتم التعامل معها بجودة عالية ونسب دقيقة في الملابس والمنسوجات القطنية، فإنها قد تسبب مشاكل جلدية كثيرة، ولم ينف ل (الجزيرة) أن يكون السرطان إحداها، وأشار إلى أن المنتجات رخيصة الثمن ورديئة الجودة، قد تكون أكثر عرضة من غيرها في التسبب بأمراض مستعصية. وتعطي دول متقدمة جانب العناية بمواطنيها اهتماماً ملحوظاً، من خلال إجراء اختبارات على الملابس المستوردة للكشف عن مادة الفورمالدهيد الكيميائية، وتعلن ذلك باستمرار عبر وسائل الإعلام لطمأنة مواطنيها، حيث تعتزم الحكومة النيوزلندية بحسب وكالة الأنباء الألمانية إصدار بيان حول سياسة السلامة بالنسبة للملابس تحدد المستويات المقبولة للفورمالدهيد فيها. (الجزيرة) التقت عدداً من تجار الأشمغة لأخذ رأيهم حول هذه القضية، حيث يؤكد عبد العزيز العجلان رئيس مجلس إدارة شركة أبناء محمد السعد العجلان الموردة لشماغ (البسام)، أن المورِّد الناجح والأمين يحرص على التعامل والتعاطي مع المصانع ذات المنتجات الجيدة والتي تلتزم بمعايير الجودة الإنتاجية والصحية، ونفى العجلان احتواء شماغ البسام على أي مواد تسبب السرطان وقال: أشمغتنا نستوردها من إنجلترا والكل يعرف مدى حرص بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية على صحة المستهلك، مذكراً بالشروط والعقوبات التي تضعها بريطانيا للمخالفين لشروط المواصفات والمقاييس. أما بسام الدخيل أحد تجار ملابس الأطفال فيقول : إن هذه المادة مبالغ في خطورتها فهي تستخدم منذ سنوات طويلة في كثير من الملابس وبنسب غير مضرة بالصحة .. ويضيف: لم نسمع من قبل عن أي إصابات بالسرطان تسببت بها الملابس. ورأى أن الأمر لا يعدو هجوماً من أصحاب المنتجات مرتفعة الثمن على منافسيهم الجدد في مجال الملابس والذي أضحوا (بحسب رأيه)، يقدمون المنتجات بأسعار تلائم الجميع ويقتطعون يوماً بعد يوم حصة كبيرة من سوق الملابس الضخمة بأنواعه المختلفة. من جهة أخرى يقول عصام الحشاني رئيس مجلس إدارة الأركان الأربعة المنتجة لأشمغة: إن أشمغتنا تتميز بخصوصية الخيوط حيث ينتج القطن من مصر ثم تتم معالجته في إيطاليا عبر معامل وخبرات عالمية .. مشيراً إلى أن هناك منتجات مستوردة في الأسواق تنضح بالغش مؤكداً انه وغيره من الموردين خاطبوا الجهات المسؤولة لعمل رقابة ومتابعة مصادر ومصانع هذه المنتجات المغشوشة ووقف تلاعبها. بينما يقول أحد موردي الملابس الجاهزة (رفض ذكر اسمه): إن ما يجري بين فترة وأخرى من طرح تأثير بعض المنتجات على الصحة ليس سوى استمرار للحملة على المنتجات الصينية والتي نجحت في كسب ثقة المستهلك بتقديم الجودة والسعر المناسب والأسواق الأمريكية والأوروبية اليوم، تعج بمنتجات الملابس الصينية، وقد تجاوز الإقبال عليها ما توقعه الصينيون أنفسهم، ما دعا مصانع كثير من تلك الدول إلى إغلاق أبوابها والخروج من السوق لعدم قدرتها على المنافسة، ولذا لا يتجاوز الأمر في نظري أكثر من حرب اقتصادية لفك رباط الثقة بين المستهلك وتلك المنتجات وركوبا لموضة السرطنة!!. أما عجلان عبد العزيز العجلان رئيس مجلس إدارة شركة عجلان وأخوانه وهو المنتج لشماغ (بروجيه) فيقول ل(الجزيرة): نحن نعلم بخطورة مادة راتنجات الفورمالدهيد وشركتنا حريصة على الالتزام بالنسبة العالمية في وجودها بالأشمغة، لكن يجب الإشارة إلى أن هذه المادة موجودة في كل الأقمشة وما يحدد سلامة المنتجات هو حجم تلك المادة في الأقمشة .. ويضيف العجلان: ( نحن نعتمد في معظم منتجاتنا على الخامات الطبيعية من القطن وغيرها ولدينا مختبراتنا الخاصة بذلك)، ولفت إلى أن شركته تعتبر الأولى محلياً وعربياً في الحصول على شهادة الجودة العالمية إيزو 9001 في مجال تجارة الأشمغة والغتر والملابس الداخلية وأنها الوحيدة الحاصلة على شهادة (تست تكس) العالمية التي تمنح للشركات التي تستخدم مواد صديقة للبيئة. من جانبه قال خلف بن رباح الشمري رئيس لجنة مكافحة الغش التجاري بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض أن اللجنة عرضت القضية بعد طلب من صحيفة (الجزيرة) وذلك في اجتماعها الأخير رغم أنه لم يكن ضمن جدول العمل وأنها تسعى للخروج بنتائج إيجابية حول هذه المسألة. وأكد أنه ليس من الصعب الوصول لأي خلل في أي نوع من الأشمغة وأن هناك العديد من السبل لمعرفة مدى سلامتها .. وأضاف: أننا في اللجنة نسعى لزيادة الوعي لدى المواطنين للتواصل مع الجهات التي تصدر التشريعات ولتحفيز الجهات المعنية مثل وزارة التجارة والصناعة والمالية لزيادة عدد موظفي التفتيش. وكانت الهيئة العربية للمواصفات والمقاييس ذكرت في وقت سابق أن من مهام الهيئة في هذا الشأن تتمثل فقط في استقبال ما تقدمه لها وزارة التجارة والصناعة من منسوجات معروضة في الأسواق لعمل اختبارات لها لمعرفة خلوها من الأمراض المسرطنة، فإن ثبت وجودها تقوم الوزارة بمعاقبة