حسمت أندية الدوري السعودي الممتاز التعاقد مع الأجهزة الفنية مبكرا على غير العادة استعدادا لانطلاق الموسم الجديد الذي سيبدأ بمسابقة الدوري في 23 أغسطس الحالي مع تغيير محتمل لنظام المسابقة بإلغاء المربع الذهبي والعودة إلى نظام النقاط المتبع في أغلب دول العالم. وباستثناء الوطني الصاعد حديثا إلى دوري الأضواء الذي جدد عقد مدربه المصري عبود الخضري بعد ان أحرز معه بطولة دوري أندية الدرجة الأولى، غيرت الأندية ال11 الأخرى وهي الاتحاد والهلال والنصر والأهلي والشباب والوحدة والاتفاق والقادسية والطائي والحزم ونجران الوافد الجديد، جلدها التدريبي بحثا عن مستويات مميزة ونتائج إيجابية في الموسم الجديد. المدربون وتعددت جنسيات المدربين بشكل لافت للنظر هذا الموسم خلافا للمعتاد حيث كان يوجد أكثر المدربين في الدوري السعودي من الجنسية البرازيلية، وسيشاهد المتابع مديرين فنيين ينتمون إلى مدارس كروية متعددة من غرب وشرق أوروبا وأمريكا اللاتينية والمدرسة العربية، ولم تضم القائمة أي محلي. وحطم الأوروبيون الرقم القياسي بوجود 8 مدربين هذا الموسم 3 منهم برتغاليون هم طوني أوليفيرا (الاتفاق) وكارلوس الينيو (القادسية) وجوزيه موريس (الحزم)، ويحط الأول والثاني الرحال لأول مرة في السعودية، فيما كانت لموريس تجربة سابقة مع الحزم والشباب في الموسم الماضي. وأحضر النصر الهولندي فوكي بوي، وسيشرف مواطنه يان فيرسلاين على الوحدة، ويملك الأخير معلومات وافية عن الدوري السعودي خصوصا والكرة الخليجية عموما إذ سبق له أن قاد الاتفاق في العديد من المسابقات المحلية والخارجية كما عمل مدربا للجزيرة الإماراتي. ويكتمل عقد المدربين الأوروبيين بثلاثة آخرين أولهم الروماني كوزمين أولاريو (الهلال) وهو مدرب واعد لكنه يحمل سجلاً كبيراً من خلال عمله في دوري بلاده ويتوقع له النجاح مع (الزعيم). أما الثاني فهو الألماني ثيو بوكير (الأهلي) الخبير بكرة القدم السعودية الذي كان أحد اللاعبين المحترفين في الدوري السعودي في فترة الاحتراف الأولى مع نادي الاتحاد، ثم درب الفرق السنية في النادي ذاته قبل ان يعمل مدربا لنادي الوحدة ويصنع له طفرة كروية، فيما جاء من فرنسا فرناندو سيموندي ليشرف على الطائي. وتراجع عدد المدربين اللاتينيين وعلى وجه الخصوص البرازيليين الذين باتوا ممثلين بواحد فقط هو جوزيه كاندينيو (الاتحاد) الذي يملك معلومات وافية عن الدوري السعودي بعد ان تولى المهمة في الهلال والاتحاد في فترات سابقة وحقق نجاحات مع الفريقين ويعود مرة أخرى سعيا لتسجيل نفس النجاح. أما المدرب اللاتيني الثاني فهو الأرجنتيني أنزو هكتور (الشباب) وتجربته هي الأولى لكنه صاحب سيرة ذاتية جيدة، وتتمثل المدرسة العربية باثنين هما المصري الخضري (الوطني) والتونسي لطفي البنزرتي (نجران) الذي يملك تجارب عديدة مع الفرق السعودية فقد سبق له تدريب الخليج والاتفاق والوحدة. اللاعبون المحترفون سخرت إدارات الأندية كامل طاقاتها المالية من أجل التعاقد مع لاعبين أجانب على مستوى عال بعد ان تم تجديد عقود 6 فقط من أصل 39 محترفا، إذ لم يظهر الآخرون بمستويات مقبولة ولم يلبوا طموح القائمين على تلك الأندية. واختلفت التعاقدات في الموسم الجديد عن سابقاتها في ظل وجود أسماء مميزة من شأنها إثراء المسابقات المحلية ورفع درجة التنافس بين غالبية الفرق، فالهلال الذي تنتظره مهمة صعبة في دوري أبطال آسيا جدد عقد المدافع البرازيلي تفاريس للعام الرابع على التوالي وصانع الألعاب الليبي طارق التايب وتعاقد مؤخراً مع المهاجم البرازيلي برونو أكنيللو. أما الأهلي فجدد هو الآخر عقد مدافعه التونسي خالد بدرة وتعاقد مع الثنائي البرازيلي صانع الألعاب رودريغو الذي لعب مع الهلال في الموسم الماضي والمهاجم اندرسون نونيز. ونجح الاتفاق في التعاقد مع اللاعب المغربي صلاح الدين عقال الذي قدم نفسه بصورة رائعة في الموسم الماضي مع الطائي ولا سيما أنه يجيد اللعب في مركزي الوسط والهجوم، ثم تعاقد مع المهاجم الغاني برينس تاغو الذي مثل الاتحاد في الموسم قبل الماضي قبل أن يعيره إلى الشباب الإماراتي، واختتم تعاقداته بلاعب المحور السنغالي محمد روبيز القادم من الدفاع الحسني الجديدي المغربي. وواصل الشباب تميزه في جلب اللاعبين الأجانب وتعاقد مع المهاجم القوي النيجيري مايكل إينيرامو القادم من الترجي الرياضيالتونسي وصانع الألعاب البرازيلي كماتشو الذي قدم أفضل العروض والمستويات مع الهلال قبل موسميين وقبل انتقاله إلى العربي القطري ولاعب الوسط الأرجنتيني مانويل مارتينيز الذي كان محترفا في كولومبيا. وكشف الوطني عن استعداده القوي لدوري الكبار خصوصا أنه يشارك فيه للمرة الأولى حيث تعاقد مع المدافع التونسي لطفي السلامي والمهاجم الفرنسي سيلفان ايتانجيه والعاجي إبراهيما كيتا، بيد أن الأخير تراجع عن توقيعه مما اضطر إدارة الوطني الى مقاضاته لدى الاتحاد الدولي (فيفا). وتمكن الوحدة من دعم صفوفه بلاعبين مميزين فبعد تجديد عقد لاعبه الجوكر السنغالي حمادجي تعاقد مع المدافع الكاميروني إبراهيم نجانكا وصانع الألعاب الغاني أولي جونيور الذي سبق وأن لعب للصفاقسي التونسي والزمالك المصري. أما أندية النصر والحزم والطائي والقادسية ونجران فما زالت بصدد إغلاق هذا الباب خلال الأيام القليلة المقبلة. وتعاقد النصر مع المدافع التونسي عصام المرداسي وصانع الألعاب البرازيلي إلتون جوزيه ويبقى له لاعب واحد، وهذا الأمر يندرج على الطائي والحزم حيث جدد الأول عقد مهاجمه السنغالي أمادي سيسيه وتعاقد مع المدافع المغربي حسن بويزكار، في حين تعاقد الثاني مع المدافع البرتغالي فريدريكو رونا والمهاجم البرازيلي اندرسون راموس. من جانبه، تعاقد نجران مع المدافع العاجي بومبا كأول الأجانب ويبقى له لاعبان، فيما تعاقد القادسية مع الليبيين وليد السباعي ومحمد الزوي. معسكرات في تونس أنهت معظم الفرق تحضيراتها من خلال معسكرات خارجية أصبحت شعارا حيث وجود هذا الصيف 11 فريقا من أصل 12 خارج السعودية وتركزت الاختيارات على الدول التي تتمتع بأجواء معتدلة هروبا من حرارة الصيف فاختارت 7 أندية تونس لإقامة معسكراتها وهي الهلال والشباب والحزم والوحدة والأهلي والاتفاق ونجران، فيما رحل الاتحاد إلى سويسرا والوطني إلى الأردن وعسكر القادسية في الإسكندرية المصرية. وخاضت 4 من الفرق المعسكرة في تونس هي الهلال والشباب والوحدة والحزم غمار دورة ودية توج الشباب بطلا لها، وشكلت إعدادا ميدانيا للفرق الأربعة قبل بدء المنافسات الرسمية والاستحقاقات الخارجية التي تنتظر الهلال والشباب والوحدة حيث يلعب الأول في بطولة الأندية الخليجية، والأخيران في دوري أبطال العرب. في المقابل، كانت إقامة الأهلي في تونس مؤقتة واقتصرت على التحضيرات البدنية قبل أن يتوجه إلى سويسرا للمشاركة في دورة رباعية بمشاركة فرق الكويت الكويتي والعين الإماراتي والرجاء البيضاوي المغربي، في حين خاض الاتفاق ونجران عددا من المباريات الودية قبل اختتام المعسكر الخاص بكل منهما والعودة إلى السعودية للشروع في المسابقات الرسمية. واختار الاتحاد حامل اللقب سويسرا مكانا لإقامة معسكره الخارجي وقد لعب مباراة ودية مع فريق العربي الكويتي الموجود هناك لنفس الغرض، إضافة إلى عدد آخر من المباريات الودية مع اندية محلية. أما الوطني فقد أقام معسكرا في الأردن استمر 12 يوما ولعب هناك العديد من المباريات مع فرق المقدمة في الأردن ومنها الفيصلي والوحدات وشباب الحسين، في حين اختار النصر الإقامة في العاصمة الرياض ولم يدخل معسكرا خارجيا وقد لعب العديد من المباريات الودية مع فرق المنطقة من أندية الدرجتين الثانية والثالثة ومن المرجح ان يلتقي فرقا خليجية منها النصر الإماراتي، بينما أقام الطائي معسكراً داخلياً. وكان أكثر من مسؤول في هذه الأندية أكد أن تلك المعسكرات كلفت الكثير من المال لكن للضرورة أحكام بسبب الحرارة المرتفعة فضلا عن تأمين المباريات الودية التي تعتبر أحيانا سلاحا ذي حدين فالهلال مثلا لعب مباراة ودية مع فريق مستقبل قابس التونسي من الدرجة الثانية وتعرض أكثر من لاعب لديه لاصابة بسبب الخشونة. ولم يكن أمام الأندية السعودية من خيار آخر الا السفر لعدم وجود الدورات الودية المعتادة التي تقام في المناطق الباردة على غرار بطولة الصداقة الدولية على الأمير عبد الله الفيصل التي كانت تقام في أبها، أحد المصايف المهمة في السعودية، وكان يشرف على تنظيمها الأمير محمد عبد الله الفيصل عضو شرف النادي الأهلي السابق الذي ابتعد نهائيا عن المجال الرياضي بعد استقالته من رئاسة جهاز كرة القدم بالنادي الأهلي.