من آداب الدعاء

فاعتبروا يا أولي الأبصار الشيخ عبدالرحمن بن سعد الزير *

يقول الحق سبحانه وتعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ويقول سبحانه وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الدعاء هو العبادة وللدعاء آداب وأحكام ذكرها أهل العلم رحمهم الله في عدة مواضع أخذاً بما ورد في الكتاب العزيز والسنة المطهرة احببت تذكير نفسي واخواني المسلمين بها التزاماً بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وتحرياً للإجابة من الله تعالى فمن ذلك :
تحري الدعاء الموجز المشتمل على خيري الدنيا والآخرة فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ماسوى ذلك.
الاكثار من الدعاء الشامل الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله سبحانه ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
استحباب رفع اليدين بالدعاء مضمومتين وجعل بطونهما مما يلي الوجه.
البدء بالحمد لله والثناء عليه ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم الدعاء بما شاء وان يختم الدعاء بالحمد لله رب العالمين لقوله تعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
استقبال القبلة لأن خير المجالس ما استقبل القبلة.
الاكثار من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يكثر منه يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .
الإلحاح في الدعاء لان الله يحب الملحين في الدعاء ومن ذلك الدعاء ثلاثا كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاء الله تعالى مع الايقان بالإجابة واستحضار القلب عند الدعاء لان الله تعالى لا يستجيب دعاء من قلب غافل مع عدم التعجل في الإجابة.
تحري ساعة الاجابة والأوقات والاماكن الفاضلة كالدعاء في السجود لقوله صلى الله عليه وسلم أقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد ودعاء الاخ لاخيه بظهر الغيب والدعاء من الصائم عند فطره واثناء سفره وفي جوف الليل ودبر الصلوات المكتوبة وآخر ساعة بعد العصر من يوم الجمعة ودعوة يوم عرفة وعند نزول الغيث الى غير ذلك مما ورد في السنة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم.
الالتزام بالدعاء المأثور وعدم التعدي في الدعاء بالاثم والقطيعة أو الدعاء على النفس والمال والولد، واعلم ان سؤال العافية من أعظم الدعاء لاشتماله على خيري الدنيا والآخرة فقد روى الامام الترمذي رحمه الله ان العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه قال: يا رسول الله علمني شيئاً اسأله الله تعالى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلوا الله العافية قال فمكثت اياما ثم جئت فقلت: يارسول الله علمني شيئا اسأله الله تعالى فقال لي: ياعباس ياعم رسول الله: سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة.
* كوالالمبور ماليزيا