هل تعلمون أن النتيجة التي توصلت إليها دراسة ميدانية قامت بها وزارة الشؤون الاجتماعية قد أظهرت أن أكثر من (150)؛ مئة وخمسين ألف، شحاذ منتشرون في شوارعنا وأسواقنا ومساجدنا. وهل تعلمون أن هذا الدراسة قد كشفت أن نسبة غير السعوديين من هؤلاء الشحاذين قد بلغت في بعض المناطق 97% وأن 3% فقط هم من السعوديين، وأن غالبية هؤلاء الشحاذين هم من الأطفال المنتمين إلى جنسيات عربية مختلفة، ويأتون للمملكة إما عن طريق مواسم الحج والعمرة وإما عن طريق التسلل عبر الحدود. وهل تعلمون أن جميع من تم القبض عليهم في إحدى الحملات التي تمت في مدينة جدة هم من الأطفال، وأن كل هؤلاء الأطفال الشحاذين يعملون لمصلحة عصابات منظمة يديرها مجرمون من مختلف الجنسيات، وهل تعلمون أن غالبية هؤلاء الأطفال المستأجرين يتم تشويههم وقطع بعض أطرافهم ليواصلوا عملية التثميل على مجتمعنا (الطيب)؟ وهل تعلمون أنه لا يوجد لدينا جهاز متمكن للسيطرة على ظاهرة الشحاذة المنتشرة في كل أرجاء الوطن؟ فما لدى وزارة الشؤون الاجتماعية من إمكانات بشرية لا يمكن السيطرة بها على تلك الظاهرة. وهل تعلمون أنه قد تم مؤخراً تكليف أقسام الشرطة لتكافح تلك المجموعات؟ وفي ظني أننا لن نتمكن من القضاء على ظاهرة الشحاذة ما لم يتم تأسيس جهاز قوي متمكن يتم دعمه بميزانيات وكفاءات بشرية قادرة على التعامل والسيطرة على تلك الظاهرة. وهل تعلمون أن القضاء على تلك الظاهرة لا يحتاج إلى حملات إعلانية أو دراسات أو أبحاث؟ وأن كل ما نحتاجه هو تكثيف الحملات التفتيشية والضرب بيد من حديد على تلك العصابات التي تقف خلف انتشار تلك الآلاف من الشحاذين في شوارعنا. كما أنه من الأهمية أن يصدر عن هيئة كبار العلماء فتوى شرعية تجرم كل من يقف خلفهم ويدعم انتشارهم، وكذلك فتوى بعدم جواز تقديم التبرعات لأمثال هؤلاء الشحاذين الذين لهم تأثيرهم السلبي في الجانب الأمني والاجتماعي والاقتصادي على وطننا الغالي. وأخيراً هل تعلمون أن أهم مسببات انتشار تلك الأعداد الهائلة من الشحاذين في شوارعنا ومساجدنا هو طيبة مجتمعنا غير المبررة؟ فلو لم نغدق عليهم بالعطاء لما وصل أعدادهم إلى الآلاف، فلماذا إذاً لا ندفع ما تجود به أنفسنا من أموال لجمعيات البر التي لديها من برامج الضمان الاجتماعي ما يكفل تأمين الحياة الكريمة لكل مواطن محتاج وذلك بدلاً من إنفاقها على تلك العصابات المنظمة من خلال هؤلاء الآلاف من الشحاذين المنتشرين في شوارعنا ومساجدنا؟ (*) [email protected]