- لاشك أن الاختيار جاء لتوفر مجموعة عوامل مجتمعة، فعودة الاستاذ خالد المالك رئيساً لتحرير (الجزيرة) وما أحدثه من انجازات متلاحقة لهذه المطبوعة العملاقة، كذلك نجاح الملحق الرياضي تحت قيادة الزميل المبدع الأستاذ محمد العبدي، بالإضافة إلى التاريخ الكبير للصفحات الرياضية في (الجزيرة) وماكانت عليه في الماضي. ويكفي أن الاستاذ عثمان العمير والأستاذ محمد العوام أشرفا في يوم من الأيام على القسم الرياضي وتركا بصماتهما على ملامح الاعلام الرياضي السعودي بصفة عامة. لا زالت في ذاكرتي كثير من تلك العناوين المثيرة والكتابات العذبة التي اتحفونا بها ولا شك أنني الآن وأنا أقرأ الصفحات الرياضية أرى كثيرا من التفوق والتميز، فالجامعة الكبيرة أنجبت أساتذة قادرين على الإبداع. لذلك أود أن أشكر الزميل محمد العبدي على تلك الفرصة التي منحني إياها وأتمنى أن اكون وفقت، وعلى فكرة أنا أكتب أيضا في المجالين الاجتماعي والسياسي في (الجزيرة). * يلحظ المتابعون لمقالاتك أنها لا تخلو من التطرق للشأن الهلالي إما انتقادا وإما امتداحا، فهل أنت هلالية الميول؟ وأين نصيب الأندية الأخرى من مقالاتك؟ - أنا هلالية وأعتز في ذلك، وعندما أدخل مناسبة اجتماعية أو عائلية يقولون لي أهلاً بالهلالية، وأنا أنتظر فقط بطاقة عضوية الهلال من الأمير محمد بن فيصل رئيس النادي وسأكون شاكرة له ومقدرة إن منحني إياها وأرسلها لي لأكون أول امرأة تحصل على بطاقة أهم ناد في آسيا. نعم أنا كتبت في الشأن الهلالي مادحة وهل غير الهلال يستحق المديح، وأنا اقول إن من لا يشجع الهلال فقد فاته جزء هام من السعادة، فكل ما فاز الزعيم أو حقق بطولة يكون يوما استثنائيا، وما أكثرها أيامي الاستثنائية الجميلة الزرقاء في حياتي. أما موضوع النقد فهو وارد في كتاباتي، والنقد وسيلة هامة لتصحيح الأخطاء، والإدارة الهلالية الحالية بقيادة الأمير الشاب محمد بن فيصل عودتنا على تقبل النقد، وكذلك كل الإدارات السابقة لهذا النادي البطل. أما الأندية الأخرى فقد كتبت منذ فترة عن الأهلي وتوقعت أن ينال أكثر من بطولة هذا الموسم وكتبت أكثر من مرة عن الشأن النصراوي وعن بقية أندية الوطن الغالية. * هل تواجهين حرجاً في محيطك كونك تكتبين في المجال الرياضي تحديداً؟ - لا يمكن أن أواجه حرجاً فيما أكتب خاصة عندما أقدم على أي عمل في حياتي. * المعارضون لكتابة المرأة في المجال الرياضي يستغربون طرحك وأنت بعيدة عن الملاعب والمدرجات، بماذا تردين؟ وهل يكفي القلم النسائي المشاهدة عبر التلفاز لتناول الشأن الرياضي بالنقد والتشريح؟ - أعتقد أن من يحلل فنيا داخل استديوهات التحليل حتى لو كانت هذه الاستديوهات في الملعب يشاهد عبر التلفاز ليتمكن من الاستفادة من وسائل التقنية المتقدمة في نقل التلفزيون. وأنا دائما ما أحرص على مشاهدة استديوهات التحليل قبل المباريات وأتابع الصحف بشكل يومي، ودائما ما أخرج برؤية المجتهد الذي لا يلام على اجتهاده. لكن أتمنى من المعارضين أن يعرفوا أن التقنيات الجديدة وبالذات الانترنت وفرت المعلومات حتى لو كان الانسان في القطب الشمالي. * على الرغم من قصر مشوارك مع المقال الرياضي إلا أنك أصبت نجاحا لافتا في كثير من الأمور وكونت لك قاعدة من المتابعين والقراء، ما السر في هذا النجاح؟ - أتمنى أن أكون كذلك، وكما ذكرت لك أنني في النهاية مجتهدة وأتمنى أن أحقق المزيد، فالحركة الرياضية السعودية هي جزء هام من تطور بلادنا وهذا ما شهد لنا به الآخرون، وما أنا وغيري من الكتاب الرياضيين إلا إفراز طبيعي لهذه الحركة ومتطلباتها ومفرداتها، فالإعلام الرياضي شريك هام وقوي في تلك المكتسبات الرياضية العملاقة التي تحققت لبلادي. * يعاب على مقالاتك عدم انتظام الطرح أو الظهور فهي إما متقطعة وإما متباعدة، لماذا؟ - أنا أعتقد أن هناك إشكالية بيني وبين الزميل محمد العبدي، وأتمنى أن تحل فأحيانا كثيرة أرسل مواضيع ومقالات قد يرى هو شخصيا أنه يمكن نشرها في أي وقت لأنها تتناول موضوعا لا يتعلق بالأحداث الجارية في الساحة الرياضية. وأحيانا أكتب عن حدث ما ويتم تأخير النشر وقد يكون غير قابل للنشر، أتمنى أن تحل هذه الإشكالية وأن أنتظم أسبوعيا مع القراء. * لك مؤلف جديد في أداب التعامل وفن الإتيكيت.. كيف نربط بين هذا الفن والفن الكروي أو الرياضة في مقالاتك؟ - أعتقد أن الرياضة في كل تفاصيلها تقوم على مبدأ حسن التعامل واحترام الخصم، والعرف الرياضي (ابتسم عند الهزيمة وتواضع عند النصر) أكبر شاهد على ذلك. لا شك أننا بحاجة إلى توضيح هذه المبادئ الهامة والقيمة في التعامل مع الآخرين لكل الوسط الرياضي لاعبين وإداريين وجماهير، ويجب ألا نخرج عن الروح الرياضية مهما كانت الظروف. لا شك ان هناك من تجاوز خطوط الإتيكيت واللباقة وكل معايير الخلق الرياضي، فنجد أن لاعبين في أنديتنا تمادوا وضربوا حتى المصورين خارج الملعب وأمام كاميرات التلفاز وفي مناسبات عربية، ونجد أن رؤساء أندية خرجوا من المنصة ولم يستطيعوا البقاء وإكمال المراسم المخصصة لذلك. نجد أن نائب رئيس أحد الأندية لم يوافق على تأجيل مباراة خصمه الذي يخوض مباراة يمثل فيها الوطن. أضف إلى ذلك سيل الكذب المتدفق في تصريحات رؤساء الأندية بدلا من أن يكونوا قدوة حسنة، نجد أننا أمام ظاهرة غريبة في إفساد لاعبي الأندية الأخرى من قبل رؤساء بعض الأندية. هذه الفيروسات الغريبة على رياضتنا تحولت إلى أورام لا بد في تقديري من استئصالها. * انتقدت غير مرة مدربين ومحللين من بينهم الهريفي والدبيخي وأبواثنين، على ماذا استندت في ذلك وأنت البعيدة تماما عن هذا المجال؟ - أعتقد أن الكابتن فيصل أبواثنين كنت دائما أشيد به واقول إنه والكابتن حسين الصادق والكابتن خالد الشنيف لهم مستقبل كبير في التحليل الفني. أما الهريفي والدبيخي وفؤاد أنور وماجد عبدالله فأنا أختلف معهم فيما طرحوه أثناء المونديال الماضي. ولا توجد قاعدة تؤكد أن كل نجم رياضي يتحول إلى معلق رياضي أو محلل أو مدرب، فالتحليل الرياضي علم ولابد ان يتوفر في المحلل الحد الأدنى من الثقافة والإلمام باللغة العربية واللباقة وأسلوب اختيار المفردات. نجد أن فؤاد أنور وعلى الهواء مباشرة ومن خلال قناة لها مكانتها يخرج علينا بمظهر غير لائق وفي نفس الوقت يستخدم مفردات عامية مثل (الزبرقة) وهي تعني تحسين الشيء. أما فهد الهريفي فلقد استغل استديو التحليل للإساءة للاعبي الهلال والمدرب باكيتا، وأيضاً هو بعيد كل البعد عن مفردات اللغة العربية وأذكر أنه قال (عند الأندية دخل جامد) فهو أراد أن يعبر عن موارد الأندية بهذا الأسلوب، لا شك أن ثقافة المحللين بهذا الشكل لا تعطي انطباعاً حقيقياً عن واقع إعلامنا الرياضي الغني بالمواهب. أما حمد الدبيخي فلديه مشكلة مع نفسه وهو لا يعجبه العجب. أعتقد أن استديوهات التحليل أثناء المونديال في قنوات mbc، lbc كانت مخصصة للإساءة لإنجازاتنا الرياضية ورموزنا فكل الاطروحات لم تكن تلامس أبسط معايير المنطق الرياضي. مثل تلك الحملات المكشوفة الكل يعرف دوافعها ومن يقودها ولمصلحة مَن ومقدمها معروف من يدفعه حتى وإن غيّر ملابسه. وأود أن أكرر مطالبتي بضرورة إعادة النظر بخطابنا الرياضي وبالذات قبل المشاركات الهامة. * في عديد من دول العالم والقريبة منا في منطقة الخليج تتواجد المرأة في مدرجات الملاعب، وبالأمس القريب في دورة الخليج بالإمارات كان العنصر النسائي السعودي حاضراً بفعالية في المدرجات، هل تؤيدين الحضور النسائي لمباريات الدوري السعودي من خلال تخصيص مدرج خاص للمرأة في ملاعبنا؟ ولماذا؟ - لِمَ لا إذا كانت هناك مدرجات مخصصة للعوائل كما يحدث في نادي الفروسية مثلا. أعتقد أن حضور المرأة للمباريات شيء جميل طالما أنه وفق ضوابط ولا يوجد أي اختلاط. * ألا توافقينني الرأي في أن الأقلام النسائية في الصحافة الرياضية بدأت في الإنحسار؟ ما الأسباب؟ - لا أبداً.. فهناك أقلام جيدة رغم الظروف الصعبة، ولا بد أن أذكر شيئاً هاماً وهو أن الوسط النسائي الرياضي كبير في مجتمعنا وأنا ألمس هذا الشيء، وأعتقد أنهم بحاجة إلى أقلام نسائية. * طالب الشيخ سعد البريك بمزاولة الرياضة البدنية في مدارس البنات مساء.. وقال (ليس ثمة ما يمنع منها شرعاً وعقلاً لبناتنا ونسائنا لتأمين الحد الأدنى من اللياقة لهن).. ما تعليقك؟ - الشيخ سعد البريك لديه دائماً أفكار طيبة وتتلاءم مع واقعنا. أعتقد أن وجود الرياضة داخل أسوار المدارس والجامعات أمر هام لمزاولة الرياضة النسائية، فالعقل السليم في الجسم السليم، فأنا أوافق هذا التوجه كما أنني مع ما طرحه الاعلامي المميز حسين شبكشي في جريدة (الحياة) في ضرورة إنشاء أندية رياضية نسائية، فبدلاً من أن تمارس السيدة المشي في الشارع بجوار الرجل، فلتمارس الرياضة داخل أسوار مخصصة لها. أطالب بإنشاء أندية رياضية نسائية وبأسرع وقت ممكن تكون فيها كل الألعاب الرياضية، ولماذا لا تكون فروعاً للاندية الكبيرة، وأعتقد أن في الرياضة مجموعة فوائد ومنها القضاء على الوقت وتنمية العقول. * على الرغم من أن مجال تخصصك الدراسي في العلوم السياسية إلا أن لديك ميولاً رياضية، هل هناك رابطة بين السياسة والرياضة في نظرك؟ - أعتقد أن الرياضة والسياسة هما وجهان لعملة واحدة، والرياضة وسيلة هامة في تواصل الشعوب والتقارب بينها، وكثيرون من السياسيين في العالم يعشقون الرياضة وبالذات كرة القدم. وكم من مرة حققت الرياضة ما عجزت عن تحقيقه السياسة، لكن أنا أتمنى أن تكون قرارات هيئة الأممالمتحدة نافذة وقوية مثل قرارات الفيفا. * اختاري أربعة اسماء ووجّهي لها رسائل. = صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد: - إنجازاتنا الرياضية السعودية التي تحققت على كافة الأصعدة هي عنوان للتميز للرئاسة العامة لرعاية الشباب والتي يقودها سموكم بكل اقتدار. = سمو الأمير بندر بن محمد بن سعود الكبير: - الدور الكبير الذي يقوم به سموكم في خدمة الزعيم لا يمكن أن ينساه أو يتجاهله أي محب لهذا الكيان. = سمو الأمير محمد بن فيصل: أتمنى ألا تترك الزعيم. = الكابتن سامي الجابر: أعتقد حان الوقت للتفكير في اعتزالك، وأنت في قمة المجد، وأعتقد أنك ملكت كل الأوسمة.