قدّم نادي نجران مستويات جيدة أعادت حلم الصعود إلى عشاقه، وذلك بعد الفوز الأخير على فريق الفيحاء بمحافظة المجمعة 2- 1 وتقدمه للمنافسة عن طريق المحافظة على وصافة الدوري بفارق تسع نقاط عن أقرب منافسيه، ولا زال لديه خمس مباريات بملعبه ومباراة خارج أرضه، ورأينا نجوم نجران كيف استطاعوا أن يستعيدوا الثقة بعد فقدانها بخسارة مباراة الاتحاد في كأس ولي العهد، وكيف استطاعت الإدارة أن تعالج الخطأ بإلغاء عقد المدرب والتعاقد مع مدرب آخر يملك الكثير وصاحب شخصية قوية، وليس عيباً أن يخطئ الإنسان، إنما العيب أن يستمر في الخطأ، ولا يوجد صح إلا بعد الخطأ، وإدارة نادي نجران الشابة برئاسة الأستاذ القدير مصلح آل مسلم الذي كوّن فكراً رياضياً ممزوجاً بالوعي واحترام مشاعر الآخرين، حتى كسب احترام البعيد والقريب، رجل عمل كثيراً وعانى من النقص المالي، لديه الروح النجرانية الأصيلة، لم ييأس، بل استطاع أن يوجد كوكبة نجوم قادرة على فعل المستحيل متى ما وجدت المتابعة والاهتمام ومدرباً جيداً، وعندما ألغت إدارة آل مسلم عقد المدرب التونسي فتحي الجبالي وسلمت الفريق للوطني يحيى خريم ضجَّت جماهير نجران للخطأ الكبير، ولكن سرعان ما عاد الشاب المتفهم مصلح آل مسلم ليصلح الخطأ ويتعاقد مع المدرب التونسي سمير السليمي، ليستطيع أن يعالج الأخطاء ويعيد الثقة إلى لاعبيه ويحصد ست نقاط بأداء رجولي ومتابعة جيدة، وهذا ما نحتاجه؛ الوضوح من قبل مسؤولي الأندية. وعندما خرج آل مسلم ليقول: أنا أتحمل مسؤولية الإخفاق؛ كسب احترام الشارع الرياضي ومحبي نجران، وهذا الشاب لديه طموح ومقدرة على معالجة الأوضاع بحكمة ودراية تامة بكل الأمور التي حوله، واليوم نجران أصبح أقرب للصعود، وهذا الحلم سيتحقق إن شاء الله. ولديّ سؤال لأعضاء شرف نجران باستثناء الأستاذ علي حمرور الذي يدعم النادي بين فترة وأخرى: ماذا قدمتم لنجران ولإدارة آل مسلم؟ وماذا أنتم فاعلون في الفترة القادمة؟ رأينا بعض أعضاء الشرف يطالبون الإدارة بالرحيل بعد خسارة الاتحاد، وكأن نجران ريال مدريد وفي خزانته مليون دولار. لم يعرف هؤلاء الذين طالبوا الإدارة بالرحيل أن هذا الرئيس هو الوحيد الذي استطاع أن يعيد أعضاء شرف مؤثرين إلى النادي، واستطاع أن يترجم عمله الدؤوب إلى واقع خدم نجران ورياضة المنطقة، ولا زال لديه الكثير. لم يعرف هؤلاء الأعضاء الذين طالبوا آل مسلم بالاستقالة أن خزانة النادي خاوية منذ بداية الدوري، وأن الرجل صرف من جيبه ما يقارب الثلاثمائة ألف ريال أو أكثر، وأن هناك ديوناً على النادي والملتزم بها مصلح آل مسلم. أين الروح لدى هؤلاء الأعضاء؟ أم أن حب التصريحات وظهور صور الأعضاء هو الأهم لديهم. نجران لا يملك سوى إمكانيات جد متواضعة، ولكنه يمتلك رجالاً لديهم النظرة المستقبلية، يملك شاباً طموحاً، وهو مصلح آل مسلم الذي استطاع مع النجم الداعم الحسن اليامي الذي يصرف المكافآت من جيبه للاعبين حباً في شعار نجران وحباً في تطور الكرة بالمنطقة أن يفرح جماهير المنطقة اليوم بقرب الصعود، ومن حقها أن تفرح وتقول ما تريد؛ ففريقها ينافس بقوة على البطاقة الثانية للصعود للممتاز، والجميع يد واحدة، فلنترك الخلافات ونتجه إلى جلب موارد مالية للفريق والتفكير في مستقبل نجوم الكرة في نجران والعمل بقلب واحد ونظرة شمولية قادرة على رؤية الإبداع والفرح بالانتصارات وإخراج النجوم، ونجران خزنة مليئة بالنجوم، وصعود نجران للممتاز سيخرج من داخل هذه الخزنة نجوماً تستفيد منها أندية الممتاز، وأنا متأكد أن كل الرياضيين في المنطقة فرحون بعد تجدُّد منافسة الصعود وتغلب نجوم نجران على نكسة الاتحاد، وهذا ناتج من عقلانية الإدارة التي تحتاج إلى دعم الأعضاء وليس التجريح، كما أن النجوم الحقيقيين في نادي نجران هم جمهوره الواعي الذي استطاع أن يساند الفريق في جميع المباريات داخل المنطقة وخارجها، ونجران لديه كمّ هائل من المبدعين، أولهم رئيس النادي والنجم الحسن اليامي، وآخرهم جمهوره الوفي الذي سيفرح قريباً بالصعود؛ لأن نجران بحاجة إلى الصعود بعد صبر طويل، والقادم لنجران جميل برجاله الأوفياء الذين يشهد لهم التاريخ بعدم اليأس ومواصلة العمل؛ فرياضة نجران جزء من رياضة هذا الوطن، والوطن في قلوبنا؛ فرياضتنا عالمية، ويجب أن نرتقي في كل شيء حتى نحافظ على المستوى الذي وصلنا إليه.