لاجديد..الزعيم يواصل سيطرته على العميد

هزم النقص والخصم وانفرد بالصدارة ..

أعاد الهلال سيناريو نتيجة مباراته مع الاتحاد في الدور الأول عندما قهر ظروف النقص وتساهل التحكيم مع الخشونة وتغلب على الاتحاد بواسطة نجمه الذكي محمد الشلهوب الذي قدم درسا في الفكر الاحترافي الراقي باستثماره انشغال لاعبي الاتحاد وسدد الضربة الحرة المباشرة في الشباك الاتحادية بدهاء.
وكان الاتحاد قد لحق بالمباراة بواسطة بديله الناجح نايف البلوي بعد أن كان الهلال قد تقدم بهدف القناص ياسر القحطاني في الشوط الأول الذي تفوق فيه الهلال لعبا ونتيجة.
المباراة شهدت طرد (4) لاعبين دفعة واحدة وفي شوط واحد.!
الحكام واللاعبون
** أدار المباراة طاقم إسباني مؤلف من كارلوس ميقيا دافيلا للساحة وساعده جوان كارلوس بوستي جمنيز وأجيدو روزاس وحكم رابع ليزندو كورتسر.
بدأ الاتحاد باللاعبين: ياسر آل نتيف، حمد العيسى، رضا تكر، حمد المنتشري، عدنان فلاتة، محمد نور، سعود كريري، إبراهيم سويد، فيصل سيف، صالح الصقري والحسن كيتا.
فيما لعب الهلال باللاعبين: محمد الدعيع، تفاريس، فهد المفرج، خالد العنقري، عبدالعزيز الخثران، خالد عزيز، عمر الغامدي، نواف التمياط، طارق التائب، رودريغو وياسر القحطاني.
الشوط الأول
** لعب الهلال ضربة البداية، وعلى الفور أرسل نواف التمياط كرة عرضية مناسبة للتسجيل للقناص ياسر لكنه لم يحسن التعامل معها.
كان بحث المدربين واضحا عن السيطرة على منطقة المناورة (الوسط) حوّل في الدقيقة الرابعة كرة عكسية في منطقة الجزاء الاتحادية لم تجد من يستثمرها ثم حاول ياسر التسديد بيساره لكن اشتراك المدافع الاتحادي أضعف من قوتها. سدد فيصل سيف في الدقيقة الخامسة بيساره مرت بعيدة عن المرمى الهلالي.
حاول رودريغو بكرة عكسية بالعرض انتهت بين آل نتيف في الدقيقة السابعة. كان طارق التائب صانع اللعب الهلالي البارز في الدقائق العشر الأولى وكان محمد نور مثيله في الوسط الاتحادي.
شهدت الدقيقة العاشرة أول صعود للظهير الاتحادي الأيمن حمد العيسى في بناء الهجمة الاتحادية. ظهر الهلال بأفضل حال خلال ربع الساعة الأولى لتحركات الثلاثي طارق ونواف ورودريغو إلى جانب صمود العنقري في الجهة اليمنى وبخاصة التائب الذي تحرك في كل المواقع وحاول التسديد والتمرير غير مرة.
وجاء اللعب في منتصف الملعب الاتحادي في ظل الضغط الهلالي والاعتماد الاتحادي على الهجمات المرتدة.
وقد اضطر الكيتا للعودة كثيرا إلى الوسط.
في الدقيقة (19) هجمة هلالية منظمة انتهت إلى أقدام التائب الذي سدد بعيدا عن المرمى.
اصطاد مدافعو الهلال لاعبي الاتحاد في مصيدة التسلل بشكل واضح. في الدقيقة (21) تدخل الدعيع في التوقيت المناسب لقطع الكرة على الحسن كيتا لكن الكرة أفلتت من يديه وتدخل تفاريس لإنقاذ الموقف.
محاولات الاتحاد الهجومية لم تكن ذات خطورة وجاءت بصورة متقطعة على عكس الهجوم الهلالي.
في الدقيقة (26) أرسل التمياط كرة ساقطة في منطقة الجزاء من ضربة حرة مباشرة تدخل آل نتيف في ابعادها لكن الخطر ظل ملازما لمنطقة الجزاء الاتحادية حتى انتهت إلى ركلة زاوية هلالية.
في الدقيقة (28) تدخل المفرج في ابعاد كرة خطرة اتحادية قادها الكيتا ليحول الكرة إلى ركلة زاوية أبعد خطورتها الدعيع بقبضة يده.
وفي ثاني صعود للعيسى حول كرة عرضية أبعدها المفرج إلى الكورنر، وبعدها مباشرة الدعيع يبعد كرة عكسية من ركنية جديدة.
سهم القناص
وفي الدقيقة الثلاثين أشعل (القناص) ياسر القحطاني المباراة بعد أن استغل كرة عرضية أرسلها عمر الغامدي جهزها له رودريغو في منطقة الجزاء ليعالجها ياسر بقوة في حلق المرمى الاتحادي معلنا تأكيد التفوق والسيطرة الهلالية بهدف قوي بإمضاء القناص.
لا شك ان الدفاع الاتحادي يتحمل مسؤولية الهدف لسوء التغطية وضعف المراقبة، لكن الهدف يسجل للسرعة واللعب من لمسة واحدة والتنظيم الجيد للاعبي الهلال وسرعة الارتداد من الدفاع إلى الهجوم وحسن التمركز.
تعرض المدافع تفاريس في الدقيقة (34) ل(كوع) من الحسن كيتا سقط بسببه أرضاً واحتسب الحكم خطأ لمصلحته.
طيلة الدقائق الثلاثين كان نور وحيدا في صناعة اللعب الاتحادية في ظل التحفظ الدفاعي الاتحادي والضغط الهجومي الهلالي.
الدقيقة (38) تشهد ارتباكا اتحاديا في الخطوط الخلفية بدأت بخطأ في التفاهم بين كريري وفلاتة وانتهت بإرجاع تكر للكرة إلى الوراء للحارس تيسير في ظل ضغط من عمر الغامدي. بعدها أطلق حمد العيسى تسديدة قوية اعتلت العارضة الهلالية.
رد عليها التائب بقذيفة بيساره في الدقيقة الأربعين أبعدها ببراعة آل نتيف لكن بصعوبة إلى الكورنر، ويكسب الهلال زاوية أخرى مباشرة لم يستفد منها.
واصل الهلال الضغط على الاتحاد في ملعبه مما أكسبه (4) ركلات زاوية متتابعة، تحولت أخراها إلى هجمة مرتدة للاتحاد انتهت عند أقدام الدفاع الهلالي الذي لعب بالتزام وانضباطية تفوق نظيره الاتحادي.
حاول خالد عزيز صنع كرة خطرة على رأس القحطاني لكن الأخير تقدم للكرة بشكل أسرع في الدقيقة (43).
غاب إبراهيم سويد تماما عن أجواء الشوط الأول!
احتسب الحكم الإسباني دقيقة واحدة فقط وقتا بدل ضائع وأطلق بعدها صافرة النهاية بتقدم هلالي مستحق (1-0).
الشوط الثاني
- قبل بدء الشوط الثاني دفع ديمتري بالمهاجم الخطير حمزة إدريس بدلا من لاعب الوسط فيصل سيف تحولت الطريقة الاتحادية من 4 - 5 - 1 إلى 4 - 4 - 2 دخل الاتحاد مهاجما وضاغطا مع مشاركة حمزة.
بكل روح رياضية عالية أخرج طارق التائب الكرة إلى الأوت بسبب سقوط سعود كريري في وسط الميدان على الرغم من أن الهجمة الهلالية كانت خطرة وفي هذا التصرف مثال وجوب أن يحتذى به من قبل اللاعبين الآخرين.
في الدقيقة (51) ينطلق الموسى بكرة مواتية للتسديد لكنه تباطأ حتى تدخل المفرج وأبعد الكرة إلى الكورنر.
رد المنتشري الموقف الإيجابي من التائب حينما أخرج الكرة إلى الأوت لمعالجة المفرج.
في الدقيقة (56) سدد عزيز كرة قوية أمسك بها آل نتيف.
أشهر الحكم أول بطاقة صفراء على اللاعب الهلالي نواف التمياط لإعاقته حمد العيسى.
في الدقيقة (57) تدخل الدعيع بخبرته في إبعاد كرة خطرة عن حدود منطقة الجزاء الهلالية إلى الأوت في ظل ضغط من نور.
بعدها بدقيقة فقط عاد الدعيع للتدخل بفضل خبرته في تسديدة نور الزاحفة بيده اليسرى وأكمل الخثران التغطية منقذا مرماه والدعيع من هدف اتحادي محقق.
عرض في الدقيقة الستين الخثران كرة جميلة لم تجد من يستثمرها من الجانب الأهلي.
خرج سويد من ملعب المباراة مصابا وشارك بدلا عنه عبدالله حيدر في الدقيقة (63) وهو التغيير الاتحادي الثاني.
زادت الألعاب الخشنة في الشوط الثاني وسط قلة صرامة من الحكم الإسباني!
دفع المدرب سيريزو بالموهوب محمد الشلهوب عوضا عن نواف التمياط وكان تغييرا موفقا.
لازم خالد عزيز دينمو الاتحاد محمد نور لكن ذلك لم يخف خطورته أو يحد من فعاليته.
مع أول لمسة للشلهوب (سحب) مدافعين اتحاديين وتوغل بالكرة داخل منطقة الجزاء ولعب كرة بالعرض لكن الدفاع كان بالمرصاد لها. لتتحول في الدقيقة (67) الكرة مباشرة إلى هجمة مرتدة اتحادية سريعة قادها نور ومرر الكرة إلى الحسن الكيتا الذي تقدم بالكرة وجها لوجه مع الدعيع من الجهة اليمنى الاتحادية وتباطأ في التسديد، وعندما سدد كانت كرته خارج إطار المرمى الهلالي مضيعا أخطر الهجمات الاتحادية في العودة إلى المباراة. نشط الهلال مع مشاركة الشلهوب الذي حرك الجهة اليسرى الهلالية.
طرد تفاريس
شهدت الدقيقة (71) تحولا مهما على طرد الحكم الإسباني للمدافع البرازيلي مارسيليو تفاريس لمخاشنته حيث منح البطاقة الصفراء الثانية التي تعني الطرد.
وأجرى بعدها ديمتري تغييره الثالث بإشراك نايف البلوي بديلا للمخضرم حمزة إدريس.
التعديل الاتحادي
جاء الاستغلال الاتحادي للفراغ الذي خلفه تفاريس في دفاعات الهلال سريعا وحاسما مع تنفيذ نور الخطأ من الكرة التي طرد بسببها تفاريس.
حيث (لخبط) الثنائي الخثران والمفرج (كالعادة) في ابعاد كرة عادية لتتهيأ الكرة أمام البديل الناجح والمتابع نايف البلوي الذي يحول الكرة إلى شباك الدعيع مسجلا التعادل في الوقيت المناسب في الدقيقة (26).
بعد الهدف مباشرة اشرك سيريزو المدافع ماجد المرشدي بديلا للاعب الوسط رودريغو في الدقيقة (28).
تحول الضغط لمصلحة الاتحاد تمشيا مع ظروف النقص الهلالي عقب طرد تفاريس.
في الدقيقة الثمانين توغل كيتا بكرة وصلته من الآوت من نور وتجاوز الثنائي المرشدي والمفرج لكن طالت الكرة عليه وتدخل الدعيع في التوقيت المناسب لحماية مرماه لكن بعد دخول عنيف من كيتا دون تدخل حاسم وحازم من الحكم الاسباني.
المفرج.. يتفرج!
** لأن المصائب لا تأتي فرادى - كما يقول المثل الإنجليزي - فقد أسهم سرحان فهد المفرج في احراج الدعيع أولاً مع كرة ساقطة اتحادية نحو كيتا ولولا تدخل الدعيع لضاعف الاتحاد النتيجة.
ثم عاد المفرج.. ليتفرج مرة أخرى على كرة مرتدة ليحرج زميله الخثران الذي اضطر لاعاقة المنطلق والمنفرد محمد نور وهو على مشارف منطقة الجزاء حائلا دون تسجيله هدفا ثانيا ويستقبله الحكم الاسباني بضربة حرة مباشرة وقرار طرده قبل ذلك من الملعب وهو قرار مستحق في الدقيقة (83).
لتزداد الامور سوءا بالنسبة للهلال وبدلا من اشراك لاعب الخبرة العائد سامي الجابر كما كان مفترضا اضطر سيريزو إلى إشراك لاعب المحور الدفاعي سلطان البرقان بدلا من طارق التائب لسد فراغ الخثران.
وقبل إجراء التغيير الهلالي نفذ الصقري ضربة حرة كما ينبغي لكن كرته اصطدمت بالعارضة.
وفي الدقيقة (87) تسقط الكرة من الدعيع لتجد قدم المنتشري الذي لعب الكرة لكنها ذهبت بعيدة.
سيناريو متناقض
** وفي الدقيقة (88) تعرض القناص ياسر القحطاني لسيناريو إعاقة مشابهة لعرقلة أو إعاقة نور والخثران لكن الحكم بدلا من طرد رضا تكر يكتفي بمنحه بطاقة صفراء وسط ذهول الجميع!!
بصمة الشلهوب.. الموهوب
** وفي غفلة من الاتحاديين باغت الموهوب الشلهوب الجميع بسرعة تنفيذ الضربة الحرة المباشرة نحو الشباك في وجود صف الحيطة الاتحادي مسجلا الهدف الثاني في الدقيقة (42) ويتحمل مسؤولية الهدف لاعبو الاتحاد لعدم متابعتهم ويحسب للنجم الشلهوب فكره الاحترافي الراقي والذكي.
وتبعا لمسلسل الخشونة الاتحادية.. طرد الحكم الاسباني لاعب الوسط عبدالله الحيدر لمخاشنته العنيفة من الخلف للاعب عمر الغامدي وهو قرار وطرد مستحق في الدقيقة (45).
ويمنح الحكم (5) دقائق وقتاً بدل ضائع.. طرد خلالها الحكم الاسباني اللاعب الرابع وهو المدافع الاتحادي حمد العيسى لمخاشنته الشلهوب حيث منحه البطاقة الصفراء الثانية بعد ان كان قد منحه الأولى لاعتراضه بعد طرد زميله الحيدر ليتساوى الفريقان في الطرد.
بعدها يتدخل الدعيع لانقاذ مرماه بخبرته من تسديدة قوية على دفعتين..
وانحصر اللعب بعدها في وسط الميدان إلى ان أطلق الحكم صافرة النهاية بفوز هلالي مستحق بنتيجة (2-1) مكررا سيناريو مباراة الدور الأول.
لقطات
** على الرغم من تساهل حكم المباراة الاسباني إلا انه اضطر إلى طرد لاعبين فقط من الاتحاد وتغاضى عن طرد رضا تكر!
** إلى متى تستمر الخشونة الاتحادية.. وإلى متى يستمر معها التوتر الذي يصيب لاعبي الاتحاد في المباريات التنافسية؟
** الدعيع والعنقري والقناص ياسر والغامدي والشلهوب بذكائه كانوا من نجوم المباراة.
** فهد المفرج.. سلبية.. سرحان.. سوء تغطية.. أخطاء قاتلة والسؤال إلى متى؟!
** تفوق سيريزو في مباراته الثانية بفكره التدريبي وأسلوب الانضباط التكتيكي وتغييراته المناسبة التي تعكس قراءته الجيدة للمباراة.
* فوز الزعيم على العميد كان مستحقاً.