لم يكن مساء الجمعة الماضي عادياً على الأهلاويين والاتحاديين لأنه مساء غير كل المساءات، استطاع خلال جزء من دقائقه نجوم القلعة قلب التوقعات رأساً على عقب وأكدوا للجميع على المستطيل الأخضر أن الكرة علم وفن أداء، ورجولة إخلاص وتفان، وأن الملايين و(الزبرقة) الإعلامية لا تتجاوز فقاعات الصابون حتى وإن اعتنى بها البعض وألبسوها ثوب الحقيقة. - لم أكن أهلاوياً يومها لكني غيور على رياضة الوطن وأخشى عليها من سطوة الماديات التي لا تقبل بالعقول السليمة والعيون المتعلمة. - تعاطفت مع الأهلي وأنا العاشق للعميد حين كان عميداً في صياغة العمل الإداري المنظم، وعميداً في صناعة النجوم الذين أثروا الملاعب المحلية بالإبداع والمنافسة البيضاء. - لم يكن الاتحاد بحاجة لتلقي خسارة قاسية حتى يخرج العديد من رجاله مندّدين بالعمل الإداري وفوضى الإعداد والاستعداد، لأن الحالة الصفراء تدحرجت حتى أصبحت مثل كرة الثلج وليست بحاجة لتشخيص أهلاوي قبل علاجها. - أتمنى أن يعود الاتحاد إلى سابق عهده ويتجاوز محنته ويقفز على أوجاعه التي أوجدها جميعاً الانفراد بالقرار، وتحويل الآخرين إلى أصفار جانب الرقم الكبير الذي جعل مشاكسة الهلاليين هي الكفة الأقوى والاهتمام بأمور النادي الأخرى هي الكفة الأضعف. - النادي الأهلي بتاريخه البطولي وعراقته الضاربة ليس بحاجة للعناوين المثيرة ولا الأقلام الشامتة بغيره، لكنه بحاجة للإنصاف (الشامل) فيما يقدمه لرياضة الوطن بروح متشبعة بأهمية الرياضة ودور الأندية بعيداً عن حاشية الإعلام وعدسات المصوّرين. لاعبونا دائماً رجال للفوز مذاقه الخاص وللانتصارات الرياضية حلاوتها الغريبة، وكثير من الرياضيين يخرجهم الفرح عن طورهم فيخونهم التعبير في مناسبات الفرح العارم. الرياضة ممارسة ومنافسة ليست حكراً على الرجال بل للسيدات صولات وجولات في ملاعب العالم - كل حسب ما يناسبه - مما يلغي قصرها على الرجال فقط، كما أن لاعبي الفريق الخاسر أيضاً رجال مما يدفعني لمطالبة من يردّدون الإشادة (العمياء) وهم كثر بعد انتصاراتهم المتمثلة بقولهم (أثبت لاعبونا أنهم رجال). إنها جملة غبية أتمنى أن تُلغى من القاموس الرياضي أو تُستبدل بأخرى أقل إسفافاً، كأن يقول المنتصر: أثبت لاعبونا أنهم أبطال أو فرسان الرهان وغيرها مما تحمله لغتنا الجميلة!! لمن يردّد أن لاعبيه اثبتوا أنهم رجال بعد كل فوز، ماذا يقول عنهم بعد الخسارة؟ وهل يقبل أن يطلق عليهم عكس ذلك؟ إنها نغمة نشاز نستمع إليها عبر القنوات العربية ولا تقتصر على ملعب دون غيره، أو بلد غير بلد، والمؤسف أن بعض الإعلام المقروء يتلقفها وينشرها دون تهذيب!! أشياء وأشياء - ونجوم القلعة يتحدثون للإعلام تذكرت حديث اللاعب العائد محمد نور بعد فوز فريقه أمام منافسه التقليدي في الموسم الماضي، ولم أجد وجهاً للمقارنة فأدركت أهمية العمل الإداري والتهيئة النفسية وقبلها احترام المنافس!! - كعادتهم وجّهوا سهام نقدهم للحكم الإسباني واتهامه بأنه السبب الرئيسي في خسارة فريقهم المؤلمة، في المقابل كان لأعضاء شرف النادي رأي مغاير انصب على الفوضى الإدارية داخل أروقة النادي!! - منذ انطلاقة المسابقات المحلية الموسم الحالي لم يقدم النصر نفسه كفريق منافس ولم يستفد من (جبر الخواطر) الذي حظي به بعد لقاء الهلال الشهير، بل واصل مسيرته المتواضعة كما بدأها، مما يؤكد أن الفرق القوية لا تهزها صافرة حكم، ولا يقف في وجهها خسارة مباراة!! أشياء صغيرة - تأخر هذه المرة المؤتمر الصحفي المعتاد الذي يجيء امتداداً لمؤتمرات امتصاص الغضب الجماهيري، لأنهم حفظوا اللعبة عن ظهر قلب. - فرسان مكة ضربوا اطناب التفوق في مربع الذهب بعد غياب طويل كدنا خلال سنينه أن ننساهم. - من شاهد الأمين أثناء مراسيم التتويج اعتقد أنه رئيس النادي الخاسر!! - لاعب بعقلية ماجد المرشدي مؤكد أنه لا يغيب عن تمارين فريقه إلا لظروف قاهرة وبموافقة إدارية. - النصر خيّم على النصر عربياً لكنه غائب محلياً!! *** لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7438» ثم أرسلها إلى الكود 82244