* في الآونة الأخيرة أخذت رفوف المكتبات التجارية منها والخاصة تستضيف دواوين شعرية مكتوبة من قبل شاعرين أو شعراء بحيث يضم الديوان الواحد بين دفتيه مجموعة قصائد لكل منهم وفي الغالب تكون القرابة أو الصداقة أو المدرسة الفنية وراء هذا المشروع الأدبي!. ومعروف أن هذه الخطوة ليست جديدة على سوق الشعر محليا وعربيا ودوليا وهي لدى المستوى الأخير أكثر شيوعاً نظراً لتوفر روح الفريق والعمل الجماعي بشكل أكبر لديهم فضلا عن كون القارىء مهيأ لتقبل مثل هذه الأعمال بشهية قرائية غير محدودة والمتلقي بصفة عامة هو الفيصل في مسألة النجاح والإخفاق ولاسيما إذا كان على درجة كبيرة من الوعي والتمييز!! ولو عدنا إلى بعض المكتبات لدينا لوجدنا دواوين مزدوجة نشرت على مستوى الشعر العربي لشعراء ينتمون لمدارس فنية مختلفة وفي فترات متعددة بعضها حقق النجاح والبعض الآخر كان نصيبه الفشل والنسيان! ومشكلة هذه الدواوين أنها تضامنية من حيث الإقبال فالإخفاق يطال الأطراف كلها ولا يشفع للمبدعين إبداعهم ماداموا ارتضوا الدخول في هذه التجربة عن طيب خاطر. وفي مجال الشعر الشعبي هناك شعراء استهوتهم فيما يبدو هذه الفكرة فخاضوا التجربة أو أنهم على وشك الدخول في عالمها كما قرأت في هذه الصفحة وغيرها من الصفحات المعنية بالأدب الشعبي واعتقد أن ذلك يأتي من باب بيدي لا بيد عمرو فدواوين التجميع والتلميع التي شهدتها الساحة الشعبية خلال السنوات الماضية أكلت الأخضر واليابس وأفرزت هذه التحالفات الشعرية المحدودة! وعلى الرغم من ندرة الدواوين المزدوجة واحترامنا التام لآراء المشاركين فيها إلا أننا نرى في الوقت ذاته أنها أعمال أدبية تستحق الوقوف عندها من قبل المهتمين لتقويمها ودراستها من حيث الأسلوب والمستوى الفني ومدى تفاعل المتذوقين معها وثمارها ومردودها على شعرائها أنفسهم خصوصاً إذا كان أحدهم مشهورا والآخر مغموراً أو إذا كانوا ذوي مدارس شعرية مختلفة لا يجمعهم إلا رابط القرابة! بقي أن أشير إلى أنني مبدئياً لست ضد هذه الخطوة فالحرية مكفولة للجميع غير أنني مع احترامي لكافة الأطراف أخشى من عملية الاحتراق على من تزين له نفسه الوقوف بقامة شعرية قصيرة إلى جانب شاعر آخر ذائع الصيت ذي قامة شعرية سامقة,! لوحة عربية: لابد للنار أن تفني فراشتها كي يولد العشق من حرية الألق لوحة شعبية: النار,, وهجها تطفيه الانهار