مع هذه النسمات الباردة التي نلمسها ونحس بها في هذه الأيام، ومع اقتراب أيام الحج، ومع بدء العشر المباركة لشهر ذي الحجة، ينعم كل من جاء لحج بيت الله الحرام بأجواء إيمانية وروحانية تظللهم السكينة التي ينزلها الله تعالى على الحجاج والمعتمرين، والرحمة التي تغشاهم بفضل الله تعالى بعد ما حطوا الرحال في البلد الحرام ينتظرون أداء مناسكهم، وفي ظل الخدمات الجليلة والكثيرة التي هيأها قادة هذه البلاد المباركة لوفود الرحمن، وحالة الاستنفار العامة لكل القطاعات الخدمية والأمنية والصحية من أجل تحقيق أقصى درجات الأمن والعناية لوفد الرحمن، وتيسير أدائهم للمناسك، وخروج موسم الحج بأحسن شكل ممكن، وذلك في ظل التوجيهات الكريمة لخادم الحرمين الشريفين وفقه الله، وولي عهده الأمين والتي تقضي بتوفير كافة الخدمات للحجاج وتوفير كافة سبل الراحة لهم، فجزى الله قادة هذه البلاد خير الجزاء على ما قدموه ويقدموه في هذا الخصوص وما زلنا نذكر دعوات كبار علماء الأمة لهم في هذا الخصوص.ومع توفر كل هذه الخدمات، ومع جلالة موسم الحج وعظمته وبركته، لا يسعنا إلا أن نتوجه إلى الحجاج بهذه الكلمات: طيبوا نفساً حجاج بيت الله الحرام بهذه الخدمات، واشكروا الله عليها، واحرصوا على أداء مناسككم بهدوء وسكينة، وارفقوا بإخوانكم ولا يتسبب أحدكم في إيذاء غيره، إياكم والتزاحم، إياكم والصخب، إياكم والتشاحن، بل أكثروا ذكر الله تعالى، وداوموا على التكبير والاستغفار والتمسوا الأجر العظيم في إخلاص النسك لله تعالى، والرفق بالمرأة والكبير والصغير والضعيف، والإحسان إلى باقي الحجاج، والاقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في أدائه للنسك، حيث كان يقول في حجته: (خذوا عني مناسككم) واقتدوا بأمره للحجاج (السكينة السكينة) واستفيدوا من هذه الخدمات الجليلية في أداء مناسككم وتعاونوا مع رجال الأمن الذين يقومون على حفظ أمنكم وراحتكم وليكن كل منكم داعياً إلى الله تعالى خلال أيام الحج بسلوكه وفعله وحسن خلقه وتعامله، وحلمه وكرمه، ورفقه وسماحته، تنالوا بذلك رضا الله تعالى ويرجع أحدكم من ذنوبه كيوم ولدته أمه.