أكد علماء دين أن ما يجمع بين أتباع الديانات الثلاثة أكثر مما يفرق بينهم وأنه من الضروري أن ندع جانباً نقاط الخلاف وأن نلتقي حول المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية التي نتفق عليها من أجل أن يعم الأمن والسلام أرجاء المعمورة. جاء ذلك في المؤتمر الدولي المشترك الثقافي الذي تنظمه جامعة القاهرة بحضور أكثر من مائة من صفوة العلماء والمفكرين من جميع أنحاء العالم. وقال علماء ينتمون إلى الأديان السماوية الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية إن الكتب المقدسة الثلاثة القرآن والإنجيل والتوراة كلها تدعو إلى عبادة إله واحد، وتؤكد أن البشر جميعاً خلقوا من أب واحد وأم واحدة وتدعو إلى التمسك بالفضائل والمثل العليا مثل العدل وإتقان العمل والصدق والبر بالوالدين والمحبة واحترام الآخر والتعاون على فعل الخير. وضرب العلماء أمثلة من القرآن والإنجيل والتوراة وأحاديث وردت على لسان الأنبياء محمد وعيسى وموسى كلها تحث على مكارم الأخلاق والتسامح والبعد عن التطرف والعنف ونشر السلام. أكد الدكتور الأب كريستيان فان نسيبة أستاذ العلوم الفلسفية بهولندا أن الثقافة بغير دين تصبح سطحية ولا تلمس جوهر الإنسان.. وحذر من التعصب والانغلاق ورفض الآخر قائلاً: (إن الدين والثقافة يكملان بعضهما في خدمة الإنسانية). وطالب الأنبا بسنتي ممثل كنائس حلوان والمعصرة بضرورة تنشئة أتباع الديانات على الحب والتآخي سواء من خلال الإعلام أو التعليم بدءاً من الحضانة حتى الجامعة على أن يتولى رجال الدين تعميق هذه الفكرة. وأشار الدكتور أحمد عبد العال نائب رئيس جامعة نورث استرن بولاية بوسطنالأمريكية إلى إننا نعيش اليوم في عالم يسوده التوتر والقلق بين أبناء الشرق والغرب بل وبين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد بسبب تركيزنا على نقاط الاختلاف وليس نقاط الاتفاق. وقال إن المسؤولية تقع على عاتق رجال الفكر في نشر ثقافة المشترك والتلاقي بين الحضارات والثقافات، وتوعية الشعوب والأجيال القادمة بأهمية التوافق والتعاون، معرباً عن اعتقاده بأن رجال السياسة يتبعون رجال الفكر وأنه إذا اتفق رجال الفكر فيما بينهم حول مشترك ثقافي فإنه حينئذ سوف تتوافر الإرادة السياسية التي تجمع بين الشعوب وتحقق الوفاق والسلم. وأضاف أن هذا المؤتمر سيستمر في الانعقاد عاماً بعد عام وسيحظى بمزيد من المتابعة والاهتمام من كل الأوساط، معرباً عن أمله أن يعقد في العام القادم بولاية بوسطنالأمريكية.