وزير الخارجية ونظيره الهندي يرأسان الاجتماع الثاني للجنة الوزارية المعنية بشؤون السياسة والأمن والشؤون الثقافية والاجتماعية    جيش الاحتلال يهجر 6 مناطق في ضاحية بيروت    نائب أمير جازان يستقبل الرئيس التنفيذي لتجمع جازان الصحي    كتب و روايات في معرض الشارقة تحولت لأفلام عالمية    النقل تُوقف 3 تطبيقات عن مزاولتها لأنشطة النقل    رئيس جمهورية تشاد يصل إلى المدينة المنورة    في 100 لقاء ثنائي.. قمة الرياض للتقنية الطبية تبحث توفير فرص ذهبية للمستثمرين    الدولار يحافظ على استقراره قرب أعلى مستوى في ستة أشهر ونصف    الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 تصل إلى لبنان    الكويت تدين تصريحات وزير حكومة الاحتلال بشأن فرض السيادة على الضفة الغربية    محمية جزر فرسان.. عودة الطبيعة في ربيع محميتها    الأرصاد: الفرصة مهيأة لتكوّن السحب الرعدية الممطرة    الأمم المتحدة : ندعم جهود وقف إطلاق النار في فلسطين ولبنان وكافة مناطق النزاع    استشهاد 10 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في قطاع غزة    «الرابطة» تُرحِّب بقرارات القمّة العربية والإسلامية    انطلاق المؤتمر الدولي لأكاديميات الشرطة    الفرج يقود الأخضر أمام «الكنغر»    السعودية الأولى خليجياً وعربياً في مؤشر الأداء الإحصائي    إحالة ممارسين صحيين للجهات المختصة.. نشروا مقاطع منافية لأخلاقيات المهنة    إسناد التغذية والنقل ل«جودة الخدمات» بإدارات التعليم    «التقني»: إلغاء إجازة الشتاء وتقديم نهاية العام    «الجناح السعودي».. ينطلق في «الصين الدولي للطيران والفضاء»    إطلاق 80 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الأمير محمد بن سلمان    وزير الداخلية يرعى حفل جامعة نايف وتخريج 259 طالباً وطالبة    في بيتنا شخص «حلاه زايد».. باقة حب صحية ل«أصدقاء السكري»    ماذا لو نقص الحديد في جسمك ؟    الأهلي يطرح تذاكر مواجهته أمام الوحدة في دوري روشن    سعود بن نايف يستقبل أمين «بر الشرقية»    تطوير وتوحيد الأسماء الجغرافية في الوطن العربي    أمير الرياض يستعرض إنجازات «صحية تطوع الزلفي»    الاتفاق يعلن اقالة المدير الرياضي ودين هولدين مساعد جيرارد    الأخضر يحتاج إلى وقفة الجميع    رحب بتوقيع" وثيقة الآلية الثلاثية لدعم فلسطين".. مجلس الوزراء: القمة العربية والإسلامية تعزز العمل المشترك لوقف الحرب على غزة    فوبيا السيارات الكهربائية    «نأتي إليك» تقدم خدماتها ب20 موقعًا    المنتخب السوداني يسعى لحسم تأهله إلى أمم أفريقيا 2025    يأخذكم في رحلة من الملاعب إلى الكواليس.. نتفليكس تعلن عن المسلسل الوثائقي «الدوري السعودي»    "الحج المركزية" تناقش موسم العمرة وخطط الحج    نقلة نوعية غير مسبوقة في خدمة فحص المركبات    «طريق البخور».. رحلة التجارة القديمة في العُلا    السِير الذاتية وتابوهات المجتمع    أحمد محمود الذي عركته الصحافة    وفاء الأهلي المصري    إضطهاد المرأة في اليمن    يسمونه وسخًا ويأكلونه    ولادة أول جراء من نمس مستنسخ    «سامسونغ» تعتزم إطلاق خاتمها الذكي    «الغذاء»: الكركم يخفف أعراض التهاب المفاصل    التحذير من تسرب الأدوية من الأوعية الدموية    أسبوع معارض الطيران    جمعية يبصرون للعيون بمكة المكرمة تطلق فعاليات اليوم العالمي للسكري    إطلاق 80 كائنا فطريا مهددا بالانقراض    نائب الرئيس الإيراني: العلاقات مع السعودية ضرورية ومهمة    التوقيع على وثيقة الآلية الثلاثية لدعم فلسطين بين منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي    الرئيس السوري: تحويل المبادئ حول الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان إلى واقع    الأمر بالمعروف بجازان تفعِّل المحتوي التوعوي "جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة التطرف والإرهاب" بمحافظة بيش    أمير الرياض يطلع على جهود الأمر بالمعروف    مراسل الأخبار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في أدبي الطائف ولأول مرة.. المليحان يعرض قصصه حاسوبياً
نشر في الجزيرة يوم 27 - 12 - 2006

في مساء يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة، أقام نادي الطائف الأدبي من خلال (لجنة إبداع) أمسية قصصية للأستاذ جبير المليحان رئيس نادي الشرقية الأدبي، ومؤسس موقع شبكة القصة العربية، وقدم الأمسية الأستاذ طلق المرزوقي القاص المعروف ورئيس لجنة إبداع.
جاء في تقديم المرزوقي ما يلي:
(يسر لجنة إبداع بالنادي أن ترحب بكم في مساء نسرد فيه حكاية الإنسان. نرحب بضيفنا الذي جاء من طرف البحر، جاء يجدل الماء بالرمل، كي تورق في خواطرنا الحياة. إن جبير حين يمارس الحكي إنما ينزع إلى توسيع المدى الرؤيوي للواقع الطبيعي للأشياء. إنا جميعا حين نحكي، فذاك لأنا نتوق لإعادة تشكيل العالم وفق رغباتنا، نخلق واقعا ينزاح عن الواقع الطبيعي للأشياء. الحكاية يا سادة حلم بالسفر أو سفر في الحلم، بحث دائب عن اليوتوبيا، ابتعاد عن عالم يتفسخ، محاولة لاستعادة كل مطمورات الذاكرة، تفتيش دؤوب لكهوف الإنسان البدائي، تفحص لأحلامه المرقومة على الحجر - الذاكرة).
وأضاف المرزوقي:
أيها السادة.. إن السرد الحقيقي هو ارتكاب جناية هتك الحجب عن قصة الإنسان بكل تجلياتها. وهذا ما يفعله ضيفنا الليلة، وهنا اذكر قولا لأحلام مستغانمي (في الحقيقة كل قصة نكتبها هي جريمة ما، نرتكبها تجاه ذاكرة ما). إن المليحان من القلائل الذين ذاقوا عسل الحكاية وتورط في فتنها وقد أنفق عمرا ليس بالقصير في إبهاء الحكاية متأملا وراصدا لتجليات جمالها الأخاذ. وقدم بعد ذلك نبذة موجزة عن ضيف الأمسية وأشار إلى أنه يعمل في وزارة التربية والتعليم وسبق له وأن شغل منصب رئيس تحرير صحيفة اليوم السعودية، وصدر له حتى الآن كتاب واحد كتاب الهدية: قصص للأطفال عام 2003م، وطبع منه 150 ألف نسخة ويوزع مجانا برعاية شركة أرامكو. وذكر أن له أربع مجموعات قصصية جاهزة ومعدة للطبع قريبا.
استهل فارس الأمسية الحديث بالشكر للنادي والجمهور ولجنة إبداع ومن ثم بدأ بعرض قصصه.. الجديد في الأمر أن جبير المليحان لم يقدم أمسيته بالطريقة المعتادة، المتمثلة في أن يقرأ القاص قصصه والجمهور يستمع، بل وظف التكنولوجيا لهذا الغرض في حميمية تشي بأن زواجا بين الإبداع الأدبي والإبداع التقني أعلنت عنه لجنة (إبداع) بنادي الطائف الأدبي منذ أكثر من شهر حيث وظفت التقنية الحاسوبية في أمسية شعرية ونقدية لديوان (متدثر بالبياض) شارك فيها الشاعر عبد الله السميح والناقد الدكتور عاطف بهجات.
لقد جعل المليحان نصوص قصصه تعرض على شاشة كبيرة أمام الجمهور وتقرأ من قبل ابنه وابنته (في المرحلة الابتدائية).
كما أنه طلب من أحد الحضور الأستاذ عبد الرحمن المنصوري قراءة نص آخر. وترك بعض النصوص تعرض ليقرأها الجمهور قراءة صامتة. وكانت النية تتجه لأن يتنقل الضيف بين جنبات القاعة بين الجمهور ويقرأ لهم قصصه من أماكن مختلفة غير أن التوصيلات الكهربائية للواقط الصوت (المايكات) لم تسعفه في ذلك.
أضفت هذه الأمور جمالا على الأمسية وجعلت الجمهور يركز أكثر ولم يفقد متعة المتابعة. وكان للتأثيرات الصوتية والصورية التي كانت تعرض حاسوبيا وكأنها موسيقى تصويرية، أثرها الفعال في ذلك.
عرض المليحان عددا من القصص أغلبها من القصص القصيرة جدا (ومض القصة القصيرة) كما أسمتها بذلك (الجزيرة) الثقافية في ملف خاص عن هذا اللون من الإبداع صدر في شهر شوال الماضي ومن القصص التي عرضت (أمن) و(ثلاثة) و(الصديقان) و(الجراد) و(طارت الحمامة) و(رثاء 10) و(رثاء 12) و(طيور، اسماك) و(جوع).
وبعد انتهاء القاص من عرض قصصه، أتاح مقدم الأمسية المجال للتعليقات والمداخلات موجها خطابه للجمهور العريض الذي ملأ القاعة:
(أيها السادة لم ينقطع خيط الحكاية المجدولة من نسغ ذواتكم المحترمة بعد، فما زال في القوس منزع، وما زال للحكاية بقية. إننا حين نستلكم من مقاعدكم، إنما نرغب في الإصغاء إلى نبض الدماء في أوردتكم، كي نراكم الحكايا، ونستنطق ما ذهب منها، ولعل خير ما يشرع في استنطاق حكاية هذه الليلة الدكتور عالي).
الدكتور عالي بن سرحان القرشي عضو مجلس إدارة النادي والمشرف العام على لجنة إبداع، كان أول المداخلين وجاءت مداخلته على النحو التالي:
(عندما سمعت من مقدم الأمسية ما قالته أحلام مستغانمي من أن السرد جريمة فإني أرى أن التعليق على السرد أيضا جريمة. فالسرد هو الذي يحلق بنا في آفاق الحياة. أرحب بالمبدع جبير المليحان، هذا الرجل الذي جعلنا هذا المساء نعايش أجواء إبداعه وهي تتشكل، نعايش أجواء الكلمات وهي تتراقص وتتطاير شأنها كشأن شخوصه التي عرضها في هذه السرديات. في هذا المساء أراد جبير أن يقحمنا في عالم الحكي حاكيا ومستمعين وأيضا نساجا للحكاية وهي تنسج وتتكون. لفت نظري هذا التقابل بين كائناته التي يشخصها لنا... الحياة- الموت- الجمال- القبح.
في حكاية المرأة التي تزرع بكفها النجوم... تتابع للشعريات... شعريات النجوم... تتكون كلمة كلمة وجملة جملة في فن الحكاية، كما هو الحال في مشهد الرجل الذي ينظر إلى حقيبة امرأته التي رأى أنها تغادر الحياة وكذلك في حكاية العائد من البحر.
بقي أن أشير إلى اهتمام هذا المبدع بأدب الأطفال فلم يكتف جبير بكتابة نماذج من أدب الأطفال بل جعل الطفل معايشا لهذا الأدب كما في القصص التي استمعنا إليها بصوت ابنه وابنته).
الدكتور جريدي المنصوري رئيس النادي: استهل مداخلته بالترحيب بالحضور ثم بزميله الأستاذ جبير المليحان رئيس نادي الشرقية الأدبي وذكر أنهما قبل الأمسية كانا في حديث ودي عن شؤون الأندية وشجونها، وعن الأمسية قال:
كنت أعيش لذة الدهشة ليس للمستوى الإخراجي والتقني الذي جعل من الأمسية تجربة متنوعة من خلال مشاركة الجمهور معه، ولكن لمسألة أخرى تتمثل في مسألة هندسة السرد لدى المبدع الكبير جبير فهي حقا جديرة بالتوقف عندها طويلا. لقد برزت هندسة السرد عنده من خلال قصص الأطفال فتلكم القصص تتجاوز حدود الشريحة الموجهة لها إلى شريحة أخرى وفق مستويات تحملها من الدلالات. نعم إن سرد المليحان يحمل أكثر من دلالة معبأة بشكل بسيط، في أحد مستوياته ومعبأة بشكل عميق في مستوى آخر، وهذا لا يتسنى إلا لمبدع متمكن (يعطي أكثر من وجه). إننا أمام سرديات معبأة ومضبوطة وكبسولات قد لا يدرك أبعادها (في عميق مستوياتها) أي أحد. لقد وظف الأضداد في قصة الدب الأسود والأبيض (الصديقان) وكذلك في قصة (طارت الحمامة) لخدمة قضايا كبرى نحتاج أن نناجزها.
الدكتور عاطف بهجات الناقد الأدبي المعروف وعضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بالطائف قال:
مساؤكم معطر بورود الطائف وإبداع المليحان. لقد توقفت كثيرا عند القصة القصيرة جدا في كتابات المليحان. إنها عمل فني مرهق لا يقدم عليه إلا مبدع حقيقي. إذا كان التكثيف مطلبا مهما في القصة القصيرة فهو في القصة القصيرة جدا تكثيف مقطر كما هو الحال في قصة جبير (رثاء 2). في قصته الموسومة ب(مشى فينا القطار) يناقش الجبير فكرة الزمن والعمر من وجهة نظر فلسفية. في قصصه نجد ما يمكن أن نطلق عليه (سيميترية البناء والإيحاء) حيث يتوازى الشكل التعبيري مع الدلالة الإيحائية. الجبير يقدم فلسفة للزمن والحياة في جمل قصيرة جدا نحو (مشى فينا القطار) و(تتراكض الأيام). جمله تأتي متتابعة مثل تتابع حركة القطار وكذلك تتابع الزمن. جبير مهموم بفكرة الزمن ونرى ذلك في قصته التي يتحدث فيها عن المرأة التي تغادر المنزل. ومن خلال هذا الهم ينطلق للحديث عن الإنسان.
الأستاذ محمد سعد الثبيتي الوجه الإعلامي المعروف، قال في مداخلته:
استطاع الجبير لفت الأنظار عن طريق الشاشة. كنا نسمع بتراقص الكلمات. الليلة رقص الجبير الكلمات فعلا الأمر الذي أجبرنا على المتابعة. القاص القوي مثل السيف له حدان. إنه يوجز ويختصر. في قصة الجراد أعادنا الجبير إلى الحكايات القديمة وذكره ل(الخيش) تلك المفردة التي كثير من أبناء الجيل الحاضر قد لا يعرفها. لقد نافس الجبير فناني الفيديو كليب فالقصة الليلة على فيديو.
الأستاذ خالد الخضري القاص المعروف ومدير مكتب جريدة المدينة بالطائف اتجه نحو المنصة وسلم على الضيف وتبادلا السؤال عن الأحوال في مشهد حميمي نسيا معه الجمهور والمنصة لبضع لحظات، ثم بدأ الخضري مداخلته قائلا:
القصة فن صعب، يندر أن يمسك بجمامه، والمبدع جبير كسر الليلة حاجز (القصة يجب أن تقرأ)، لقد كسر جبير هذا الحاجز، من خلال استخدامه لبرنامج البوربوينت وتوظيفه لجهاز العرض (الداتا شو).
أشير إلى ريادة الأستاذ جبير المليحان لفن القصة. إنه رائد للقصة القصيرة في المملكة. كما أنه رائد لقصص الأطفال. وهو أيضا رائد في إنشائه لموقع القصة العربية وهو أول موقع من نوعه في العالم العربي. إنه موقع يستحق الإشادة وأتمنى منكم الاطلاع عليه.
الدكتور مصطفى السعدني أستاذ الأدب والنقد بجامعة الطائف قال:
أحيي هذا القاص الشاعر أو الشاعر القاص. لقد أشار الدكتور عالي إلى لذة النص وأشار الدكتور جريدي لمدى الحيثية التي تقوم عليها هندسته. جبير رائد في مجاله وريادته ليست على المستوى المحلي فقط بل رائد على مستوى العالم العربي. إن قصصه تذكرني بفن (التوقيعه) الذي ظهر في العصر العباسي وكانت تؤدي وظيفة أدبية على حساب كلمة الحكي أو على حساب سردية النص. لكن المليحان يهتم ببؤرة الحدث وليس بالحدث في حد ذاته. إنه يختار شخصياته التي جمعت بين عالم الإنسان والحيوان في ثنائية ومفارقة رائعة. إنه يذكرني بنصوص (كليلة ودمنة) فقد ترجمت لأكثر من سبعين لغة وظل لكل ترجمة منها سمتها الخاصة المناسبة للزمان والمكان الذي ترجمت فيه. جبير المليحان واقعيا لكنه بعيد التأثير. إنه يتقمص خيال الطفل لينسج إبداعه..
وجدنا الليلة تيمة تراثية تتمثل في استحضاره نمط (كليلة ودمنة)، وتيمة عصرية تتمثل في توظيف التقنية. في إحدى القصص المعروضة على الشاشة وبعد مقطع معين ترك مساحة من البياض في دلالة لها معناها ومغزاها. إن قصة (الصديقان) لا يمكن أن تقرأ بمعزل عن الوضع السياسي العربي. تحية خاصة لجبير. لقد قدم نوعا ثالثا من الإبداع ليس شعرا وليس سردا، بل هو توقيعة شعرية.
الأستاذ سامي جريدي: هذا الفنان التشكيلي الجميل، وأحد مؤسسي جماعة (تعاكظ) التشكيلية، أبى إلا أن يقرأ تجربة القاص في العرض الحاسوبي من وجهة نظر مغايرة ومخالفة وقال:
لقد أعجبت بقصص جبير فأنا أعرفه عن طريق موقعه. نعم لقصصه عدة مستويات، وقد جعلتني أتذكر مقولة فنان تشكيلي إسباني هو (جوان ميرو) حيث يقول: (عشت طفولتي لأتعلم كيف يرسم الكبار وعشت حياتي كلها لأتعلم كيف يرسم الصغار).
أما طريقة عرضه لقصصه فهي تمثل نوعا من الخلاص المبدع جعل الشاشة والجمهور وأبناءه يقرؤون النصوص وكأنه يبغي الخلاص من شيء ما. أقرأ في فعله هذا تعبيراً عن أزمة الإنسان المعاصر وخصوصا مع الآلة. جدلية الخفاء والتجلي برزت هنا. لم يكن مصيبا من قال آنفا إن الجراد في القصة هو الجراد الحقيقي وإنما هو الجراد الرمزي. نعم إن قصص جبير معبأة، وتسعى للحوار، والحوار هو ما نسعى إليه جميعا وننشده والبحر لديه هو رمز للمطلق. الحمامة رمز للحرية والانطلاق. في بعض قصصه نجد خطابا أيدلوجيا كما هو الحال في قصة الدب الأبيض والقط الأسود.
الدكتور أحمد عبد العزيز أستاذ الأدب والنقد بجامعة الطائف، كان آخر المداخلين، وقال: (القاص مهموم بقضايا المجتمع والإنسان. قصة الحمامتين قصة للأطفال كما أنها أيضا قصة للكبار على لسان الأطفال. أما في قصة الدب الأبيض والقط الأسود فيمكن أن تقرأ على أنها تمثل العالم الأبيض والعالم النامي).
جبير المليحان رد على المداخلات المختلفة بقوله: حقيقة أنا الكسبان بالجمهور الجميل هذا وبتواجدي في هذا النادي وعلى فكرة نحن (كإدارات جديدة) في الأندية نمثل امتدادا لمن سبقونا وقدموا ما لديهم لخدمة الأدب والثقافة. شكرا لك دكتور جريدي وشكرا لزملائك أعضاء مجلس الإدارة ولمنسوبي النادي وللحضور جميعهم، أما فيما يتعلق بالطفل ففي داخل كل منا طفل وإن شيبنا، والقصة كالرياضيات غير أن الرياضيات جامدة والقصة متحركة. وأشكر الأستاذ خالد الخضري فهو قاص وشاعر وصحفي وزميل في الموقع.
في آخر الأمسية تحدث جبير المليحان عن موقع (القصة القصيرة) وقال: في عام 1400ه نشرت مقالا في صحيفة وفصلوني. بعدها توقفت عن الصحافة عندما بدأت النت، ففكرت في تأسيس موقع أضع فيه النصوص التي تطاردني، بعض شخوصها كانت ترغمني على الاستيقاظ من النوم. أسست الموقع ونشرت فيه نصوصي فقط، اطلع عليه بعض الأصدقاء انضموا إليه، أصبحنا عشرين مشتركا. بعد ذلك وضعنا في الموقع جميع أعلام الدول العربية وشارك معنا مهتمون كثيرون من الدول العربية ومن عرب يعيشون في الغربة. بعد ثلاث سنوات أنشئ موقع آخر ليستوعب مجالات أوسع فكان (منتدى القصة العربية). وتم مؤخرا تحويل الموقع إلى شبكة للقصة العربية. ويضم الموقع حاليا أكثر من 1300 عضو من الجنسين وجميعهم مسجلون بأسمائهم الحقيقية ويتم تحديث الموقع بشكل يومي. ونشرنا قبل ثلاث سنوات مجموعة مختارة من قصص الموقع تحت عنوان (قصص من السعودية) وذلك برعاية وزارة السياحة اليمنية تزامنا مع إقامة المعرض الدولي الخامس والعشرين للكتاب الذي أقيم بصنعاء. وتتجه النية لنشر مجموعة أخرى عربية هذه المرة وذلك بعد شهرين أو ثلاثة من الآن. كما أننا بصدد إقامة مسابقات للقصة القصيرة ووضع جوائز مناسبة لها. وسندشن مع بداية العام الميلادي الجديد موقعا للمدونات خاصا بالمشتركين في الموقع.
لدينا الكثير من الأحلام والطموحات والموقع حاليا ليس مدعوما من أي جهة حكومية أو مؤسساتية، يدعمنا فقط بعض الأصدقاء وهذا ما نعول عليه فلسنا حريصين كثيرا على أي نوع من الدعم الحكومي الذي قد يغير من توجهات الموقع. إننا نريد أن يكون موقعنا بمثابة جامعة عربية لكن من غير خلافات. الدعوة موجهة للجميع للمشاركة في هذا الموقع.
لقطات:
- تأخر بدء الأمسية نظير وقت أخذ في إعداد الأجهزة الحاسوبية وأجهزة الصوت وساهم في ذلك مساهمة مشكورة كل من الأساتذة محمد الغامدي أمين مكتبة النادي وعبد الرحمن قانديه وفيصل الوقداني وعبد المجيد العصيمي.
- جمهور كبير حضر الأمسية.
- تواجد ممثلون للصحف المحلية مثل (الجزيرة) والوطن والحياة والرياض وعكاظ والمدينة والندوة.
- في جلسة خاصة في أحد المقاهي بعد الأمسية تحدث لجبير عن مشاريع نادي الشرقية الأدبي وذكر أن النادي وعلى مدار خمسة أيام تقام فيه فعاليات مختلفة فيوم للشعر ويوم للسرد ويوم للعرض السينمائي ويوم للترجمة ويوم للنشاط النسائي. (خمسة أيام نشاط) أين بقية الأندية!!! يا للحرج!!
- ذكر أن نشاط الترجمة بالنادي ليس مقتصرا على الترجمة من الإنجليزية بل من لغات أخرى كالفرنسية والألمانية والصينية واليابانية وهناك شباب متحمس وفعال في هذا الصدد.
- لم تكن هذه هي الأمسية الأولى التي توظف فيها لجنة إبداع بالنادي التقنية الحاسوبية لخدمة النشاط الثقافي بل سبق لها ذلك في أمسية الشاعر الأستاذ عبد الله السميح التي أقيمت مطلع شهر ذي القعدة.
- رغم ما قدمته التكنولوجيا من خدمة لجبير إلا أن (الحلو ما يكمل) فقد اختفى الصوت المصاحب لعرض إحدى القصص وسبب له بذلك بعض الحرج.
- الدكتور عالي القرشي عضو مجلس إدارة النادي والمشرف العام على لجنة إبداع بدا سعيدا ومبتهجا بما حققته هذه الأمسية من نجاح جماهيري وتقني وإبداعي وتلقى التهاني بذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.