أورد الدكتور محمد بن سعد الشويعر في كتابه عن الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - أن الشيخ كان حريصاً على الترويح عن النفس بين الحين والآخر.. وحريصاً على مداعبة العاملين معه.. وقال: حدّثني كل من الشيخين إبراهيم الحصين وعبد الرحمن بن دايل - رحمهما الله - عن هذا الأسلوب عنده عندما يخرجون في نزهة أو في زيارة لبعض القرى.. وأكثر المداعبات معهما بالزواج، فقد كان حريصاً على تزويجهما مع أنهما لا يرغبان، وقد كاد يلزمهما في أكثر من مرة حيث يتفق مع ولي أمر المرأة فإذا وافق قال: ندخلهما الليلة، فإذا فاجأهما الشيخ بذلك حاولا الهرب والرجوع من هذه السفرة. وذكر الدكتور الشويعر أنه في إحدى المرات كان مع سماحته في الحج بمكة، وكانت العائلة بالطائف، فلما انتهى العمل وعلى العشاء كما هي عادته بحبه الحديث بأشياء بعيدة عن العمل ومما يريح من يجلس معه على المائدة فاستأذنت منه لأذهب للطائف للمبيت هناك والعودة صباحاً فقال لي: (الليلة.. ليلة الصغيرة؟ من باب المداعبة كأنني عندي زوجتان فرددت قائلاً: نحن من الموحّدين يعني أننا من بلد لا يعددون). فردّ على الفور: بل أنتم من الخائفين.. يعني قول الله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً}. وقد روى الشيخ عبد الله بن منيع قصة للشيخ ابن باز فقال: يا شيخ سأحكي لك قصة حصلت عندنا في البلد، إذ كان شخص جالساً مع زوجته.. وقال لها: ما رأيك يا أم فلان لو تزوجت؟.. فقالت: ماذا تريد.. كل أمورك ميسّرة ولست مريضة ولا عيب فيّ، بل ستفرِّق بين أبنائك.. فاترك هذا واسأل ربك العافية واحمده على ما أنت فيه. فقال: أريد ما ذكره الله في كتابه الكريم، وكانت غير متعلمة فقالت: ما يقول ربنا على العين والرأس.. ماذا قال الله سبحانه. قال: يقول سبحانه { فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ}. قالت له: بارك الله فيك هذه الآية نزلت في أهل القصيم وأهل الزلفي ولم تنزل في أهل الوشم وسدير. فضحك الشيخ ابن باز.. وقال: حتى نساؤكم فقيهات. وهذا يدل على أن مجالس الشيخ ومع من يرتاح إليهم تتسم بالنوادر وبما يريح القلوب من عناء الأعمال المتواصلة، لأن النفوس تتعب وتمل فلا بد أن يأتيها ما يسلّي ويريح، لكن بمقادير محدودة.