انتشرت في الآونة الأخيرة جوائز التفوق العلمي للطلبة، وهذه سُنّة حسنة يشكر القائمون عليها والداعمون لها.. ولكن الملاحظ أن تلك الجوائز بدأت تخرج عن هدفها الأساسي وهو تشجيع الطلبة على التحصيل العلمي وشحذ هممهم وبالتالي التفوق. وما نشهده خلال الاحتفالات التي تقام بمناسبة توزيع جوائز التفوق العلمي من بذخ وهدر للأموال وتشتيت للأهداف يجعلنا نتساءل: هل المراد بالتكريم هم الطلبة المتفوقون أم خلاف ذلك؟. إنني لا أنتقد الاحتفاء بالمتفوقين من الطلبة والمعلمين، ولكن الانتقاد لما نراه في احتفالات تلك الجوائز من هدر لأموال الداعمين.. وقد كان الأولى أن تصرف تلك المبالغ على الطلبة المتفوقين، خاصة أن بعض الجوائز تتلقى دعما ماليا كبيرا من المتبرعين الذين يهدفون إلى تشجيع الطلبة المتفوقين، لكن ما يمنح لهؤلاء الطلبة لا يتجاوز 20% من تلك المبالغ والباقي يصرف على الحفل.لذا أرى أن تقوم إدارات التربية والتعليم في مناطق المملكة بإعادة النظر في تلك الجوائز، وذلك بالإجراءات التالية: أولاً: عمل تقييم شامل لتلك الجوائز، وذلك بموجب تقارير ترفع من القائمين عليها مدعومة برؤية لمدير التربية والتعليم والمشرفين الذين يحضرون تلك الاحتفالات ويشاركون بها. ثانياً: أن تقام احتفالات تلك الجوائز في المدارس، وذلك أثناء اليوم الدراسي؛ وذلك لتعم الفائدة أكبر عدد ممكن من الطلبة؛ لتكون حافزا لهم على التفوق إذا شاهدوا أقرانهم يكرمون. ثالثاً: أن تكون الجوائز المقدمة للمتفوقين قيّمة، وأن يشكل ما يصرف على جوائز الطلبة ما نسبته 80% من مجموع المبالغ المرصودة على أقل تقدير والباقي يصرف على الحفل. رابعاً: أن يكون ضمن أعضاء لجنة الجائزة مسؤول من إدارة التربية والتعليم. وأخيرا أرجو ألا أتهم ضد تلك الاحتفالات، ولكنها خاطرة جالت بذهني وأنا أشاهد ما يجري في تلك الاحتفالات، وهي تعبر عن رأيي الشخصي المتواضع، راجيا للجميع دوام التوفيق والسداد.