بعث الكاتب والناقد الرياضي الزميل الأستاذ صالح بن علي الحمادي خطاباً يعقب من خلاله على رد سعادة وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب الدكتور صالح أحمد بن ناصر، ولأن الجزيرة للجميع فإننا ننشر الرد التالي للحمادي: المكرم الأخ الزميل محمد العبدي- سلمه الله- مدير التحرير للشؤون الرياضية بجريدة الجزيرة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. في البداية أعتذر لكم وللقراء الأعزاء وللدكتور (صالح بن ناصر) على تأخري في الرد على تعقيب الدكتور على ما جاء في مقابلتي مع الزميل سامي اليوسف، فالواجب ما دامت نية الرد واردة ألا يتأخر الرد إلى هذا الوقت.. لاحظ أنني بدأت بالنقد الذاتي. وبعد الاتكال على رب العزة والجلال.. هاكم ما لدي: بصراحة سرني أيما سرور تلطف الدكتور صالح بالتعقيب على ما جاء في المقابلة (السلطة الرابعة).. من مبدأ أن الحوار توجه حضاري عصري (فعال).. في وقت لا يتكرم فيه من تبوأوا مناصب إعلامية (عربية وآسيوية) بالرد على زملائهم.. لأسباب لا نتمنى أن تكون ذاتية - شخصية.. أو فوقية (أعاذنا الله وإياكم منها) كما زعم الدكتور؟! بممارستي لها.. مع الأسف!! يا دكتور.. اسمح لي بأن أبدأ من الآخر.. لاشك (لدي) في أنك عملت في الخدمة المدنية لفترة تتجاوز (40) أو (50) عاماً، بل أكثر من سنوات التقاعد!!، وقبل أن تلدني أمي.. فهل مقياس (جودة) الخدمة بالسنين يا أبا أحمد؟! ومتى تتركون الفرصة للشباب في رعاية الشباب؟! هذه الخبرة (مع الأسف) لم تخدمك من الوقوع في الخطأ التعبيري في صحة المعلومات التي سقتها في تعقيبك!!: تقول: إنك قرأت موضوعي وأنت في طريق عودتك من لندن (الجمعة) 3 من ذي القعدة - حيث يوم النشر - وأرسلت ردك إن لم يكن السبت 4 من ذي القعدة.. فهو الأحد 5 من ذي القعدة.. لكونه نشر يوم الاثنين 6 من ذي القعدة.. كنت عائداً من لندن وخلال 24 ساعة (أو أقل) لمست شعور غيرك من الناس بفوقيتي، ودللت على ما جاء في حديثي عن عدد من زملائي الكتاب المحترمين؟! من هم هؤلاء الزملاء الذين تصفهم بذلك؟! لو دققت أنت في تعليقاتي.. ستجدني أعطيت المحترم حقه وفق ما يستحق.. أما عكسه؟! فنال التوصيف اللائق به.. فليس كل من يعمل في مجالنا الإعلامي جديرا بالاحترام، ولاشك لدي بأنكم توافقونني الرأي؟! ولن أقول مثلك الأخ الصديق العزيز (فلان بن فلان) والخلافات حد عدم التحدث مع بعض في الاجتماعات بلغت الدول المجاورة.. لا أوساط الإعلام المحلية (فقط)! تقول يا دكتور: إن العقلاء والمنصفين يشهدون لك بخدمة وطنك 40 عاماً وأكثر؟! قبل هؤلاء.. سجلات الخدمة المدنية تشهد لك بأكثر من ذلك!! لكن أهل مكة وعشاق الوحدة يتمنون ألا تعيد لهم (الصبان) الرئيس مرة أخرى بعد (التونسي) فيكفي الوحدة (النادي) الغياب عن البطولات منذ (صار) لك رأي فيمن يعمل بالنادي ومن لا يعمل؟!! تدخلاتك في شؤون الوحدة (النادي) جعله فريقا أقل من عادي.. والمزايدة على أن جيلك سيبقى مدينا للوطن.. في غير محلها.. فكل الأجيال قبلك وبعدك مدينة للوطن بل تتشرف بذلك خدمة وانتماء وولاء عبر التاريخ العميق والعميق جداً جداً!! أسألك بربك يا أبا أحمد - عافاك الله وشفا قلبك- أي غمز ولمز قلته عنك؟! لقد ذكرتك ومنصور الخضيري.. وغيركما بالأسماء الصريحة؟! وما زلت عند رأيي بأنكما أحد أبرز أسباب ما يحدث في الإعلام الرياضي (حالياً) من ترسبات وإرهاصات تراكمت عبر عقدين من الزمن.. كيف؟! - أولاً: أنت (ومن بعدك منصور).. كانت لكما اليد الطولى في توجيه وتوجه المسلك الإعلامي (مقروءاً أو مرئياً) منذ عرفت الصحافة الرياضية.. لا لشيء بل ثقة من أصحاب الشأن في أنكما الأكثر خبرة إعلامية في رعاية الشباب.. وهذا صحيح.. ولكن؟! لكن.. ورغم الصلاحيات الواسعة لم ترتقيا بالطرح الاعلامي السعودي.. إلا إذا كان ما يحدث الآن (يروق) لكما؟! وتعتبرانه ضمن منجزاتكما الشخصية. والآن (هاكم) الدليل الذي تجرأت وطلبته مني رداً على قولي (أنك أنت ومنصور سبب تدهور اتصالات وتواصل الإعلام السعودي في الداخل بين منسوبيه ومع العالم الخارجي)؟! يا دكتور من (وأد) فكرة لجنة الإعلام الرياضي.. التي وجه بتكوينها الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز (رحمة الله عليه ووالديه)؟ هل تملك الشجاعة على الإجابة؟ فكرة فقيدنا الغالي كانت النواة أو البذرة الرائعة لتقديم رجال اعلام وطنيين أكفاء يتقدمون بالترشيحات (لا وصايتك أنت والحبيب أبو عبد العزيز) للاتحادات الإقليمية والقارية والعالمية، كما أن تلك اللجنة كانت ستعمل على حل كل الاشكالات بين الإعلاميين عبر الالتقاء الدوري لمناقشة اختلافات بعضهم البعض.. بدلاً من التقسيم التباعدي الذي مزقنا أيما تمزيق. كنا ننتظر منك (كأب للاعلاميين) أن تحتوي كل اختلافاتنا وأن تقرب وجهات النظر وتعامل الجميع سواسية!! - ثانياً: تتساءل عن أنني الآن (الرجل) ليس (الشاب) الذي عرفته.. اطمئن يا دكتور.. والله على ما أقول شهيد.. لم يتغير في الحمادي (الرجل) إلا المزيد من (الهدوء والعقلانية) عنوان المقالة التي اختارها من تعز وتقدر وأنا مثلك.. أبشرك بأنني بت أكثر بعداً وطنياً.. بعيدا عن الميول والاقليمية.. والأكثر انني أتابع التطورات العلمية (الصحية) والتعليمية بعد ما كبر حجم الأسرة وازدادت مسؤوليات (الصحة والتعليم).. النادي المفضل وكرة القدم.. لم يعد لهما القيمة التي ما زالت لديك.. ربما!! - ثالثاً: لن أعلق كثيراً على قولك (الأخ الصديق العزيز عبد الرحمن بن دهام) فما بينكما يخصكما ولا شأن لي به.. وكذلك غيره!! ولكن ما زلت مصراً على أنك ومنصور الخضيري.. كثيراً ما تجاهلتم النقاد المستقلين (الأقوياء) كتركي الناصر السديري، وجاءت جائزة المفتاحة لتنصفه.. فماذا استفاد هو كناقد وطني مثقف غيور من تقديرك واحترامك طوال 25 عاماً؟! سوى التجاهل والسعي إلى حجب ظهوره. أجيب عنك.. لا شيء سوى التجاهل.. لأنه لا يشرف على صفحات... و... و...و... ؟! والأخيرات هذه مماثلات لما ذكرته في تعقيبك الذي اتهمتني فيه بممارسة الفوقية والذاتية و.... و.... و...!! عن الفاتح (السوداني) ولجنة الاحتراف أقول (يا كريم يا رواف.. لك الشكر الجزيل) على طرق الدكتور صالح هذا الباب.. الذي لدينا عليه جواب.. ليتك تتقبله بروح رياضية.. بصراحة رحم الله عبد الفتاح ناظر رحمة واسعة.. أما أنت وفي لجنة الاحتراف فلم تجلبوا للكرة السعودية خيرا.. من ناحية النتائج والمستوى!! دليل بوادر فشل مشروعكم الاستعانة بالخبير السوداني (العالمي!) الفاتح وزميله من اليمن وفلسطين.. للعمل معكم في لجانكم؟! بربكم يا أبا أحمد هل ستنجح لجان لعبة كرة القدم وخبراؤها من السودان واليمن وفلسطين؟! أين هذه الدول (مع الاحترام) في التصنيف العالمي؟! لماذا لم تأتوا بالخبراء الانجليز.. أو الألمان.. الإيطاليين.. أو الفرنسيين.. الهولنديين أو غيرهم من أوروبا؟! وبالمناسبة ماذا دار في اجتماع اللجنة السعودية البريطانية في مجال الشباب والرياضة الأخير؟! وما هي أبرز المكتسبات التي تحققت لشبابنا ورياضتنا خلاف زياراتكم المتكررة؟! أرجوك يا أبا أحمد لا تغضب مني.. على الصراحة والشفافية وتبادل الحوار الصادق الأمين.. فنحن نحترم فيك (جيداً) اتهامك اللجنة التي خلفتكم بكل شجاعة (بالتقصير) عندما قلت: (ولعلمك يا أخ صالح أن لجنة الاحتراف خلال تلك السنوات كانت تجتمع مرتين (على الأقل) في الشهر، وفي فترة التسجيل تكون اللجنة في حالة اجتماع يومي مدة شهر كامل.. ولذلك لم يترك السكرتير يعمل بمفرده - كما حصل بعد ذلك - أي بعد التشكيل ما قبل الأخير للجنة). نقد جميل منك يا دكتور وبهكذا آلية - بعيدة عن المجاملاتية - تتطور الحركة الشبابية الرياضية السعودية، وفي الفترات المقبلة لعلنا نستفيد منه؟! تساؤلاتك عن منصور الخضيري وطلال آل الشيخ.. سأجيب عنها متى تكرمتم وزودتمونا بآخر سيرة ذاتية صدرت لهما؟! حتى تعرف أن الايجابي في العمل الاعلامي الرياضي يسلب منه ومنسوبيه الأكثر تجربة وخبرة.. ولا يلصق بالاخيرين غير السلبي من القول والكتابة. شكراً لك يا أبا أحمد ودمت وأسرتك بصحة وطول عمر.. وكل عام وأنتم بخير.